دراسة: دماء حيوان اللاما تقلل نشاط فيروس كورونا

تتسارع وتيرة عدوى فيروس كورونا الجديد حتى في فصل الصيف، الذي كان الكثيرون يعولون عليه وعلى درجات حرارته المرتفعة للتخلص من الفيروس الذي حصد حى الآن ما يزيد من 13 مليون شخص حول العالم.

وكانت إشاعات عدة ربطت بين ارتفاع درجات الحرارة في الصيف وبين انحسار مرض كوفيد 19، لكن الفيروس التاجي استمر في تصاعده وتفشيه.

وهو ما دفع الباحثين للبحث عن الوسائل الممكنة التي يمكنها تثبيط نشاط فيروس كورونا او التخفيف من تسارع، فجاء الحجر والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات وغسل اليدين بانتظام ليخفف من حدة الفيروس.

واكتشف الباحثون عاملاً آخر قد يسهم بخفض نشاط فيروس كورونا، يتمثل في دماء حيوان اللاما. فما هي تفاصيل هذا الاكتشاف؟

دماء حيوان اللاما كفيلة بخفض نشاط كورونا

هذا ما توصلت إليه دراسة علمية بريطانية نشرت في مجلة "نيتشر"، مؤكدة أن الاجسام المضادة المأخوذة من حيوان اللاما أثبتت فعالية في تحييد فيروس كورونا المستجد ومنعه من دخول الخلايا البشرية.

وخلال التجارب المخبرية، وجد الباحثون أن هذه الأجسام الصغيرة جداً وتدعى الاجسام النانوية، تتواجد عند حيوان اللاما بشكل طبيعي. ويمكن هندستها لتحييد فيروس كورونا المستجد من خلال ارتباط الأجسام النانوية مع بروتين الفيروس ومنعه من دخول الخلايا البشرية كما جاء على موقع "سكاي نيوز عربية".

وبحسب البروفسور جيمس نايسميث، معد الدراسة ومدير المعهد وأستاذ البيولوجيا الهيكلية في جامعة أكسفورد، فإنه بالإمكان الجمع بين الأجسام النانوية المضادة المأخوذة من اللاما مع الأجسام المضادة الموجودة في البشر واستخدامها كمصل لإبطال فعالية فيروس كوفيد-19. مضيفاً أن هذا الجمع يصبح أقوى فيما لو تم استخدام كل نوع من هذه الأجسام على حدة.

وأشار نايسميث إلى أن فيروس كورونا، يعمد لتغيير تركيبته الجينية فور تعلقه بالمستقبلات التي تسمى ACE2 في جسم المصاب، ليتمكن من الهرب من الأجسام المضادة البشرية، لكن الأجسام النانوية تحول دون تحقيقه ذلك.

وكان علماء من جامعة ريدينغ نجحوا في استخلاص الأجسام النانوية من دم حيوان اللاما، وعملوا على زراعتها في المختبر مع مستقبلات ACE2. ليتم رصد تفاعل هذه الأجسام مع البروتين الشوكي المؤلف من سكر الجليكان والذي يغلف هيكل فيروس كورونا.

وخلال التجربة، نجح الخبراء في إنتاج نوعين من الأجسام النانوية من دم اللاما، تسمى H11-H4 وH11-D4، ويتشابهان لحد كبير في الشكل والهيكل. ليخلص العلماء إلى أن كلا الجسمين النانويين تمكنا من تحييد فيروس الالتهاب الرئوي الحاد، السارس (SARS-CoV-2) وهو من سلالة فيروسات كورونا الشبيهة بفيروس كورونا المستجد.

فيما أثبت الجسم النانوي H11-H4 قوة كبيرة في التشبث بثلاثة أماكن على سطح فيروس كورونا، ما عطل فاعلية الفيروس ومنعه من الارتباط بالمستقبلات أو ACE2 في الخلية البشرية المستهدفة.
وللتعرف على مدى فاعلية الفيروس، قام الباحثون باستخدام التصوير بالأشعة السينية والمجاهر الإلكترونية، ما ساعد على دراسة التفاعل بين الفيروس والأجسام المضادة والمستقبلات في الخلايا البشرية بشكل قوي.

ويأمل البروفيسور راي أوينز من جامعة أكسفورد، الذي يقود الأبحاث حول الأجسام النانوية في معهد فرانكلين، أن تؤدي هذه الدراسة على الأجسام النانوية لإجراء التجارب ما قبل السريرية والتي تعزز الآمال بالعثور على علاج لمرض كوفيد 19.

تجدر الاشارة الى أن الأبحاث على الأجسام المضادة المأخوذة من حيوان اللاما ما زالت في مراحلها المبكرة، لكنها شهدت تسارعاً كبيراً في الفترة الأخيرة.