ما هو مرض الحبسة الذي أصاب الممثل الأمريكي بروس ويليس

لم يكد العالم يستفق من "الصفعة" القوية التي أسداها الممثل الأمريكي ويل سميث لزميله كريس روك أثناء مهرجان أوسكار منذ 3 أيام، حتى جاءته صفعة جديدة وحزينة هذه المرة، بإعلان اعتزال الممثل الأمريكي بروس ويليس التمثيل جراء إصابته بمرض الحبسة.

وجاء الإعلان عن الإعتزال المفاجئ من قبل عائلة الممثل التي قالت في تصريح على مواقع التواصل الإجتماعي أن ويليس مضطر للإبتعاد عن المهنة التي تعني له الكثير، ألا وهي التمثيل، بسبب مرض الحبسة الكلامية الذي يؤثر على قدراته الإدراكية واللغوية.

وفي بحث سريع على الإنترنت، يتبين أن مرض الحبسة هو خلل دماغي يؤثر على قدرة الإنسان على التواصل، وقد يسلبه قدرته على التحدث والكتابة وفهم اللغة الشفوية والكتابية بحسب ما أورد موقع "مايو كلينك".

فما هي أسباب وتداعيات مرض الحبسة، وهل هو مرض قابل للشفاء أم أنه يدمر حياة المصابين به؟ هذا ما نتعرف عليه أكثر في موضوعنا اليوم.

ما هو مرض الحبسة الذي أصاب الممثل الأمريكي بروس ويليس

أسباب مرض الحبسة

يعد مرض الحبسة أكثر شيوعاً من أمراض الباركنسون، والشلل الدماغي، وضمور العضلات. وتشير تقارير جمعية الحبسة الوطنية إلى أن مرض الحبسة يصيب نحو مليوني أمريكي، فيما يتم تشخيص نحو 180 ألف شخص بهذا المرض سنويًا، وفق لما ذكرته الجمعية.

ويشير موقع "مايو كلينك" إلى أن الحبسة عادة ما تحدث بشكل مفاجئ بعد التعرض لسكتة دماغية أو إصابة في الرأس. لكنها قد تحدث أيضًا تدريجيًا نتيجة ورم بطيء النمو في الدماغ أو مرض يسبب ضررًا تدريجيًا ودائمًا (تنكسي). وتتوقف شدة الحبسة على عدد من الحالات، بما في ذلك سبب تلف الدماغ وشدته.

مرض الحبسة ذات تأثير مدمر

هو الأمر الذي تتفق عليه جميع الجهات المعنية بمرض الحبسة، مشيرة إلى أن هذا المرض حالة مدمر تُفقد المريض القدرة على التواصل، وإيجاد صعوبة في الكتابة والكلام، وحتى فهم ما يقوله الآخرون.

وأوضحت جمعية الإستماع إلى اللغة والنطق الأمريكية (ASHA) أن الأشخاص المصابين بهذا المرض قد يواجهون صعوبة إيجاد الكلمات، ويستخدمون كلمات خارج السياق، ويتحدثون بطريقة متقطعة ومتعثرة، أو ينطقون بجمل قصيرة أو غير كاملة. كما في وسعهم اختلاق كلمات لا معنى لها واستخدامها في كلامهم أو كتاباتهم، وفقاً لما جاء على موقع "سي إن إن" عربي.

أنماط الحبسة وطرق علاجها

قد يعاني الأشخاص المصابون بالحبسة من أنماط مختلفة هي على الشكل الآتي:

  • الحبسة التعبيرية: تُسمى أيضًا حبسة بروكا أو حبسة فقد الطلاقة. قد يفهم الأشخاص المصابون بهذا النمط من الحبسة ما يقوله الآخرون أفضل مما يمكنهم التحدث. ويجد الأشخاص المصابون بهذا النمط من الحبسة صعوبة في إخراج الكلمات، وهم يتحدثون بجمل قصيرة للغاية، كما أنهم يحذفون بعض الكلمات.
  • الحبسة الشاملة: قد يتحدث الأشخاص المصابون بهذا النمط من الحبسة (وتُسمى أيضًا حبسة فيرنيك أو حبسة الطلاقة) بسهولة وطلاقة عبر استخدام جمل طويلة ومعقدة لا معنى لها أو تتضمن كلمات غير معروفة أو غير صحيحة أو غير ضرورية. وعادة لا يفهمون جيدًا اللغة المنطوقة وغالبًا لا يدركون أن الآخرين لا يستطيعون فهمهم.
  • الحبسة العامة: يتميز نمط الحبسة هذا بضعف الفهم وصعوبة تكوين الكلمات والجمل، وتنتج الحبسة العامة عن تلف واسع النطاق في شبكات اللغة في الدماغ. يعاني الأشخاص المصابون بالحبسة العامة من إعاقات شديدة في التعبير والفهم.

ويحدث فقدان القدرة على الكلام جراء الحبسة بسبب تلف المناطق اللغوية بالدماغ، وغالبًا ما ينتج عن إصابات دماغ رضية، أو عدوى، أو ورم في الدماغ، أو مرض تنكسي مثل الخرف، بحسب جمعية الإستماع إلى اللغة والنطق الأمريكية.

تحدث الحبسة بعد التعرض لسكتة دماغية أو إصابة في الرأس

وأضافت الجمعية أن السكتة الدماغية هي السبب الرئيسي لهذه الحالة، ويُصاب بالحبسة الكلامية بين 25-40 من الناجين من السكتات الدماغية، والمتقدمين في السن هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا المرض.

أما علاج الحبسة فيركز على أعراض الشخص المصاب. فمن يعانون من الحبسة الكلامية الأكثر اعتدالًا، يمكن أن يكون العلاج إصلاحيًا من خلال خضوعهم لعلاج النطق بهدف إعادة تدريب الدماغ على التعرف إلى الكلمات، والتحدث، والكتابة.

أما الأشخاص الذين يعانون من مرض تنكسي، فهم الذين يعانون أكثر من تراجع القدرات الكلامية والكتابية. ويُركز المختصون الصحيون في هذه الحالة عادة على تقديم مساعدة تعويضية على شكل صور، وحروف طباعة كبيرة، لمساعدة الشخص على التواصل.

وبحسب جمعية الحبسة الوطنية، فإن الشفاء التام من الحبسة الكلامية قد يكون صعباً في حال استمرت أعراض المرض لأكثر من شهرين أو ثلاثة أشهر عقب السكتة الدماغية، مضيفة أن "بعض الأشخاص يستمرون بالتحسن على مدى سنوات وحتى عقود".