ما مدى فاعلية الحجر الصحي في مواجهة أزمة فيروس كورونا الجديد

ما مدى فاعلية الحجر الصحي في مواجهة أزمة فيروس كورونا الجديد، والحقيقة أن للحجر الصحي دورا بارز في مكافحة العديد من الامراض التي تسببها الفيروسات على مر الزمن.

وكون مرض كوفيد 19 ليس له علاج نهائي او لقاح فعال لحماية الناس من العدوى، اتخذت دول عدة قرار الاغلاق وفرض الحجر الصحي على مواطنيها للحيلولة دون تزايد اعداد المصابين بفيروس كورونا المستجد.

والحجر الصحي هو عزل الأشخاص المخالطين لحالات مؤكدة أو لحالات يحتمل إصابتها بالمرض لفترة زمنية تحدد وفقًا لفترة حضانة المرض، وهي الفترة ما بين حدوث العدوى وظهور الأعراض، والتي قدرها الخبراء ب 14 يوماً في حالة كوفيد-19.

ويختلف الحجر الصحي عن العزل الصحي، الذي يجري فيه حجز المرضى الذين ظهرت عليهم الأعراض بالفعل بعيدًا عن الأشخاص الأصحاء. أما التباعد الاجتماعي فيعتمد مبدأ الحفاظ على مسافة متر واحد او مترين على الأقل بين الأفراد لتجنب الاصابة بالعدوى.

فما هي الفوائد التي جنتها الشعوب من التزام الحجر الصحي، وهل كان للحجر الصحي دور مهم في مواجهة أزمة فيروس كورونا الجديد؟

ما مدى فاعلية الحجر الصحي في مواجهة أزمة فيروس كورونا الجديد

بحسب ما جاء على موقع ScientificAmerican، فإن غالبية دول العالم اتجهت نحو فرض اجراءات تقييدية على المواطنين إن لجهة التباعد الاجتماعي او فرض حظر التجول، اضافة لاغلاق المدارس والجامعات ودور العبادة ومراكز التسوق وغيرها من الاماكن التي تشهد تجمعات بشرية باعداد كبيرة.

ونشرت "مكتبة كوكرين" مراجعة منهجية جديدة لعدد من الدراسات التي بحثت تأثير الحجر الصحي على انتشار فيروس كورونا الجديد، في محاولة للتوصل إلى مدى فاعلية تطبيق إجراءات الحجر الصحي وحدها في التصدي للجائحة.

لتكشف المراجعة ان الحجر الصحي أدى دوراُ حيوياً في التحكم بانتشار فيروس كورونا مقارنة بالتدابير الوقائية الاخرى التي جرى تطبيقها لوحدها. اذ أدى إلى انخفاض معدل العدوى بنسبة تتراوح بين 44% و81%، ومعدل الوفيات بنسبة تتراوح بين 31% و63%.

الجمع بين الحجر الصحي وتدابير وقائية أخرى

كان لهذا الجمع تأثير أكبر لجهة الحد من تزايد اعداد الحالات التي تتطلب رعاية حرجة اضافة لتقليص عدد الوفيات مقارنة بتطبيق اجراءات الحجر الصحي وحدها.

وتشدد مها فتحي، أستاذ الميكروبيولوجيا الطبية والمناعة بكلية الطب في جامعة عين شمس، وأمين عام الجمعية المصرية لمكافحة العدوى على أهمية اتخاذ الإجراءات الوقائية في وقت مبكر من انتشار الفيروس.

وكان تقرير حديث صادر عن اللجنة الأوروبية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ECDC، أكد أهمية التدابير الوقائية للحد من انتشار الوباء، ولتخفيف العبء على أنظمة الرعاية الصحية تحديدًا، خاصة أن نسبة 9 إلى 26٪ من الإصابات في الاتحاد الأوروبي كانت بين العاملين في المجال الصحي.

وأوصت فتحي بضرورة عدم الاعتماد على نتائج تحاليل المسحة الطبية للأشخاص المخالطين للمرضى، والتي تؤخذ بعد التعرض المباشر للمريض وعادةً ما تكون سلبية، إذ إن نتيجتها تعتبر خادعة؛ لأن الفيروس لم يتكاثر بعد في الأنسجة ليعطي نتيجة إيجابية.

كما أن الاختبارات السريعة التي تعتمد على الكشف عن الأجسام المضادة في الدم، لم تثبت فاعليتها، موضحة أن الحل هو الحجر الصحي وضرورة متابعة المخالطين، وعمل التحليل بعد فترة كافية من آخر تعرض لشخص مصاب.