خبيرة في مايو كلينك توضح الرابط بين السكري وأمراض القلب

تشهد أعداد المصابين بمرض السكري ارتفاعاً ملحوظاً في جميع أنحاء العالم، ومع الإصابة بمرض السكري يزداد خطر الإصابة بأمراض القلب.

وبحسب موقع منظمة الصحة العالمية، فإن داء السكري هو مرض مزمن يحدث نتيجة عجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين بكمية كافية، أو عندما يعجز الجسم عن الإستخدام الفعال للإنسولين الذي ينتجه. والإنسولين هو هرمون يضبط مستوى السكر في الدم.

ويُعد فرط الجلوكوز في الدم، الذي يُعرف أيضاً بارتفاع مستوى السكر في الدم، من النتائج الشائعة الدالة على خلل في ضبط مستوى السكر في الدم، ويؤدي مع الوقت إلى الإضرار الخطير بالعديد من أجهزة الجسم، ولاسيما الأعصاب والأوعية الدموية.

ضبط السكر يساعد في تقليل خطر امراض القلب

ومن مضاعفات مرض السكري:

  • يزداد احتمال تعرض البالغين المصابين بالسكري للنوبات القلبية والسكتات الدماغية بضعفين أو ثلاثة أضعاف .
  • يؤدي ضعف تدفق الدم واعتلال الجهاز العصبي (تلف الأعصاب) على مستوى القدمين إلى زيادة احتمالات الإصابة بقرحات القدم والتعفن، ما قد يستدعي بتر الأطراف في نهاية المطاف.
  • يُعد اعتلال الشبكية السكري من الأسباب الرئيسية للعمى، ويحدث نتيجة تراكم الضرر الذي يلحق بالأوعية الدموية الصغيرة في الشبكية على المدى الطويل.
  • مرض السكري من الأسباب الرئيسية المؤدية للفشل الكلوي.

وفي موضوعنا اليوم، نركز على العلاقة التي تربط بين السكري وأمراض القلب بحسب معلومات أفادتنا بها الدكتورة قوسية وامل، طبيبة القلب في مايو كلينك للرعاية الصحية في لندن، تشرح العلاقة بين هذين المرضين الخطرين والمزمنين.

الرابط بين السكري وأمراض القلب

تقول الدكتورة وامل إن الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، أكثر عرضة للوفاة لأسباب تتعلق بأمراض القلب والأوعية الدموية بما يصل إلى 4 أضعاف مقارنة مع عامة الناس. وهو ما دفع الأطباء لإدراك الحاجة إلى تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري بدلًا من إدارة مستويات الجلوكوز أو السكر في الدم فقط.

وتضيف: "يمكن للتغييرات الإيجابية في نمط الحياة، مثل الإقلاع عن التدخين وتقليل الوزن وممارسة المزيد من التمارين وتطوير نظام غذائي صحي والتحكم في ضغط الدم أن تساهم جميعًا في تحسين صحة القلب. حيث أظهرت الدراسات أنه بتحقيق تحكم جيد في عوامل الخطر القلبية الوعائية، فإننا نُحسن جودة الحياة بشكل كبير، والأهم من ذلك أننا نطيل حياة مرضى السكري بمعدل 8 سنوات".

تُعد أمراض القلب والسكري من الأمراض المزمنة التي لا يمكن علاجها في معظم الحالات، وتقول الدكتورة وامل في هذا الصدد: "يمكن أن يتلف مرض السكري الأوعية الدموية ويجعل عضلة القلب أكثر تيبسًا، مما يؤدي في النهاية إلى مشاكل احتباس السوائل وفشل القلب." وتضيف أن مرضى السكري أكثر عرضة للإصابة بأمراض الشريان التاجي والنوبات القلبية.

ووفقاً للطبيبة المختصة: "بسبب تلف الأعصاب الناجم عن مرض السكري، قد لا يشعر المرضى بألم في الصدر أو أي نوع من الإنزعاج في الصدر والذي قد يشير إلى وجود خطأ ما في القلب، لذلك قد لا يتم اكتشاف أمراض القلب إلى أن تتطور ثم لا يتوفر إلا خيارات علاج قليلة فقط."

يزيد السكري من امراض القلب بأربعة أضعاف

الإكتشاف المبكر لأمراض القلب يمنع عواقبها الخطيرة

وتشير الدكتورة وامل: "إن التطور الأخير في تقنيات التصوير القلبي، مثل تخطيط صدى القلب المتقدم والتصوير المقطعي المحوسب للقلب والتصوير بالرنين المغناطيسي للقلب، يعطي الأمل في أننا سنكون قادرين على اكتشاف أمراض القلب المرتبطة بالسكري في وقت أبكر ونمنع عواقبها الخطيرة."

وتستخدم دكتور وامل التصوير الطبي المتقدم لدراسة سبب إصابة مرضى السكري بتداعيات أكثر شدة بعد النوبات القلبية، ولماذا يُصاب مرضى السكري بفشل القلب في كثير من الأحيان أكثر من غيرهم ممن يتحكمون بشكل طبيعي في الجلوكوز. وتتضمن أبحاثها أيضًا استخدام مجموعات كبيرة من البيانات والذكاء الإصطناعي لتحديد مجموعات فرعية من مرضى السكري الذين قد يستجيبون بشكل أفضل لبعض العلاجات.

وتُعلق الدكتورة وامل قائلة: "هناك العديد من الأنواع الفرعية من مرض السكري تستجيب بشكل مختلف للأدوية. وتحديد المرضى الذين سيستفيدون أكثر من العلاجات الجديدة يعد بأننا في المستقبل سنكون قادرين على تزويد مرضى السكري بخطط علاجية مخصصة حقًا."

مشيرة إلى أنه على مدار السنوات القليلة الماضية، أصبحت العلاجات الجديدة المضادة لمرض السكري بفوائد مؤكدة للقلب جزءًا من الإرشادات السريرية.

وتختم قائلة: "لقد جمعنا أيضًا أدلة قوية على أن تقليل الوزن يمكن أن يعكس آثار مرض السكري لدى بعض المرضى، وأن خفض ضغط الدم بالأدوية المعروفة باسم مثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين وحاصرات مستقبلات الأنجيوتنسين 2 يمكن أن يُقلل من خطر الإصابة بمرض السكري. إنها لحقبة مثيرة في مجالنا، فلدينا خيارات علاجية عديدة، كما أننا نفهم بشكل أفضل كيفية تقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب لدى مرضى السكري."