مادة تزيد فعالية العلاج الكيميائي لسرطان عنق الرحم

سرطان عنق الرحم هو نوع من السرطان الذي يحدث في خلايا عنق الرحم، وهو الجزء السفلي من الرحِم المتصل بالمهبل.

وتلعب سلالات مختلفة من فيروس الورم الحليمي البشري، والعدوى المنقولة جنسيًّا، دورًا في التسبب في معظم حالات سرطان عنق الرحم.

عند التعرض للإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري، يمنع جهاز الجسم المناعي الفيروس من إحداث الضرر. ورغم ذلك ينجو الفيروس لسنوات عند نسبة صغيرة من الأشخاص، ويشارك في تحول بعض خلايا عنق الرحم لخلايا سرطانية بحسب ما جاء على موقع "مايو كلينيك".

ويمكن تقليل خطر الإصابة بسرطان عنق الرحم عن طريق عمل اختبارات فحص، وتلقي لقاح يحمي من الإصابة بفيروس الورم الحليمي البشري.

ويتم اللجوء الى العلاج الكيميائي في مراحل علاج سرطان الرحم، لكنه قد يسبب الازعاج حتى ان البعض قد لا يستحصل على نتائج فعالة من هذا العلاج.

لهذا قامت مجموهة من الباحثين الروس باستخدام مادة تزيد من فاعلية العلاج الكيميائي لسرطان عنق الرحم. فما هي هذه المادة وكيف يتم استخدامها لتفعيل عمل العلاج الكيميائي؟

استخدام اجزاء من الحمض النووي لتفعيل العلاج الكيميائي

نقل موقع "روسيا اليوم" عن وكالة "تاس" قيام مجموعة من العلماء الروس باستخدام اجزاء قصيرة معدلة من الحمض النووي، بهدف استعادة الحساسية تجاه عقار للعلاج الكيميائي المضاد للورم والمستخدم في علاج سرطان عنق الرحم.

وبحسب أوليغ ماركوف من معهد البيولوجيا الكيميائية والطب الأساسي التابع لفرع سيبيريا في أكاديمية العلوم الروسية، فإن علماء المعهد قاموا بتخليق مركبات تسمى " قليل النوكليوتيد" المعدل، وهي كناية عن شظايا قصيرة من الحمض النووي مع مجموعات كيميائية مرتبطة بها، تمنح أليغنوكليوتيدات المتكونة خصائص مفيدة إضافية. وتعد هذه المركبات واعدة في مجال إنتاج أدوية الجيل الجديد.

واضاف ماركوف ان المشكلة الرئيسية كانت لعدة سنوات، تتمثل في النقل الفعال للعقاقير التي تم إدخالها الى داخل الخلية. معتبراً ان المعهد قام سلبقاً بتطوير طريقة لإدخال مجموعات كيميائية مختلفة إلى أليغنوكليوتيدات باستخدام مركب آلي للحمض النووي. ويركز الباحثون في الوقت الحالي على إدخال شظايا شبيهة بالدهون من الجزيئات إلى أليغنوكليوتيدات، ما يسمح للمركبات التي تم إنشاؤها بالارتباط بأغشية الخلايا ثم اختراقها والتوغل إلى الداخل.

ليتضج لاحقاً أن زيادة عدد مجموعات الدهون التي يتم إدخالها، يمكن أن تزيد من كفاءة اختراق المركبات المدروسة في الخلايا البشرية بشكل كبير، دون أية عوارض سمية، بحسب ماركوف.

ويساعد هذا الاكتشاف العلماء في تخليق مركبات كيميائية "قتالية"، يتلخص تأثيرها البيولوجي في كبح ووقف عمل الجين المسؤول عن مقاومة الخلايا السرطانية للأدوية التقليدية المضادة للسرطان والتي يتم استخدامها في العلاج.

اكتشاف طريقة لايقاف السرطان في مساراته

من ناحية أخرى، توصل باحثون من معهد سانفورد بورنهام بريبيس للاكتشاف الطبي في لا جولا كاليفورنيا، لاكتشاف "كعب أخيل" للسرطان، يتمثل في باب يسمح للمواد الكيميائية بالدخول والخروج من الخلايا، ويمكن ان يوقف المرض في مساراته في حال اغلاقه.

وخلال التجارب، لوحظ تقلص حجم الأورام العدوانية عند الفئران فيما بقيت الأنسجة السليمة دون أي ضرر. وحصل ذلك عن طريق منع البروتينات المعروفة بإسم "مجمعات المسام النووية" وهي قنوات كبيرة تنظم تدفق المواد داخل وخارج مركز قيادة الخلية.

ووفقاً لما نقل موقع "روسيا اليوم" عن "ميرور" البريطانية، قال البروفيسور ماكسيميليانو دانجيلو، المعد الرئيسي للدراسة من معهد سانفورد بورنهام بريبيس للاكتشاف الطبي: "مجمعات المسام النووية هي بمثابة الأبواب التي يمر من خلالها جميع المواد للدخول إلى نواة الخلية. وبما أن الخلايا السرطانية تنمو وتنقسم بسرعة، فإنها تحتاج وتخلق المزيد من مجمعات المسام النووية أكثر من الخلايا الطبيعية. ودراستنا هي الأولى التي تثبت أنه من خلال منع تشكيل هذه الأبواب النووية، يمكننا قتل الخلايا السرطانية بشكل انتقائي".

ويصف الباحثون الاكتشاف الجديد على انه "كعب اخيل" الذي يفتح البابا لعلاجات افضل مع اشكال مختلفة ومميتة من مرض السرطان.