الدكتور هادي جرداق لـ "هي": جائحة كورونا أثرت سلباً على العادات الغذائية وهكذا نعالج التوتر وزيادة الوزن
لا شك أن جائحة كورونا غيَرت العالم بشكل كبير، وأحدثت تغييرات صادمة في كافة نواحي الحياة التي كانت يوماً ما طبيعية لتصبح مقيَدة ومحكومة بالخوف من عدوى فيروس كورونا التي تخلَف آثاراً سلبية على صحة معظم المصابين بها.
هذا التأثير لم يتضمن فقط الحالة الإقتصادية التي تشهد تراجعاً كبيراً في معظم الدول، وإنما شمل الحياة اليومية التي شهدت تغيراً جذرياً في عادات تناول الطعام والنوم والوزن وغيرها من الأمور الحياتية التي عانت الأمرين نتيجة ضغط مرض كوفيد-19.
عن هذه التغيرات والتأثيرات، يحدثنا الدكتور هادي جرداق، أخصائي الطب الباطني والأمراض الرئوية واضطرابات النوم والرئيس التنفيذي لمركز هارلي ستريت الطبي.
كيف أثرت جائحة كورونا على زيادة الوزن لدى الناس؟
د. جرداق: تعدى أثر جائحة كورونا الأضرار الصحية والاقتصادية المباشرة، إلى آثار مضرة بعيدة المدى تتمثل باختلال أنماط الحياة وعادات الأكل نتيجة الجلوس في المنزل لفترات طويلة وإشغال أوقات الفراغ بتناول وجبات زائدة عن الحاجة، مما أدى لارتفاعات قياسية في الوزن لدى عموم الناس.
ما هي بعض عادات الأكل التي رأيتها خلال فترة الوباء؟
د. جرداق: من أكثر العادات الغذائية الملاحظة خلال الجائحة، هو الإكثار من تناول الوجبات الخفيفة عالية السعرات وزيادة حجم وعدد الوجبات الاعتيادية.
وقد أشارت نتائج الإستبيان الذي أجرته شركة Allurion بالتعاون مع موقع يوجوف لعام 2021، أن تناول الوجبات الخفيفة كان من أكثر النشاطات التي شهدت تزايداً ملحوظاً، إلى جانب التواصل مع العائلة والأصدقاء عبر المكالمات الهاتفية والفيديو، إذ زادت وتيرة تناول الطعام بين الوجبات لدى 53% من سكان الإمارات بعد انتشار أزمة كوفيد-19.
وشكَلت هذه العادة إلى جانب قلة النشاط البدني، السبب الرئيسي لزيادة الوزن في الإمارات، مما أدى لزيادة الوارد الغذائي اليومي لـ 47% من سكان الدولة، واكتساب نصف السكان (51%) وزناً زائداً مع بداية النصف الثاني من العام الحالي بمعدل متوسط يبلغ 8 كغ.
ما النصائح التي تسديها لعلاج التوتر اليومي الذي يسببه وباء كورونا؟
د. جرداق: لا شك أن التوتر مضر على عدة أصعدة، ويُصنَف كمرض بحد ذاته في كثير من الأحيان. ويؤدي التوتر إلى عصبية زائدة لدى الأشخاص فيحاولون التخفيف منها بالإنشغال بتناول الطعام والإكثار من الوجبات الخفيفة كونها الملاذ الأسهل ولا تتطلب جهداً أو تركيزاً عاليين، وهي حالات ذهنية يصعب تحقيقها في حالة التوتر العصبي.
النتيجة الحتمية هي زيادة الوزن نتيجة هذا الاستهلاك الزائد عن الحاجة والذي يكون غير مترافق بالعادة مع أي نشاط لحرق السعرات.
ما هي اقتراحاتكم لخسارة الوزن المكتسب خلال جائحة كورونا؟
د. جرداق: الانخراط في العادات الإيجابية كالتأمل، الرياضة وتمارين التنفس أو أي نشاط إنتاجي إيجابي له أفضل الأثر في مكافحة التوتر. ويمكن البدء بالبحث عن مجموعات داعمة حيث أن النشاطات الجماعية يكون لها دائما نتائج أفضل على الأفراد.
وتتدرج طرق خسارة الوزن من الحفاظ على حمية صحية وممارسة التمارين الرياضية واتباع أنماط حياتية إيجابية. إلا أن حل هذه المشكلة ليس بذات القدر من السهولة بالنسبة للجميع؛ فبالنسبة للمرضى الذين لا تفلح معهم هذه الأساليب لخسارة الوزن، توجد حلول و تداخلات جراحية وغير جراحية كجزء من برامج متكاملة لمساعدتهم على خسارة الوزن الصحية المطلوبة.
وفي النهاية، يبقى الاعتدال العامل الرئيسي للتخلص من العادات السيئة الناتجة عن تكرار السلوكيات والأفعال والأفكار الخاطئة.