الحمية والكشف المبكر يجنبانكم مضاعفات السكري

  أشارت دراسة حديثة إلى أن عدد الوفيات الناجمة عن مرض السكري سيتضاعف بحلول عام 2030. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن 4.6 مليون شخص حول العالم عرضة للموت بسبب السكري خلال هذا العام فقط. ويعاني في الوقت الحالي 285 مليون شخص في العالم من الإصابة بهذا المرض، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم ليصل إلى 438 مليون شخص خلال العقدين المقبلين فقط. وتشير الإحصاءات إلى أن 7.8 في المئة من مجموع البالغين في العالم بمعدل (2 من بين 25 شخصًا) سيعانون من السكري، وهذا ما يؤكد تفشي المرض على الرغم من الجهود الكبيرة التي تُبذل من قِبل مراكز الأبحاث الطبية العلمية والمختبرات العالمية للحد منه. ومما لا شك فيه أن السبب الأهم الذي يقف وراء وفاة المرضى المصابين بالسكري هو التشخيص المتأخر للمرض. ومن وجهة نظري إن الكشف المبكر هو عامل الحسم في الحد من مضاعفاته التي عادةً ما تتسبب بحدوث الوفاة. وتتعدد أنواع السكري، إلا أن أكثرها شيوعًا هو النوع 2، إذ يشكل ما نسبته 95 في المئة من الحالات المصابة بالمرض، ومن المعروف أن السكري ينتشر في المناطق التي يرتفع فيها معدل الدخل. وفي هذا الصدد يشير الغفيلي الذي يمتلك خبرة عريضة في معالجة مرضى السكري إلى أن النظرة السلبية حيال هذا المرض لا تعني العجز عن محاربته والوقوف في وجه انتشاره، واستطرد: "لا أعتقد أن الصورة قاتمة وسوداوية إلى هذه الدرجة، فالمعلومة الغائبة عن ذهن الكثيرين أن 80 في المئة من الحالات المصابة بالنوع 2 من مرض السكري يمكن الوقاية منها، وذلك عن طريق تحسين العادات الغذائية لدى البعض، وضمان توافر بيئة صحية لمرضى السكري". وحول الأعراض التي يمكن من خلالها معرفة إذا ما كان هذا الشخص يعاني من السكري، أوضح الدكتور الغفيلي أن الأعراض التي تقود لمعرفة مريض السكري تتلخص في ظهور بعض العلامات المبكرة عليه، مثل العطش المفرط، وكثرة التبول والتعب المستمر ونقصان الوزن، وتشمل الأعراض الأخطر ضعف الرؤية والقروح التي تستغرق وقتًا للشفاء، وكذلك الإحساس بالوخز في اليدين والقدمين، إضافة إلى حدوث تورم في اللثة. وتعتبر الفئة العمرية من 40 إلى 59 سنة هي الأكثر عرضة للإصابة بمرض السكري، ففئة الأشخاص المتقدمين في السن هم الأكثر عرضة للإصابة به، لكن ذلك لا ينكر وجود إصابات بالسكري بين الفئات العمرية الصغرى، وذلك لأن السكري قد يولد في الأصل مع الإنسان، إلا أن الإصابة به تختلف من شخص لآخر تبعًا لعوامل مختلفة. وهنا أود أن أوصي كل شخص بضرورة الابتعاد قدر الإمكان عن الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على معدلات عالية من السعرات الحرارية والكربوهيدرات. كما ينبغي الإشارة إلى ضرورة ممارسة الرياضة، لأن السكري يمكن أن يصيب الإنسان في أي وقت ما لم نتخذ الاحتياطات اللازمة للحد منه. وعلى الرغم من الدور الذي يلعبه الأنسولين في تنظيم وظائف الجسد وعودة المرضى لحالتهم الطبيعية، إلا أن السكري بحد ذاته لا يؤدي إلى الوفاة، لكن ما ينتج عنه من مضاعفات وأمراض مثل الفشل الكلوي، وأمراض القلب، والسكتة الدماغية هو ما يقود إلى حدوث الوفاة. كما يمكن أن يتسبب السكري ببتر بعض أطراف المريض في الحالات المتقدمة منه. ونظرًا لهذه الأسباب يوصي الاختصاصيون بضرورة إجراء الفحوص الدورية للكشف عن السكري قبل أن يتحول إلى داء تصعب السيطرة عليه. خاص بـ هي خالد الغفيلي اختصاصي أمراض السكري المستشفى السعودي الألماني ـ دبي