دراسة تحذر: تناول المضادات الحيوية بكثرة يزيد خطر سرطان القولون

يعمد الناس لاستخدام المضادات الحيوية لمقاومة العدوى والالتهابات، ومع أن المضادات الحيوية تستخدم في علاج العديد من الحالات المرضية، إلا أنها لا تجدي نفعًا في حال كان المرض من أصل فيروسي، مثل السعال، ونزلات البرد، والتهاب الحلق الفيروسي، والإنفلونزا.

ووفقاً لما جاء على موقع "ويب طب"، فالمضادات الحيوية هي أدوية فعالة تستهدف أمراضًا معينة ويمكنها إنقاذ حياة الكثيرين في حال تم استخدامها بشكل صحيح. لكن الإفراط في تناول المضادات الحيوية قد يقلب فائدتها إلى ضرر كبير، يتمثل بشكل أساسي في زيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بحسب نتائج دراسة جديدة.

 تؤثر المضادات الحيوية بشكل سلبي على بكتيريا المعدة مسببة سرطان القولون

تناول المضادات الحيوية المفرط يزيد من الإصابة بسرطان القولون

هذا ما حذرت منه دراسة أجراها باحثون من جامعة "أوميو" السويدية وتحدث عنها موقع "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن وكالة "يو بي آي" للأنباء، والذي أشار إلى أن الدراسة الطبية الحديثة كشفت عن تأثير سلبي شديد لاستخدام المضادات الحيوية لوقت طويل، يتمثل في زيادة خطر الإصابة بمرض سرطان القولون.

وبحسب مؤلفة الدراسة صوفيا هارليد: "بينام يكون العلاج بالمضادات الحيوية ضرورياً في كثير من الحالات وينقذ الأرواح، إلا أنه ينبغي توخي الحذر مع الأمراض الأقل خطورة".

وكانت الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة المعهد الوطني للسرطان، تحدثت عن العلاقة بين سرطان القولون والمضادات الحيوية لجهة تأثير هذه المضادات على الميكروبيوم المعوي أو بكتيريا الأمعاء.

وهي النتائج ذاتها التي كشفت عنها دراسة سابقة لباحثين من جامعة أبردين في اسكتلندا، ونشرت نتائجها على موقع "كلينيكال أدفايزر" الطبي، مشيرة إلى أن خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم يبدأ في سن مبكرة نتيجة الإفراط في تناول المضادات الحيوية.

تفاصيل الدراسة

قام الباحثون خلال الدراسة بتحليل بيانات 40 ألف مريض في السجل السويدي لسرطان القولون والمستقيم، وقارنوها بمجموعة مؤلفة من 200 ألف شخص لا يعانون من السرطان.

ليجدوا أن كلا الرجال والنساء ممن تناولوا المضادات الحيوية لأكثر من 6 أشهر، كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان القولون بنسبة 17%، مقارنة بالمشاركين ممن لم يفعلوا ذلك.

وعليه حذر الخبراء من مغبة الإكثار من تناول المضادات الحيوية على الصحة بشكل عام، وزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون بشكل خاص، خصوصاً أن الكثيرين يعمدون لتناول هذه المضادات دون استشارة الطبيب.

ماذا نعرف عن سرطان القولون

تجدر الإشارة إلى أن سرطان القولون والمستقيم، وهو ثاني أو ثالث أكثر أنواع السرطان شيوعاً في جميع أنحاء العالم بحسب منظمة الصحة العالمية

وفي عام 2018، أفادت المنظمة بوجود 1,8 مليون حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم في جميع أنحاء العالم، منهم 862,000 حالة وفاة. وفي عام 2017 كشفت هيئة الصحة في أبوظبي أن غالبية حالات سرطان القولون والمستقيم (بنسبة 63٪) جرى اكتشافها في مرحلة متأخرة، علماً أنه يمكن علاج 90٪  من حالات سرطان القولون والمستقيم بنجاح إذا جرى اكتشاف المرض مبكراً. 

وبما أن سرطان القولون والمستقيم يصيب الرجال والنساء على حد سواء، فمن الأفضل أن يجري المرء فحصا دوريا عند بلوغه سن ال45. ويشار إلى أن كل مريض يعاني من نزف مستجد أو تغير في حركة الأمعاء أو إمساك أو ألم في البطن، بصرف النظر عن عمره أو التاريخ الطبي لعائلته، ينبغي أن يخضع للفحص المبكر السرطان.