باحثة من مكتشفي أوميكرون تطمئن: قد يختفي من تلقاء نفسه

شهد العالم نهاية الشهر الماضي، ظهور متحور جديد لفيروس كورونا يحمل إسم "أوميكرون" وهو أحد أحرف الأبجدية اليونانية التي اتبعها العلماء لإطلاق أسماء على متحورات الفيروس التاجي منذ ظهورها العام الماضي.

ومتحور "أوميكرون" الذي تم رصده أولاً في جنوب أفريقيا وبعض الدول الأفريقية الأخرى، يبدو أن سريع الإنتشار كما هي الحال مع متحور "دلتا" الذي ما زال يتصدر الأخبار لجهة خطورته في التسبب بالوفيات بأعداد كبيرة، فيما لم يتم تسجيل حالات وفاة بالمتحور الجديد حتى الآن.

قد يكون هذا الأمر مطمئناً بعض الشيء، وزادت باحثة ممن اكتشفوا "أوميكرون" في جنوب أفريقيا زادت من حالة التطمين بقولها أن السلالة المستحدثة من المتحور الجديد قد تختفي من تلقاء نفسها.

فما هي المعطيات التي استندت عليها هذه الباحثة لتقليل حالة الهلع التي تسود حالياً بسبب "أوميكرون"؟ وكيف تطور هذا المتحور؟ هذا ما نتعرف عليه في موضوعنا اليوم.

متحور "أوميكرون" قد يختفي من تلقاء نفسه

هذا ما صرحت به الخبيرة حورية تجالي، إحدى الباحثات التي كانت الفريق الطبي الذي اكتشف السلالة الجديدة في جنوب أفريقيا، ما يعدَ تطميناً إضافياً بعد دعوة منظمة الصحة العالمية السابقة لعدم الهلع والتريث والتأكيد أن اللقاحات ضد فيروس كورونا، ما زالت فعالة بوجه متحور "أوميكرون"، وفقاً لماء جاء على موقع "العربية.نت" نقلاً عن صحيفة "ليكسبريس" الفرنسية.

وأضافت الخبيرة في تصريحها للصحيفة الفرنسية، أن متحور "أوميكرون" يحوي العديد من الطفرات التي يحدها المجتمع العلمي غير مستقر، وبالتالي هناك احتمال لاختفاء المتحور من تلقاء نفسه.

ضرورة مراقبة "أوميكرون"

لكنها في الوقت ذاته أكدت على ضرورة متابعة مراقبة المتحور الجديد، كون العلماء ما زالوا لا يعلمون كيف ستتعامل الطفرات 32 مع بعضها لجهة نشر العدوى وقوة انتقالها.

تجدر الإشارة إلى أنه بالرغم من عدم تسجيل زيادة عدد الوفيات جراء الإصابة بمتحور "أوميكرون"، إلا أن مصادر المنظمة التابعة للأمم المتحدة أفادت بأن عدد المصابين من الأطفال ارتفع أكثر مقارنة بالمتغيرات السابقة لكورونا، لكنه أمر غير مؤكد نهائياً حتى الآن.

في حين أشارت نتائج دراسة أجراها علماء في جنوب إفريقيا، أن خطر تكرار الإصابة بمرض كوفيد 19 هو أعلى بثلاث مرات مع متحور "أوميكرون" مقارنة بالمتحورتين بيتا ودلتا. لكن لا يوجد دليل قاطع على مدى قدرة "أوميكرون" على الإنتقال، وتتوقع المنظمة العالمية الحصول على بيانات محدثة في الأيام المقبلة.

كيف تحور كورونا أوميكرون؟

سؤال يطرح نفسه في خضم حالة الرعب التي خلقها متحور "أوميكرون" حول العالم، ويجيب عليه بعض العلماء باحتمال أن يكون حيوان من القوارض قد التقط فيروس سارس-كوف-2 منصف العالم الماضي. وبعد تراكم العديد من الطفرات داخل ذلك الحيوان، أصبح الفيروس التاجي المعدَل أكثر استعداداً للإنتقال إلى البشر، وفقاً لتقرير نشره موقع "ساينس" المختص بالشؤون العلمية.

وأحد الأدلة الرئيسية التي تدعم هذه النظرية، أن "أوميكرون" تشعّب عن المتحوّرات الأخرى لكوفيد-19 في زمن بعيد جدا، كما قال كريستيان أندرسن، اختصاصي المناعة في معهد "سكريبس للأبحاث".

يحمل أوميكرون 7 طفرات من شأنها أن تسمح للمتحوّر بإصابة القوارض، مثل الفئران والجرذان؛ في حين أن المتحوّرات الأخرى المثيرة للقلق، مثل ألفا، تحمل فقط بعضاً من هذه الطفرات السبع، بحسب روبرت غاري، أستاذ علم الأحياء الدقيقة والمناعة في كلية الطب في "تولين".

ويحمل أوميكرون عددا كبيرا من الطفرات التي لم تُشاهد في أي إصدارات أخرى كوفيد-19، ويعتبر بعض العلماء هذا دليلاً محتملاً على أنه ظهر في مضيف حيواني.

لكن مايك ووروبي، عالم الأحياء التطورية في جامعة "أريزونا"، يشتبه في أن يكون "أوميكرون" تطور لدى إنسان يعاني من نقص المناعة وليس في حيوان. وقال في إشارة إلى جينوم أوميكرون: "إنه أمر مثير للاهتمام، مدى اختلافه بشكل جنوني. إنه يجعلني أتساءل عما إذا كانت الأنواع الأخرى يمكن أن تصيب بالعدوى المزمنة"، ما قد يؤدي إلى ظهور متحوّرات جديدة مع العديد من الطفرات.