
هل حقًا نام الأمير ويليام ذات ليلة في شوارع لندن؟
قد لا يعرف كثيرون حقيقة أن الأمير ويليام نام ذات ليلة في أحد شوارع لندن. وأنها كانت ليلة باردة وكادت تنقلب إلى ليلة درامية بسبب ما وقع خلالها من أحداث أحاطت بالأمير ولي العهد.
ففي ديسمبر/كانون الأول 2009، وقبل وقت طويل من إطلاق مبادرته الوطنية "العودة إلى البيت"، أمضى الأمير ويليام، الذي كان في أواخر العشرينيات من عمره آنذاك، ليلة شديدة البرودة نائماً في شوارع لندن ليفهم حقيقة التشرد عن كثب.
ليلة درامية

ملتفًا في كيس نوم، اختار ولي العهد البريطاني زقاقًا منعزلًا بالقرب من صناديق القمامة، برفقة الرئيس التنفيذي لشركة سنتربوينت، سيي أوباكين، وفقًا لشبكة ABC. حيث انخفضت درجات الحرارة يومها إلى -4 درجات مئوية، ولم يجلب الليل سوى برد قارس، مع لحظات خطر، بما في ذلك حادث تصادم كاد أن يودي بحياة شخص يعمل كانس طريق.
في حديثه لشبكة ABC News آنذاك، قال الأمير ويليام إنه لا يستطيع حتى تخيل معنى "النوم في العراء" ليلةً بعد ليلة. وأضاف أنه مع تعميق فهمه، يأمل أن يتمكن من المساهمة في "مساعدة الفئات الأكثر ضعفًا".
إرث الأميرة ديانا

وفقًا لتقرير آخر يعود تعاطف الأمير ويليام مع المشردين إلى تأثرع بإرث والدته الراحلة الأميرة ديانا. فقد اصطحبته هو والأمير هاري لزيارة ملجأ "ذا باساج" في لندن عندما كانا طفلين. وهي تجربة، على حد قوله، تركت انطباعًا عميقًا ودائمًا في حياته.

كما أضاف التقرير أن الأمير ويليام أصبح راعيًا لمؤسسة سنتربوينت الخيرية عام 2005، وهي مؤسسة كانت والدته تدعمها سابقًا. وصرحأوباكين بأنه كان منذ البداية مصممًا على أن يكون أكثر من مجرد راعٍ شكلي أو صوري. وأضافت أن الأمير ويليام أراد فهم القضايا التي يهتم بها ومعرفة كيف يمكنه المساعدة.
إرث تلك الليلة

وأضاف التقرير أن ليلة النوم في الخارج لم تكن حيلة دعائية. ففي السنوات التي تلت ذلك، زار ويليام الملاجئ، وساعد في طهي وتوصيل الوجبات خلال جائحة كوفيد-19. كذلك التزم باتخاذ إجراءات طويلة الأمد من خلال "هومواردز": وهي خطة خمسية أُطلقت عام 2023 لجعل التشرد "نادرًا، وموجزًا، وغير متكرر" في المملكة المتحدة.
كما قال ميك كلارك من The Passage إن الأمير ويليام هو المحفز الذي يغير اللغة من "إدارة التشرد" إلى "إنهاءه".
العودة إلى البيات: مهمة وطنية

احتفلت منظمة "هومواردز" في يوليو الفائت بمرور عامين على تأسيسها، وتجري تجارب على حلول محلية مبتكرة جديدة لمشكلة التشرد في ست مناطق في أنحاء المملكة المتحدة. كما تعدّ سنتربوينت شريكًا مهمًا، ويرى قادتها أن نوم ويليام في الشوارع عام 2009 كان نقطة انطلاق للانتقال من التعاطف المباشر إلى استراتيجية وطنية لمكافحة التشرد. حيث قال أوباكين: "كان النوم في العراء نقطة البداية. وحملة العودة إلى البيت هي الاستمرارية".
صدارة الترتيب

إلى ذلك أظهر استطلاع جديد للرأي أن الأمير ويليام تفوق لأول مرة على زوجته الأميرة كيت في الشعبية ومحبة مواطنيه. فمنذ زواجها من الأمير ويليام عام 2011،كانت كيت ميدلتون من الشخصيات الملكية المحبوبة بل كانت تتصدر الترتيب دائمًا. ومع ذلك، أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة أن شعبية زوجها فاقت شعبيتها.
منذ زواجها من الأمير ويليام عام 2011، ارتقت كيت ميدلتون لتصبح واحدة من أكثر الشخصيات المحبوبة في العائلة المالكة البريطانية. وكثيرًا ما تقارن بالأميرة الراحلة ديانا، التي حظيت بشعبية عالمية واسعة، وظلت حتى وقت قريب تعتبر أكثر أفراد العائلة المالكة شعبية.
نسبة عالية

في فبراير 2025، كانت أميرة ويلز لا تزال تتصدر القائمة، يليها الأمير ويليام بفارق ضئيل بنفس ترتيب العام السابق. لكن لأول مرة منذ فترة، انقلبت الأمور. حيث يشير أحدث استطلاع رأي أجرته مؤسسة "يوجوف" إلى أن الأمير ويليام قد تصدّر القائمة، حيث أبدى 74% من البريطانيين رأيًا إيجابيًا فيه.
وبحسب الاستطلاع، يعتقد 59% من الناس أن المؤسسة الملكية تفيد بريطانيا. ويقول 54% إن العائلة المالكة تمثل قيمة جيدة مقابل المال. كذلك أعرب 47% عن فخرهم بالنظام الملكي.
استعادة الشعبية

منذ البداية، كانت شهرة الأميرة ديانا والدة ويليام هي ما عزز مكانته بين الجمهور. ولكن بحلول أواخر التسعينيات وأوائل الألفية الثانية، أصبح نجمًا عالميًا. وقد زاد زواجه من كيت ميدلتون عام 2011 من تعاطفوتفضيل الجمهور البريطاني.
ثم مع مواجهة كيت لمشاكل صحية وإصابتها بالسرطان، تولى ويليام مهام ملكية إضافية بمفرده، كاشفًا عن جانب شخصي وشخصي أكثر حساسية. ولعل هذا الظهور المتزايد والشعور بالمسؤولية قد ساهم في زيادة شعبيته.
مركز متقدم

علاوة على ذلك، لا تزال الأميرة آن في المركز الثالث، كما هي الحال منذ سنوات. كما تشتهر الأميرة آن بعملها الدؤوب والتزامها بالخدمة العامة، وقد وُصفت بأنها من أعظم أركان الملكية البريطانية. وفي العام الماضي، تولّت المزيد من المسؤوليات لإتاحة الفرصة للملك تشارلز الثالث للتعافي من علاج السرطان.
وقال معظّم مالك، الرئيس التنفيذي لمنظمة "أنقذوا الأطفال" في تصريح لمجلة هاللو: "إنها شخصية متواضعةولطيفة، لا ترغب في أن تخطف الأضواء، لكنها ملتزمة للغاية". وأضاف "إن فكرة الهزيمة أو الانسحاب غير واردة في قاموسها على الإطلاق".