الإمساك المزمن وراء مشاكل أسفل الحوض عند الشباب

تتزايد اعداد الشباب الذين يعانون من مشاكل قاع الحوض الناجمة عن الاجهاد المزمن بسبب الامساك، وهي مشكلة بات يعاني منها مرضى لا تتجاوز اعمارهم 18 عاماً، بحسب ما أشار الاطباء في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي".

وقاع الحوض هو مجموعة العضلات التي تدعم عمل أعضاء الجسم الموجودة في الحوض، مثل المثانة والرحم والمهبل والبروستات والمستقيم.

وتتيح هذه العضلات التحكم بحركة المثانة والأمعاء عندما تكون قوية، فيما يؤدي ضعف قاع الحوض إلى عدم القدرة على التحكم بهذه العضلات وتنسيق حركتها بالشكل الصحيح.

اسباب ضعف قاع الحوض

من الأسباب الشائعة لحدوث ضعف قاع الحوض، الولادة الطبيعية والخضوع للجراحة والبدانة والإجهاد الناجم عن الامساك المزمن.

وبحسب الدكتورة لميس طباجة، أخصائية جراحة القولون والمستقيم وأحد أعضاء الفريق متعدد التخصصات في برنامج علاج أمراض قاع الحوض في معهد أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي": "الإمساك مشكلة شائعة يتقبلها الناس كجزء من حياتهم لظنهم أنها تخلق مع الإنسان منذ الولادة، ولذلك فإنهم يتأقلمون معها ويتجاهلونها حتى تتفاقم وتبدأ بالتأثير على جودة الحياة".

ومع مرور الوقت يؤثر الإجهاد الناجم عن الإمساك على عضلات قاع الحوض، ويزداد هذا التأثير مع تقدم العمر ليتسبب بالألم في قاع الحوض. لكننا نواجه الآن أعداداً أكبر من المرضى الشباب الذين يعانون من هذه المشكلة، تضيف د. طباجة.

ويعد العلاج الفيزيائي الحل المناسب لحوالي 80% من حالات ضعف قاع الحوض بحسب د. طباجة التي قالت: "قد تكون مشاكل قاع الحوض معقدة وصعبة في بعض الأحيان، إلا أن العلاج المناسب يمكن أن يكون بسيطاً ومريحاً ويؤدي لتحسن كبير لدى المريض، حيث يجري فريقنا الطبي فحوصاً دقيقة لدراسة الحالة وتقديم الرعاية المناسبة، سواء أكانت جراحية أم غير جراحية".

وتحدثت د. طباجة عن البدء دوماً بالعلاج الفيزيائي، وفي حال لم يجد ذلك نفعاً يتم اللجوء إلى العلاجات الأقوى. مشددة على ضرورة دراسة حالات المرضى من قبل فريق متعدد التخصصات للتوصل إلى حلول مبنية على الأدلة لعلاج مشكلات قاع الحوض.

مشاكل قاع الحوض قد تبدأ من الطفولة

من جانبها، لفتت إيليف دالكيلينك، أخصائية العلاج الفيزيائي في مستشفى "كليفلاند كلينك أبوظبي"، إلى ما بينته نتائج الأبحاث الأخيرة حول زيادة احتمال تعرض الأشخاص الذين يعانون من الإمساك في مرحلة الطفولة لمشاكل الألم المزمن في قاع الحوض في مراحل لاحقة من حياتهم.

موضحة أن التوتر العضلي والحفاظ على تقلص العضلات لفترة طويلة يمكن أن يضر بعمل عضلات قاع الحوض.

وشرحت إيليف تقنية الارتجاع البيولوجي التي تستخدمها لمساعدة المرضى على تعلم سبل تقوية أو إرخاء عضلات قاع الحوض لتحسين وظيفة المثانة والأمعاء، وقالت: "تعتمد هذه التقنية على استخدام جهاز محمول مزود بأدوات استشعار وشاشات لعرض معلومات عن عمل عضلات قاع الحوض، بحيث يستطيع المريض رؤية العضلات المستهدفة أثناء تعلمه الطريقة الصحيحة لشد العضلات وإرخائها.

وتعد تدريبات الارتجاع البيولوجي طريقة فعالة لتحسين التحكم بعضلات قاع الحوض.

كما أكدت إيليف ضرورة التركيز على حركة الورك والعمود الفقري ووضعية الجسم، والحرص على تثقيف المرضى حول عادات الحياة الصحية والسبل الصحيحة لاستخدام المرحاض وتزويدهم ببرنامج تمارين خاصة ليتبعوه في المنزل.