كيف تحوّلين روتين العناية ببشرتكِ إلى توثيق قصص لا تُنسى؟

كيف تحوّلين روتين العناية ببشرتكِ إلى توثيق قصص لا تُنسى؟

رحاب عباس المواردي
26 نوفمبر 2025

في زحمة الحياة، حيث تضيع التفاصيل الصغيرة، تلمع بشرتكِ كصفحة بيضاء تنتظر أن تُكتب عليها أجمل القصص؛ إنها ليست مجرد جلد، بل سجل أسراركِ، خريطة مشاعركِ، ومتحف ذكرياتكِ الشخصي.

دعينا نتخيل سويًا، أن كل لمسة عناية، كل قطرة مرطّب، كل تدليك بلطف؛ هو جملة جديدة في مذكراتكِ غير المرئية. تلك الندبة التي تروي قصة شجاعة طفولية، النمشة التي تشبه كوكبًا في مجرة وجهكِ، والإشراقة التي تعلن عن فصل جديد من فصول حياتكِ.

وفي نفس الوقت انظري إلى المرآة مرة أخرى؛ إنكِ لا ترين وجهًا فحسب، بل تقرأين كتابًا فريدًا كُتب بلغة "الدهون، الرطوبة، والخلايا". كتاب أنتِ مؤلفته، وأنتِ حارسة أسراره.

 من هذا المنطلق، هيا لنحوّل معًا عبر موقع "هي" روتين العناية من مجرد خطوات جمالية إلى رحلة استكشافية داخل أعماقكِ، حيث يصبح كل كريم فصلًا جديدًا في رواية حياتكِ، وكل ماسك أو زيت بوابة إلى ذكرى عزيزة لقصة لا تُنسى؛ بناءً على توصيات أخصائية البشرة والشعر مريم عبد الغني من القاهرة.

البشرة أكثر حميمية لقصص لا تُنسى بهذه الأساليب

زيت اللوز من حديقة جدتكِ لقصص لا تُنسى ضمن روتين العناية البشرة
زيت اللوز من حديقة جدتكِ لقصص لا تُنسى ضمن روتين العناية البشرة

ووفقًا لأخصائية البشرة مريم، البشرة ليست مجرد غطاء جسدي عابر، بل هي السّجل الأكثر حميمية لتاريخ وجودنا. فكل ندبة تحمل قصة سقوط أو شجاعة، كل تجعيدة تروي ليالي من التأمل والضحك، كل نمش كالنجوم على خريطة ذكريات طفولتنا. ولتحويل العناية بها إلى طقس يوثق قصصنا التي لا تُنسى؛ يمكن لأي امرأة اتباع الأساليب التالية:

  • لا تبدئي العناية بالمنتجات، بل بالاستماع. لذا، اجلسي مع بشرتكِ في صمت، اقرئي تفاصيلها كصفحاتِ مذكرات قديمة "هل هناك جفاف يروي قصة تعب طويل؟ هل هناك إشراقة تخبر عن لحظةِ سعادة عابرة؟". لأن العناية الحقيقية هي أن تسألي بشرتكِ: "ما قصتكِ اليوم؟" وتنتظري الإجابة في هدوء.
  • حوّلي روتين العناية إلى طقس يوميٍ لكتابة مذكراتكِ غيرِ المرئية. فحين تضعين الزيوت على بشرتكِ، استدعي ذكريات أماكن أحببتيها.  على سبيل المثال: "قد يذكرك (زيت اللوز) بحديقة جدتكِ، (رائحة الورد) قد تعيدُكِ إلى أول باقة استقبلتيها. هكذا تتحول العناية إلى سفر عبر الزمن.
  • اختاري منتجاتكِ مثلما تختارين كلمات قصيدة حب. لذا، لا تبحثي عن الأفضل بل عن الأكثر معنى "ذلك الكريم الذي اشتريتيه من سوق شعبي أثناء سفركِ، تلك الوصفة التي ورثتها عن أمكِ". هكذا ستجعلين من كل منتج فصلًا في رواية حياتكِ.
  • لا تسعي لمحو قصص بشرتكِ، بل احتفلي بها "تلك الندبة الصغيرة على ذقنكِ تذكركِ بشجاعة طفولتكِ، الهالات حول عينيكِ تشهد على ليالي الإلهام والدراسة". فالعناية ليست محوًا للتاريخ، بل هي حفاظ عليه بتقدير.
  • تبادلي مع من تحبين حكايات ندباتكم، أروي لأطفالكِ قصص التجاعيد الأولى على وجهكِ. هكذا ستحوّلين العناية ببشرتكِ من حوار ذاتي إلى سجل عائلي.

مكونات روتين العناية البشرة تكتب سيرتكِ على جلدكِ

زيت اللافندر ينقلك إلى لحظات روتين العناية بالبشرة المسائي تسجل في ذكرياتكِ
زيت اللافندر ينقلك إلى لحظات روتين العناية بالبشرة المسائي تسجل في ذكرياتكِ

وتابعت أخصائية البشرة مريم، يمكن أن تكون مكونات روتين العناية بالبشرة أحبارًا تكتب سيرتكِ على جلدكِ. لأن كل عنصر يحمل رائحة، قوام، وفعالية تخلد لحظة في رحلتكِ؛ من خلال التالي:

الزيوت العطرية.. عطور الذاكرة

  • يذكركِ زيت البرتقال بشمس الصباح في بيت الطفولة، حين كانت أمكِ تعصر البرتقال طازجًا.
  • ينقلكِ زيت اللافندر إلى لحظات الهدوء المسائي، عندما كنت تشربين شاي الأعشاب وتخططين لأحلامكِ.
  • يُعيدكِ النعناع إلى أيام الامتحانات، حين كانت رائحته المنعشة تساعدكِ على التركيز.

المكونات التراثية.. وصايا الأجداد

  • قطرات ماء الورد من تراث جدتكِ، حين كانت تحضرها يدويًا وتقول: "هذا سر جمالنا".
  • تذكرنا الحناء بأفراح الأعراس وطقوس الاحتفال؛ كما أنها ليست للشعر فقط، بل أيضًا للعناية بالبشرة.
  • يحمل زيت الزيتون لمسة من أرض الأجداد، كذلك قوة التراب وعبق التاريخ.

المكونات الموسمية.. بصمة الزمن

الصبار يروي قصص لا تُنسى في الصيف
الصبار يروي قصص لا تُنسى في الصيف
  • يذكرنا العسل في الشتاء بالدفء العائلي حول المدفأة، حين كانت الأم تحضّر المشروبات الساخنة.
  • يمنحنا الصبار الشعور الانتعاش في الصيف بعد يوم بحري ممتع، يحمل عبق البحر وملحه.
  • يعيدنا البابونج في الخريف إلى لحظات التأمل مع سقوط الأوراق، وبدايات جديدة.

المكونات المحلية.. جغرافيا الجمال

  • الطين المغربي كرحلة إلى أسواق مراكش، برائحة التوابل والألوان الزاهية.
  • زيت الأرغان كلمسة من يد امرأة مغربية، تروي قوة المرأة وصبرها.
  • الشاي الأخضر الياباني ينقلنا إلى حدائق كيوتو الهادئة، وطقوس التأمل الشرقي.

المكونات السرية.. إبداع اللحظة

  • يوثق قشر البرتقال المجفف صباحات الإفطار العائلية، حين لا تريدين إضاعة حتى القشور.
  • تخلد بقايا القهوة ذكريات السهرات الأدبية، وأحاديث الفجر مع الأصدقاء.
  • تروي أوراق النعناع الطازج من حديقة منزلكِ الصغيرة، قصة أول نبتة اعتنتِ بها.

على الهامش.. كيف تخلقين مذكراتكِ من هذه المكونات؟

روتين العناية البشرة يوثق قصصنا التي لا تُنسى
روتين العناية البشرة يوثق قصصنا التي لا تُنسى
  • سجّلي القصص على الملصقات "اكتبي قصة كل مكون على ملصق صغير تلصقينه على عبوته".
  • اصنّعي خلطات موسمية "خليط للربيع برائحة الياسمين، وآخر للشتاء برائحة القرفة".
  • احتفّظي بعينات في علبة صغيرة، واحتفظي ببقايا من منتجاتك المفضلة كسجل زمني.

وأخيرًا، البشرة ليست مجرد جلد نعتني به، بل هي الورقة الأولى التي كُتبت عليها قصتنا مع العالم. فلتجعلي من كل لمسة عناية جملة في سيرتكِ الذاتية، ومن كلِ روتين فصلًا في رواية وجودكِ الفريد. لأننا في النهاية لا نحمي بشرتنا من الزمن، بل نحفظ في ثناياها أجمل ما في الزمنِ من ذكريات وقصص لا تُنسى.