إستمتعي بالموسيقى أثناء التمارين الرياضية..

أكدت أبحاث علمية حديثة أجريت في إلمانيا وبلجيكا، أن الإستماع الى الموسيقى والغناء أثناء ممارسة التمارين الرياضية، لا يحسّن فقط أداء القلب، ووظائف الخلايا الداخلية المبطنة وضغط الدم المرتفع، بل يساهم بشكل كبير في تقليل الشعور بالتعب وبالمجهود البدني، وبتأثير أكبر من الإستماع ببساطة الى الموسيقى العادية. 
 
وأوضحت الدراسات التي أجريت على عدة أشخاص في الصالات الرياضية، أن الذين كانوا يستمعون الى الموسيقى ويصدرون أصوتا موسيقية بأنفسهم أثناء ممارسة التمارين الرياضية الصعبة كانوا الأقل شعورا بالتعب، مقارنة بالاشخاص الذين استمعوا فقط الى المقطوعات الموسيقية أثناء تأدية التمارين المنهكة والقوية. ومن الملفت تمكّن الاشخاص الذين خضعوا للإختبار على إنجاز المزيد حتى في ظل وجود نسبة اوكسيجين أقل. 
 
من هنا، فإن الموسيقى تعزز أيضا القدرة على التنحيف مع الإلتزام طبعا بحمية غذائية صحيحة، وقد أظهرت دراسات أخرى في هذا المجال، من عينات تضمنت 41 إمرأة بدينة طلب إليهن الإلتزام بحمية غذائية وممارسة تمارين رياضية معينة وقد أعطى بعضهن مسجلات موسيقية أثناء التمارين، أن جميع المشاركات استطعن إنقاص أوزانهن، إلا أن نسبة حرق الدهون ونقص الوزن كانت أكبر عند اللواتي استمعن للموسيقى أثناء المشي. كما لوحظ أن أولئك السيدات كن أكثر تقيدا والتزاما بجدول التمرينات الرياضية الموصوف لهن.
 
وكانت عدة تجارب سابقة، أثبتت الآثار الإيجابية للإستماع الى الموسيقى أثناء ممارسة رياضة الجري، التي تساهم في تقليل الشعور بالإجهاد ويزيد القدرة على التحمّل. وقد استطاع الخبير الألماني في علوم الموسيقى يفيس كلوس أن يتوصل إلى ثلاثة تأثيرات إيجابية للموسيقى أثناء الجري، التأثير الأول تُزيد من قدرة التحمل لدى الرياضي، إلا أنه لن يُمكن الاستفادة من هذا التأثير إلا عند ممارستها بقدر معتدل من التحميل على الجسم وليس بصورة شديدة. التأثير الثاني، فيتمثل في أن الموسيقى تخفّف من شعور الرياضي بالإجهاد. أما التأثير الثالث يكمن في أنه ممارسي رياضة الجري يشعرون بمزيد من الراحة والاسترخاء بشكل عام عند الاستماع إلى الموسيقى أثناء الجري.  
 
ويلفت كلوس الى أن لا خطر في التحميل على أجساد ممارسي الرياضة بشكل زائد نتيجة عدم شعورهم بالإجهاد أو التعب أثناء الاستماع إلى الموسيقى، لأنه بمجرد أن يقطع الرياضي مسافات كبيرة ويوشك على الإنهاك، سيطغي شعوره بالألم على تأثير الموسيقى؛ ومن ثمّ لن يواصل الجري ولن يتعرض لخطر التحميل الزائد على جسده.  
 
وتجدر الإشارة إلى أنه غالباً ما يُوصى ممارسي الرياضة عند اختيار المقطوعة الموسيقية بالانتباه إلى إيقاع الموسيقى وترددها، والإنتباه إلى بعض المعايير عند إختيار المقطوعة الموسيقية التي يستمعون إليها والإلتزام بالمعدلات بشكل صارم.