خبير يؤكد: زراعة البنكرياس يمكن أن تشفي من مرض السكري

غدة البنكرياس أو ما يسمى بالمعقد، هي غدة موجودة في بداية الأمعاء الدقيقة، وتقوم بالعديد من الوظائف أهمها إفراز عصارة هاضمة لبعض أنواع الطعام، إضافة لدورها الفعال في تنظيم مستوى السكر في الدم.

تحتوي غدة البنكرياس على خلايا عنقودية تسمى جزر لانجرهانز تقوم بإفراز نوعين من الهرمونات، هما الخلايا بيتا التي تنتج هرمون الإنسولين، والخلايا ألفا التي تفرز هرمون جلوكاجون، وكلا الهرمونان السابقان يساعدان في تنظيم السكر في الدم.

تعمل الخلايا بيتا على إفراز هرمون الإنسولين الذي ينشط بعد تناول الطعام ويساعد في حرق الجلوكوز وتقليل نسبته في الدم، حيث يحفز خلايا الكبد والعضلات على امتصاص الجلوكوز وتخزينه حتى يمدها بالطاقة عند الحاجة.

أما خلايا ألفا فتقوم بإفراز هرمون جلوكاجون الذي يعكس عمل الإنسولين، حيث يقوم بزيادة نسبة الجلوكوز في الدم من خلال تحفيز الكبد على إنتاج الجلوكوز عن طريق تحويل الجلايكوجين إلى جلوكوز، وبالتالي يزيد نسبة السكر في الدم.

ومما عرضناه أعلاه، ندرك أن البنكرياس هو المتحكم الرئيسي في نسبة الجلوكوز سواء بالزيادة أو النقصان، على حسب حاجة الجسم. وأي خلل في عمل البنكرياس يمكن أن تكون له تداعيات صحية سلبية على صحة الإنسان بشكل عام وصحة مرضى السكري بشكل خاص.

زراعة البنكرياس لعلاج مرض السكري

مرض السكري له تداعيات خطيرة على الصحة

خلال العقد الماضي، تم إحراز العديد من التطورات في علاجات مرض السكري وهو مرض مزمن يزيد من احتمال حدوث مضاعفات كبيرة. وعلى الرغم من التطورات المحرزة حتى الساعة، يعاني الكثيرون من مرضى السكري جراء إصابتهم بالمرض.

ويقول الدكتور تامبي جرمي، طبيب الكلى في مايو كلينك في مدينة جاكسونفيل، ولاية فلوريدا: "مرض السكري هو خلل في استهلاك جلوكوز الدم أو التمثيل الغذائي له. لذا فإن مرضى السكري يجدون صعوبة في تعديل سكر الدم إلى المستوى الذي تحتاج إليه خلاياهم. قد يكون ذلك نتيجة لنقص في إنتاج الأنسولين الذي يُفرز من البنكرياس، أو قد يكون نتيجة لمقاومة الخلايا للأنسولين".

وقد تكون زراعة البنكرياس خيارًا لاسترجاع الإنتاج الطبيعي للأنسولين وتحسين التحكم في نسبة السكر في الدم.وتُجرى معظم عمليات زراعة البنكرياس لمرضى السكري من النوع الأول، حيث يمكن لهذه العملية أن تعالج مثل هذه الحالة. لكن تلك الزراعة تقتصر عادة على المصابين بمضاعفات خطيرة من جراء مرض السكري إذ إن الآثار الجانبية ربما تكون بالغة.

وفي بعض الحالات، يمكن لزراعة البنكرياس أيضًا علاج مرض السكري من النوع الثاني. وغالبًا ما تتم زراعة البنكرياس بالتزامن مع زراعة الكلى لدى من تضررت كليتهم بسبب مرض السكري.

ويوضح الدكتور جرمي الفكرة قائلًا: "إن فكرة زراعة البنكرياس تعالج مرض السكري بالفعل، في حين أن العلاج بمضخة ميكانيكية يقوم بعمل رائع، فإنه ليس علاجًا، حيث ان المضخة العضوية، أي زراعة البنكرياس، هي ما يعالج مرض السكري. ولذا فإن مرضاي غالبًا ما يجدون صعوبة في إدراك أنهم لم يعودوا مصابين بالسكري بعد الآن. كما أننا نمر بأوقات صعبة مع بعضهم لحملهم على التوقف عن فحص نسبة السكر في الدم لديهم، لأنهم كانوا مصابين بهذا المرض منذ فترة طويلة".

توجد أنواع مختلفة من عمليات زراعة البنكرياس، ويفيد الدكتور جرمي أنها تشمل زراعة البنكرياس فقط، وعادة ما تُجرى لمريض السكري المبكر بلا تلف كبير في الأعضاء، أو زراعة الكلى والبنكرياس.