تفاصيل أحدث علاج محتمل لأعراض القولون في 2021

تعاني بعض السيدات من متلازمة القولون المتهيج، وهو عبارة عن اضطراب منتشر عالميًا. ومثل العديد من أمراض الصحة الهضمية الأخرى، اقتُرِحَ أن الحَيُّوم الدقيق في الأمعاء يقوم بدور في متلازمة القولون المتهيج (IBS).

وقد اكتشف باحثو مايو كلينك دليلًا جديدًا يربط بين ملايين البكتيريا الموجودة في أنظمتنا الهضمية، والمعروفة باسم الحَيُّوم الدقيق، وشبكة من العوامل التي تؤدي إلى هذه المتلازمة.

تحسين الأعراض المنهكة المرتبطة بالمتلازمة

تثير النتائج إمكانية استهداف المسارات الميكروبية المكتشفة حديثًا لتحسين الأعراض المنهكة المرتبطة بمتلازمة القولون المتهيج (IBS)، بما في ذلك الانتفاخ والتقلصات والإسهال والإمساك.

ومن المعروف أن هذه الأعراض تنجم عن النظام الغذائي وجينات المضيف والبيئة، وتتميز بألم في البطن وتغيرات في شكل البراز أو تكراره، وتُعرف المتلازمة أيضًا بأنها تعدّل الحَيُّوم الدقيق في الأمعاء البشرية.

يقول المؤلف بورنا كاشياب، الحاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، والمدير المشارك لبرنارد وإديث ووترمان في برنامج الحَيُّوم الدقيق الخاص بمركز نهج الطب الشخصي في مايو كلينك (Mayo Clinic): "من خلال دمج طبقات متعددة من البيانات من المرضى والحيومات الدقيقة للأمعاء، تعرفنا على أيض البيورين بصفته مسارًا أيضيًا جديدًا في متلازمة القولون المتهيج (IBS) بمساهمة كل من الحيومات الدقيقة للمضيف والأمعاء".

استخدام طبقات بيانات متعددة ونهج شخصي

خلال الدراسة، دمج الدكتور كاشياب وفريقه طبقات متعددة من بيانات المرضى على مدى ستة أشهر، بما في ذلك الأعراض والنظام الغذائي ووظيفة الجهاز الهضمي والتغيرات في التعبير الجيني في السبيل المَعدي المَعوي. وجمعوا عينات من براز المرضى لقياس بكتيريا الأمعاء والمركبات التي ينتجونها، وأجروا فحوصات على الأمعاء الغليظة للحصول على خزعات القولون على مدى طويل - أي ملاحظات متكررة لنفس المتغيرات.

ثم تم دمج كل هذه البيانات في تنسيق يفيد معنى لفهم العلاقات البيولوجية في هذا النظام البيئي الحركي للغاية.

ويوضح الدكتور كاشياب أنه من إحدى طرق التعامل مع مجموعات البيانات الكبيرة هي القول: "دائمًا ما يتم العثور على العنصر (أ) عندما يكون العنصر (ب) موجودًا ولكن ليس عند وجود العنصر (ت). لذا، لابد وأن العنصر (أ) والعنصر (ب) مرتبطان".

ومع ذلك، عندما يحلل فريقه مجموعات كبيرة من البيانات، ربما لا يكون للعديد من هذه الروابط معنى من الناحية البيولوجية. لذلك، حاول فريقه اتباع نهج مختلف.

على سبيل المثال، إذا كان الميكروب (أ) والمركب (ب) مرتبطين، يتحققون مما إذا كان الميكروب (أ) يستطيع حقًا إنتاج المركب (ب) أو استهلاكه. ثم يتأكدون من أن هذه المركبات مرتبطة بيولوجيًا بالمتلازمة، وينظرون في التعبير الجيني والتغيرات الوظيفية في القولون. ونتيجة لذلك، ركزوا على عدد قليل من المركبات حيث وجدوا وظيفة بيولوجية مرتبطة بالمتلازمة. من ثم يمكن الآن استهدافها لمتلازمة القولون المتهيج (IBS).

 تمكن الباحثون من تحديد كيفية تأثير الجزيئات التي تنتجها البكتيريا على الوظيفة المَعدية المَعوية، وكيف يمكن للتغيرات في إنتاج البكتيريا لجزيئات معينة أن تؤدي إلى تفاقم الأعراض. 

ومن المثير للاهتمام، أن هذه الأمور لم تكن متماثلة في كل مريض، ما يُشير للحاجة إلى نهج شخصي.

ويوضح الدكتور كاشياب: "إن بعض الأمثلة تشمل إنتاج البكتيريا لمركب التربتامين، والذي يزيد إفراز الماء في الأمعاء، ويسبب الإسهال. ونتيجة لعدم تحويل البكتيريا للأحماض الصفراوية الأولية إلى الثانوية، فقد تهيج الأحماض الصفراوية الأولية القولون وتسبب الإسهال أيضًا".

كما وجد الباحثون أن الأحماض الدهنية قصيرة السلسلة، والتي تزيد عادة من حركة البراز عبر الأمعاء، تم تقليلها لدى المرضى المصابين بالإمساك.

تطبيق نظرة متعددة الأوميكس لتأثير الحَيُّوم الدقيق

صمم الدكتور كاشياب وفريقه الدراسة كي تحصل على نظرة متعدد الأوميكس مع ملاحظة متكررة للحَيُّوم الدقيق للأمعاء في حال وجود متلازمة القولون المتهيج (IBS).

ويعتزم الفريق الآن متابعة النتائج التي توصلوا إليها لاستهداف بعض المسارات التي حددوها بهدف تطوير الجيل التالي من البروبيوتيك الذي يستهدف آليات محددة تكون المسؤولة عن أعراض المرضى.