احتمالات الإصابة بفيروس كورونا مرتين
بعد اخضاع رئيس الوزراء البريطاني للحجر المنزلي جراء مخالطته لنائب ثبتت إصابته ب فيروس كورونا، تساءل الكثيرون حول ما اذا كان هذا الحجر هدفه منع اصابة جونسون بعدوى فيروس كورونا بعدما كان اصيب به خلال وقت سابق من العام الحالي.
وفيما تشير مصادر رئيس الوزراء البريطاني الذي عانى وضعاً صحياً حرجاً عقب إصابته بالفيروس قبل أشهر الى أنه في حال جيدة ولا يظهر أياً من الاعراض المرتبطة بالمرض، فإن التخوف من امكانية اصابته بالفيروس من جديد لا يمكن جزمها إلا من خلال فحص PCR.
وبحسب الدكتور برهان الدعاس، طبيب ممارس عام والمدير الطبي في VIP Doctor Healthcare فإن جونسون كونه خالط شخصاً مصاباً بكورونا فقد خضع لهذا الفحص وينتظر نتيجته. مضيفاً أن فترة الحضانة للفيروس هي 14 يوماً، لذا يتوقع أن يبقى جونسون في الحجر المنزليلحين الحصول على نتيجة الفحص.
وفي حال كانت النتيجة سلبية، فإنه سيخرج من العزل بكل تأكيد، يقول د. برهان، مؤكداً أن هذا الإجراء هو لحماية جونسون من الاصابة بكورونا مرة أخرى. وفي حال تأكدت أصابته من جديد، فإنه مضطر لاكمال فترة الحجر وتتم مراقبته خلال هذه الفترة بحال ظهرت لديه أعراض أو أية مشاكل صحية.
ما هي نسبة الاصابة بكورونا مرة أخرى بعد التعافي
وفقاً للدكتور برهان، ليس هناك أرقام أو نسب ثابتة عالمياً، وتختلف من مكان لآخر، لكن مبدئياً يمكن القول أن بين كل 17-19 مصاب بكورونا، هناك احتمال لاصابة شخص واحد من بينهم من جديد بفيروس كورونا.
أما بخصوص العوامل التي تزيد من خطر الاصابة بكورونا مرتين، يؤكد د. برهان عدم وجود مثل هذه العوامل، مع الاشارة الى ان العامل الاساسي للاصابة يكمن في مخالطة أشخاص مصابين بكورونا، وعدم ارتداء الكمامة، أو الالتزام بالتباعد الجسدي، وعدم المحافظة على النظافة في المرة الاولى للاصابة، وكذلك في امكانية الاصابة لمرة ثانية او أكثر من مرة.
الشخص المصاب بكورونا مرتين هل يعاني من مضاعفات صحية خطيرة
يؤكد د. برهان أنه من المنطقي إصابة شخص ما بفيروس الإنفلونزا مرتين أو أكثر، لكن الأعراض تكون أخف في المرات اللاحقة كون الجسم شكَل أجساماَ مضادة مناعية تجاه هذا الفيروس بحيث تخفف من حدة الأعراض.
واللقاح الذي يحصل عليه الناس سنوياً للوقاية من الانفلونزا، لا يمنع الاصابة بالمطلق بالفيروس لكن الاعراض تكون أقل وكذلك فترة المرض وشدته.
لذا يتوقع أن الاشخاص الذين يصابون بكورونا مرتين، تكون أعراضهم أقل وكذلك فترة المرض.
المدة التي يبدأ فيها الجسم بإنتاج الاجسام المضادة بعد الاصابة بكورونا
يقول د. برهان أن المدة تختلف من شخص لآخر، وتعتمد على السن وقوة الجهاز المناعي. فبعض الاشخاص أصيبوا بكورونا وتم إدخال بعضهم المستشفى للعلاج ومع ذلك لم تقم أجسامهم بتكوين أجسام مضادة.
فيما أن أشخاصاً آخرين ثبتت إصابتهم بكورونا مع أعراض خفيفة، وعندما أجروا فحص الدم تبين أن أجسامهم كونت أجساماً مضادة بكميات كبيرة.
هل تنتهي مناعة الاجسام المضادة بعد فترة أم تبقى للأبد
يقول د. برهان أن الفيروس جديد وخبرة الاطباء قليلة فيما يخصه مقارنة بالفيروسات الأخرى، لكن من الخبرة التي كوَنها الاطباء من فيروس الانفلونزا مثلاً، يتوقع الحاجة للقاح سنوي.
والمعروف أن اللقاحات تتطلب سنوات للتأكد من استجابة الأجسام لها او استمرار المناعة ضدها كما في حال فيروس الحصبة والسل اللذين كوَنا أجسام مضادة تستمر طوال الحياة. لكن في حالة فيروس الانفلونزا، تبيَن أن الاجسام المضادة ضد هذا الفيروس تضعف مع الوقت كما أن الفيروس يعمل على تغيير شكله كل عام، ما يضطر الاطباء لإعطاء اللقاح للأشكال الجديدة من الفيروس التي تتغير سنوياً.
وبالتالي، لا يمكن إعطاء وقت محدد لبقاء الاجسام المضادة ضد كورونا في الجسم، ويتوقع مع السنوات المقبلة معرفة قدرة هذه الاجسام المضادة على البقاء في الجسم.
لقاح الانفلونزا هل يساعد في تقليل الاصابة بكورونا
يؤكد د. برهان أنه نظرياً وعملياً، لقاح الانفلونزا سيساعد في خفض الاصابة بكورونا، أو أقله في حال لم يمنع الاصابة بالعدوى فإنه سيخفف الاعراض وشدة المرض والحاجة لدخول المستشفى. كما سيخفف من خطورة اصابة الاشخاص الذين يعانون من ضعف المناعة والامراض المزمنة.
لكن ما زالت هذه الامور تحتاج للتأكيد مع استمرار الدراسات حول فيروس كورونا.
وينصح د. برهان الأشخاص الذين أخذوا لقاح الانفلونزا والذين أصيبوا بكورونا سابقاً، المحافظة على الإجراءات الوقائية المتمثلة في التباعد الاجتماعي والنظافة وارتداء الكمامة والتخفيف من الاختلاط بالناس بشكل عام.