هل يمكن ان نتناول اللحوم ام لا؟
بين مؤيد ومعارض، تتأرجح مسألة تناول اللحوم من عدمها صعوداً ونزولاً دون التوصل الى نتيجة محسومة حول هذا الأمر الحيوي.
والحقيقة انه أمر حيوي جداً، نظراً لأهمية اللحوم كجزء من المنظومة الغذائية الصحية الموصى بها من قبل الاطباء وخبراء الصحة.
وتعد اللحوم احد ابرز مصادر البروتين الحيواني الهام لنمو الجسم وتكوين انزيمات الجسم وتشكيل الغطاء الخارجي للخلايا الاساسية في الجسم، فضلاً عن تعزيز عملية حرق السعرات الحرارية.
لكن سمعنا ونسمع عن ان اللحوم الحمراء لها ارتباط مباشر وخطير بالاصابة بالسرطان، وقد تم إدراج اللحوم الحمراء ومنتجاتها في قائمة المواد المؤكدة والمحتملة المسببة للسرطان، التي وضعتها الوكالة الدولية لبحوث السرطان.
وهنا نعود لتكرار السؤال: هل يمكننا ان نتناول اللحوم ام لا؟
اللحوم البيضاء افضل من اللحوم الحمراء
كشف العلماء سابقاً وجود علاقة بين اللحوم الحمراء ومختلف انواع الاورام الخبيثة، لكن دراسة حديثة عملت على دحض هذه النتائج. فأي النتائج أصح؟
وكان 22 خبيراً يمثلون 10 بلدان، درسوا في العام 2015 نتائج عشرات الدراسات العلمية والعينات، وتوصلوا إلى رأي موحد مفاده أن اللحوم الحمراء ومنتجاتها خطرة على الصحة، بحسب ما جاء على موقع "روسيا اليوم" نقلاً عن وكالة "نوفوستي" الروسية.
ووفقا للباحثين، فإن تناول 50 جراما من اللحوم الحمراء المصنعة يومياً، يزيد خطر الإصابة بسرطان القولون بنسبة 18%. كما يزيد من خطر إصابة الرجال بسرطان البنكرياس وسرطان البروستاتا.
إلا ان علماء البيولوجيا البرازيليون والأمريكيون، يعتقدون أن السكر البسيط الموجود في اللحوم الحمراء، يمكن أن يرتبط بالسكر الموجود في جسم الإنسان ليصبح جزءاً من الخلايا. وتعتبر منظومة المناعة هذه الخلايا أجساما غريبة، وتبدأ عملية الالتهاب، ما يزيد من خطر تطور السرطان.
وفي دراسات دراسات أجراها علماء جامعة ليدز البريطانية عام 2018، تبين أن الأشخاص الذين يتناولون الأسماك والدواجن عوضاً عن اللحوم الحمراء، نادرا ما يصابون بالسرطان. كما وجدت حسابات علماء من فرنسا وبريطانيا، ان احتمال الإصابة بالسرطان يزيد بنسبة 20% بين الذين يتناولون 76 جراما من اللحوم الحمراء يوميا، مقارنة بالذين يتناولون 20 جراما فقط.
خطر اللحوم الحمراء مبالغ فيه؟
في أكتوبر من العام 2019، نشرت مجلة Annals of Internal Medicine مجموعة مقالات تقول بأن خطر اللحوم الحمراء ومنتجاتها مبالغ فيه كثيرا. ولم تجد أي من التحليلات الأربعة التي أجريت- عند النظر في نتائج عدة دراسات حول نفس الموضوع - أن هذا المنتج مرتبط بالسرطان أو أمراض القلب والأوعية الدموية.
وقام علماء الاورام بتحليل بيانات 105 دراسات شارك فيها أكثر من 6 ملايين شخص، بينهم أكلة أكثر من خمس وجبات لحوم في اليوم، ونباتيون، ومن يأكل اللحم مرتين في اليوم، وتراوحت المتابعة بين 2-34 سنة.
ليتضح للباحثين أن معدل الإصابات بسرطان القولون والثدي والبروستات بين أكلة اللحوم ومنتجاتها لم يكن أعلى بين الذين لا يتناولون اللحوم أو يتناولونها بصورة محدودة. كما لم يجدوا علاقة ذات دلالة بين تناول اللحوم وخطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب وأمراض القلب.
وقد حصل الفريق الثاني على نتائج مماثلة بعد دراسته لنتائج 61 دراسة سابقة، شملت 4 ملايين شخص.
فيما اشار الفريق الثالث إلى أنه لم يكتشف انخفاض خطر الإصابة بالسرطان عند الامتناع نهائيا عن تناول اللحوم ومنتجاتها. ما يعني امكانية الاستمرار بتناول اللحوم ومنتجاتها دون خوف من عواقبها للصحة.