التغيرات الجسدية للمرأة بعد الزواج

هي: جمانة الصباغ
 
قال الله في كتابه العزيز: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ.(الروم21)
 
 
الزواج هو بداية الحياة للكثير من الناس، فيه مودةٌ ورحمةٌ واستقرار عاطفي ونفسيٌ وعائلي، وفيه تكاملٌ لفردين إختارا أن يكملا مسيرة الحياة معاً بكل حب وتفاهم وقوة.
 
 
وفيما يشهد الكثير من المرتبطين حديثاً تغيرات في أسلوب الحياة والعيش تحت سقف واحد ومواجهة التحديات الحياتية المختلفة، تطرأ أيضاً بعض التغيرات الفسيولوجية على المرأة المتزوجة حديثاً. ولكي لا تتفاجئي عزيزتي بهذه التغيرات الطبيعية، نوردها لك لمزيد من العلم إن كنت مقبلة على الزواج قريباً، لتدركيها ولتحسني التصرف حيالها. كذلك لا بد للزوج من الإطلاع على هذه التغيرات لتفهَم زوجته وما يطرأ عليها من تغيير بعد الزواج.
 
 
1. تتعرض المرأة لتغيرات جسدية شهرية متكررة، فمع بدء كل دورة شهرية تشهد المرأة تغيرات هرمونية تتغير معها كيمياء الجسم. مما يجعلها أكثر عرضة للتقلبات المزاجية والنفسية بسبب هرمون الإستروجين والهرمونات الإنثوية الأخرى التي تشهد إرتفاعاً وتقلباً خلال الدروة الشهرية. وقد تصبح المرأة أكثر عرضة للكآبة أو البكاء والإحباط وقلة التركيز والتعب وتأثر الذاكرة قصيرة المدى لديها، مما يجعلها أكثر انفعالاً وغضباً وقلقاً وتغير المزاج. وهذا الحال قد يكون صعباً على الزوج تقبلَه في بداية الزواج كونه لا يتعرض لأي تغيرات جسمانية كما المرأة، لذا لا بد لك أن تشرحي لزوجك هذه التغيرات الشهرية التي تداهمك وكيفية التعاطي معها على أنها ليست عوارض صحية بل نتيجة طبيعية لتغير الهرمونات شهرياً.
 
2. صحة الأسنان: بعد الزواج والحمل، لا بد من إيلاء صحة الأسنان عنايةً خاصة. نظراً لما تشهده هذه المرحلة من تغيرات هرمونية كثيرة تنعكس على صحة الأسنان والفم، مما قد يؤدي في حال إهمال الأسنان إلى التهابات شديدة باللثة وتسوس الأسنان. لذا لا بد من زيارة طبيب الأسنان خلال هذه المرحلة واتباع إرشاداته اللازمة لصحة أسنانك. 
 
 
3. لا بد أن الزواج وتحمل المسؤوليات الجديدة له أبلغ الأثر على نفسية المتزوجين حديثاً. ويبدو أن المرأة أضعف جسمانياً ونفسياً في التعاطي مع هذه التغيرات الجديدة، فالبنية الجسدية والنفسية للرجل تختلف كثيراً عن بنية المرأة الجسدية والنفسية، مما يجعل ردود أفعالها وتصرفاتها تجاه هذه التغيرات مختلفةً عن الرجل. 
 
4. تختلف الغدد والهرمونات عند المرأة والرجل، حتى في الغدد المتشابهة بينهما فإن عملها يختلف بين المرأة والرجل، وهذا ما يبرر إختلاف ردود فعلهما تجاه الموقف نفسه.
 
 
5. بعض النساء يتكسبنَ زيادةً في الوزن، وبعض الرجال أيضاً. لكن نسبة الزيادة عند النساء أكثر، ومردها إلى عدة أسباب. أولها، محاولة التكيف مع الشريك وعائلته، مما قد يضع بعض العرائس في حالة نفسية وضغط تجعلهنَ ينصرفن لتناول الطعام بشراهة لتخفيف الضغط. وهناك أسبابٌ تتعلق برغبة المرأة المتزوجة حديثاً بإعداد أشهى الأطباق لزوجها لإثبات قدرتها على الطبخ، بدون أي حسبان لسعرات حرارية أو للدهون وغيرهما. كما قد تتناول العروس الطعام خارج المنزل خصوصاً خلال شهر العسل ونتيجة الولائم والدعوات التي تضطر مع زوجها لتلبيتها بعد الزواج. 
 
 
وهناك أيضاً العامل النفسي الذي يصاحب العروس بالراحة والطمأنينة بعد الإرتباط بالشريك، مما يجعلها أقل حركةًوحرصاً على رشاقتها. 
 
6. تشهد التغيرات الجسدية عند النساء إرتفاعاً ملحوظاً عند الحمل والولادة، مما يرافقه من تغير في الهرمونات الأنثوية فضلاً عن صعوبة بدايات الحمل لبعض النساء وما يصحبه من تغير في المزاج وتعب وإرهاق شديدين، كذلك التقلبات المزاجية والنفسية التي تمرَ بها المرأة. لذا لا بد للمتزوجين حديثاً من الإستعلام ومعرفة هذه التغيرات قبل حدوث الحمل كي لا تتوتر العلاقة بينهما لاحقاً.
 
 
وملخص القول أن التغيرات الجسدية بعد الزواج حاصلةٌ لا محالة، وبالتالي فعلى كل المقبلين على الزواج التنبه إلى هذه الأمور وتقبلها وتفهمها لأن بعضها سيكون عابراً وسيرحل، فيما تبقى بعض التغيرات الأخرى ملازمةً للزوجين. وبيدهما فقط إزالة هذه المتغيرات إن كانت ستنغص عليهما حياتهما معاً.