اهمية فحص الحالة النفسية لمرضى السكري

مرض السكري أحد الأمراض المتسببة في اضطراب الصحة النفسية، إذ يؤثر انخفاض مستوى السكر في الدم على إفراز المخ لهرمون السيروتونين المسؤول عن السعادة وتحسين الحالة المزاجية، ما يؤدي ذلك إلى شعور مرضى السكري بالتوتر، والقلق، والحزن غير المبرر.

بالإضافة إلى ذلك تعتمد الخلايا العصبية في غذائها على الجلوكوز، وبالتالي مع انخفاض السكر في الدم "الناتج عن أخذ جرعة زائدة أو بدل مجهود عنيف"، فقد تتأثر تلك الخلايا، مما يؤدي ذلك إلى دخول مرضى السكري في حالة من العصبية.

وذلك بخلاف العوامل الخارجية المحيطة بمرضى السكري، والتي قد تتسبب في زيادة بعض الهرمونات" الأدرينالين، والكورتيزون"، وكلها هرمونات مضادة لعمل هرمون الإنسولين، والمتسببة في ارتفاع مستوى السكر في الدم بصفة عامة.

من هذا المنطلق سنتعرف على أهمية فحص الحالة النفسية لمرضى السكري، من خلال استشارية العلاج النفسي السريري الدكتورة سوسن حلاوي، بمركز إمبريال كوليدج لندن للسكري في أبو ظبي.

يحتاج مرضى السكري الى الكشف النفسي المبكر قبل تفاقم الحالة النفسية

أهمية فحص الحالة النفسية لمرضى السكري

وبحسب ما قالته الدكتورة سوسن، هناك علاقة وثيقة بين مرض السكري وبين الحالات النفسية المتعلقة بالقلق والإكتئاب على وجه الخصوص، ما يشير إلى ضرورة الاستشارات النفسية بجانب العلاج الطبي الدوائي لمرضى السكري، وذلك عند الشعور بأي تغيير في الجانب النفسي لجميع الفئات العمرية دون استثناء.

من ناحية أخرى أشارت الدكتورة سوسن، إلى أن حوالي 25 إلى 50 % من الحالات النفسية لدى مرضى السكري لا يتم تشخيصها ومعالجتها على النحو المطلوب، وذلك بخلاف الدراسات الآخرى التي أكدت أن 20 إلى 25% من المصابين بمرض السكري تظهر عليهم أعراض الإكتئاب في مرحلة من مراحل العلاج الطبي الدوائي.

العلاج النفسي لمرضى السكري

أوضحت الدكتورة حلاوي، أن شعور مرضى السكري بالإرهاق من أعباء الحالة المرضية التي يعانون منها، كذلك معاناتهم المستمرة في التعايش مع مرض السكري، كفيل بإحداث الضغوط النفسية التي تتطلب ضرورة الاهتمام بعلاجها من الناحية النفسية، والأهم الدمج بين التقييم والعلاج النفسي والرعاية الاعتيادية التي يتلقاها المرضى، بدلا من تدهور الحالة النفسية والصحية للمرضى في آن واحد.

طرق العلاج النفسي لمرضى السكري

نوهت الدكتورة حلاوي، إلى أنه في حال أصيب مرضى السكري بالقلق أو الإكتئاب، فقد يكون لذلك التأثير السلبي على رعايتهم لأنفسهم، والتزامهم بالتوصيات والإرشادات الغذائية.

الأمر الذي قد يؤثر في قدرتهم على إيجاد الحلول التي تدعم إدارتهم الذاتية لمرض السكري، وبالتالي سيحتاجون إلى مهارات خاصة للتعامل مع حالات التوتر والقلق التي تنتابهم، وفقا لاختلاف فئاتهم العمرية في المجمل العام.

من ناحية أخرى أكدت دكتورة سوسن، أن  فئة المراهقين هي الأكثر عرضة للاكتئاب بشكل أساسي. "بمجرد أن يدرك هؤلاء أن مرض السكري هو مرض يتطلب علاج طويل الأمد ويجب التعايش معه مدى الحياة، فقد تنتابهم حينها حالة من الإنكار والرفض.

مما يؤدي ذلك إلى عدم التزامهم بخطة العلاج، أو اتباع العادات غير الصحية التي قد تعرضهم للمضاعفات النفسية والجسدية الأخرى، وربما إلى الأفكار الانتحارية.

وأخيرا، نصحت الدكتورة سوسن، ضرورة الفحص النفسي المبكر لمرضى السكري بجميع فئاتهم العمرية دون استثناء، للكشف عن الحالات النفسية لمرضى السكري غير المشخصة، وتحديد المعتقدات الخاطئة لدى المريض والتي يمكن أن تؤثر على التزامه بالخطة العلاجية، كذلك تقييم حالته النفسية وتتطوراتها، ما يؤكد ذلك على أهمية فحص الحالة النفسية لمرضى السكري لتهيئة بيئتهم الصحية والنفسية في آن واحد لتحقيق أفضل النتائج العلاجية في المجمل العام.