تحذير عالمي من متحور جديد لكورونا ذو طفرات كبيرة
مع اقترابنا من السنوية الثانية لظهور وتفشي فيروس كورونا المستجد حول العالم وتسببه بمرض كوفيد 19 الذي يحمل العديد من الأعراض والتداعيات الصحية، الخفيفة والشديدة منها، ما زالت متحورات كورونا التي تظهر بين الحين والآخر هي أكثر ما يقلق المسؤولين الطبيين حول هذا الفيروس الذي تقترب أعداد الإصابات به إلى 260 مليون شخص، فيما أودى بحياة ما يزيد عن 5 ملايين.
وآخر أخبار المتحورات هي ظهور متحور أطلق عليه إسم "بوتسوانا" كونه ظهر في هذه الدولة التي تقع جنوبي القارة الأفريقية، فيما سُجل ظهور 6 حالات أخرى منه في جنوب أفريقيا، وهي الدولة المجاورة لبوتسوانا.
والمتحور الجديد يبدو أنه يشكَل خطراً كبيراً نظراً لكثرة الطفرات ، ما يهدد الصحة العامة بشكل كبير. فما هي تفاصيل هذا المتحور؟ هذا ما نكتشفه سوياً وفقاً لمعلومات نشرها موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن صحيفة "إندبندنت" البريطانية.
متحور بوتسوانا يحمل الكثير من الطفرات
متحور بوتسوانا أو "بي.1.1529" هو المتحور الأخير الذي تم رصده في القارة الأفريقية والذي يخشى العلماء من أنه قد يزيد من تفشي فيروس كورونا. وقد تم العثور على إصابة ثامنة بالمتحور الجديد في هونج كونج لشخص كان عائداً من جنوب أفريقيا.
ويمتاز هذا المتحور بوجود عدد كبير من الطفرات فيه، ما يعني احتمالية تفشي فيروس كورونا المستجد بشكل أكبر، كون الطفرات تسمح للفيروسات بالتكيف وتجعلها أكثر شراسة وقدرة على التهرب من المناعة الطبيعية واللقاحات.
وبحسب توم بيكوك، عالم الفيروسات في امبريال كوليدج لندن، يمكن لهذا لمتحور بوتسوانا أن يكون مصدر قلق حقيقي، كون الطفرات 32 التي تم رصدها في بروتين سبايك الموجود على سطح فيروس كورونا، تساعده على تفادي المناعة البشرية بسهولة، وبالتالي انتشار الفيروس بسرعة بين البشر.
وبروتين سبايك هو المسؤول عن عملية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وغزوها. وأضاف بيكوك أن متحور بوتسوانا يتطلب مراقبة دقيقة ومستمرة، بسبب العدد الكبير للطفرات الموجودة فيه والذي يجعله معدياً بصورة تفوق أي متحور أخر للفيروس ممن تم اكتشافه حىى الآن.
متحورات كورونا
تجدر الإشارة إلى أن فيروس كورونا الجديد شهد العديد من التحورات والطفرات خلال السنتين الماضيتين، أبرزها متحور دلتا الذي تمَ تصنيفه "الأخطر" بين هذه المتحورات حتى الساعة، والذي ينتشر بسرعة كبيرة في الكثير من دول العالم.
ويشير تقرير نشره موقع "بي بي سي عربية"، إلى أن متحور دلتا أو "بي. 1.612.7"، أصبح المتحور السائد وراء معظم الإصابات الحالية، وهو محتور مثير للقلق ويخضع للمراقبة من جانب مسؤولي الصحة العامة.
وإضافة إلى متحور دلتا، هناك متحورات أخرى مثيرة للقلق هي:
- متحور ألفا: الذي تم رصده أول مرة في بريطانيا، وانتشر في ما يزيد على 50 دولة.
- متحور بيتا: رُصد أولاً في جنوب إفريقيا، لكنه انتشر في نحو 20 دولة أخرى.
- متحور غاما: البرازيل هي البلد الأول الذي شهد إصابات بهذا المتحور، ومنها انتشر في ما يزيد عن 10 دول أخرى.
وعادة ما تتحور الفيروسات بشكل مستمر مع عدم منطقية بعض التحورات، حتى أن بعض هذه التحورات قد يؤذي الفيروس نفسه. لكن تحورات أخرى قد تجعل المرض أشد عدوى أو تهديداً، ويمكن لبعضها أن تصبح نماذج مهيمنة.
الفئات الأكثر عرضة لخطورة متحورات كورونا
يبقى الجميع ضمن دائرة التعرض لمتحورات كورونا المختلفة، إلا أن كبار السن والذين يعانون من ضعف المناعة أو أصحاب الأمراض المزمنة هم أكثر عرضة لخطورة وشدة أعراض هذه المتحورات التي قد تصل ببعضهم إلى الوفاة.
كما أن المتحورات تسجل المزيد من حالات الوفاة بين الأشخاص غير الحاصلين على اللقاح، وهو ما يدفع بالسلطات الصحية والطبية للتشجيع على المزيد من التطعيم حول العالم لتجنب هذه المضاعفات.