بحث عربي يبشر بالخلاص من أمراض أتعبت العالم

إن كان من مسألة تقض مضاجع الناس حول العالم خاصة في الوقت الحالي مع استمرار تفشي فيروس كورونا والتخوف من جوائح مماثلة أو أشد حدة في المستقبل، فهو موضوع الصحة والتمتع بصحة سليمة وجسد معافى من كافة الأمراض.

لكن الواقع للأسف، يحمل لنا كل يوم المزيد من الأشخاص الذين يصابون بأمراض متفاوتة بين المتوسطة والشديدة، منها أمراض مزمنة لم يجد لها العلماء العلاج الشافي حتى اليوم.

إلا أن الأمل يبقى في سعي العلماء والباحثين، للغوص عميقاً في عالم الاستكشاف والخروج بحلول مفيدة تساعد في معالجة أمراض أتعبت العالم وأرهقته مادياً وجسدياً ونفسياً، مثل السرطان والألزهايمر.

يبشَر البحث بإمكانية إيجاد حلول للعديد من الأمراض المزمنة ومنها امراض السرطان

بحث عربي يبشر بالخلاص من امراض اتعبت العالم

من هذه الأبحاث، بحث عربي قام به باحث بيولوجي سوري ونشرته مجلة Nature Communication وحقق آلاف القراءات لما حمله من نتائج إيجابية تبشَر بإمكانية إيجاد حلول للعديد من الأمراض المزمنة المميتة، ومنها امراض السرطان والألزهايمر.

وفي مقابلة مع موقع "العربية.نت"، شرح الباحث السوري مهند الملك الحاصل على الدكتوراه في علم الأحياء من جامعة كلود برنارد ليون الأولى في فرنسا، وعلى أبحاث ما بعد الدكتوراه من كامبريدج وبرلين، PostDoc in Cambridge & Berlin، أن نتائج بحثه استغرقت ساعات متواصلة من الدراسة تخللتها نقاشات وأبحاث طويلة وصعبة.

والبحث الذي استغرق من الملك ما يقرب من 1650 يوماً من العمل والتجارب المستمرة، يعد من الأبحاث فائقة الأهمية في الوسط العلمي إذ جاءت دراساته بمعلومات جديدة حول فهم الخلية الواحدة الموجودة في جسم الإنسان.

وكشف الملك اثناء المقابلة، عن الفكرة الأساسية لبحثه، مشيراً أنه لكل إنسان عدداً كبيراً جداً من الخلايا التي تشكل في نهاية المطاف جسده الذي نراه عليه اليوم، وكان هدف البحث اكتشاف خبايا الخلية الواحدة في الجسم.

موضحاً أن الدراسة كشفت إمتلاك الخلية الواحدة لأعضاء بداخلها تشكَل هيكلها، أو ما يسمى مركز الطاقة أو النواة التي تحتوي على المادة الوراثية.

تفاصيل البحث

 بحث علمي يبشر بالخلاص من امراض اتعبت العالم مثل الالزهايمر

تمحور البحث الذي أجراه الباحث الملك، على دراسة كيفية تبادل المعلومات بين هذا الكم الهائل من الخلايا. ومعلوم أن خلايا الدماغ التي تعطي الأمر لليد بالحركة مثلاً، يوجد في الخلية ما يرشدها لهذا الفعل، والفضل في ذلك يعود لأعضائها الاساسية التي تتكون منها.

وبتعبير علمي، تحتوي الخلية على حويصلات تتبادل عبرها المعلومات فيما بينها بكل ما تحتويه من سكاكر، وبروتين، ودسم وحتى سموم ومعادن أحيانا.

وبحسب الملك، فقد توجه العلم منذ 5 سنوات وبشكل كبير نحو نوع جديد من تبادل المعلومات بين أعضاء الخلية الواحدة، وتوصل العلماء حينها إلى أنه وعوضاً عن تبادل المعلومات عن طريق تقاذف الحويصلات، وجدت الخلية طريقاً أسهل يتمثل في اقترابها من بعضها البعض إلى درجة الاحتكاك التام والتلامس.

وارتكز بحث الملك على بروتين معين يتواجد في الخلية من بين عشرات آلاف البروتينات الأخرى، ويسمح هذا البروتين ببدء التقارب بين الخلايا فعلاً. والذي وجدت الأبحاث أنه في حال فقدانه، فإن الخلية تفقد قدرتها على السيطرة ويتوقف عملها بشكل تام.

ويساعد دراسة هذا النوع من البروتينات في استهداف العديد من الامراض، اهمها السرطان والألزهايمر، فضلاً عن إمكانية التوصل الى الطريقة التي تتبعها هذه الأمراض في استهداف جسد الإنسان، في حالة انتشار السرطان مثلاً، أو عندما يستهدف عضواً معيناً.

وبمجرد معرفتها بطريقة عمل المرض وأسراره وخبايا تحركاته، تستطيع بعدها البروتينات وبسهولة التوصل لعلاجه أو الخلاص منه، مشيراً إلى أن النتائج الملموسة التي توصل إليها البحث كانت العامل الأبرز الذي دفع المجلة العلمية العريقة المذكورة على تبنيه ونشره.