زراعة نخاع عظمي لطفل سعودي يعاني من مرض نادر

يعد السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية التابع لمركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني، مشروعاً سعودياً رائداً، أنشئ ليقدم خدمة كبيرة لأفراد المجتمع الذين يعانون من سرطان الدم أو أمراض الدم الوراثية أو المكتسبة أو النادرة.
 
ونجح السجل منذ إنشائه عام 2011م في مساعدة وتخفيف آلام الكثير من المرضى جراء إصابتهم بأمراض وبائية أو نادرة عجزت المراكز العالمية في توفيرها، لأن الأنسجة الجينية عند العرب تختلف عن الأنسجة الموجودة في أوروبا أو في أمريكا، ويصعب وجود متبرعين في السجلات العالمية للمتبرعين بالخلايا الجذعية.
 
وقد أعاد السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية، الأمل لطفل سعودي يبلغ من العمر 5 سنوات يعاني من مرض نادر، من خلال زراعة نخاع عظمي جديد له. 
 
المرض النادر
عانى الطفل ويدعى محمد الشبيلي، من فشل نخاعه في إنتاج خلايا الدم الحمراء والبيضاء والصفائح الدموية، وتسبب في إصابته بمرض نادر يسمى "أبلاستك أنيميا"، خلف له أعراضاً بدأت بشحوب في الوجه، وضعف بدني يشعره بالإعياء لأقل مجهود يقوم به، إلى جانب نزيف بالأنف واللثة، وتقرحات داخل الفم.
 
وتعود بداية اكتشاف مرض محمد، كما ذكرت والدته هيفاء الربيعة، لوكالة الأنباء السعودية إلى قبل عامين تقريبا حينما لاحظت بروز آثار كدمات على أجزاء مختلفة من جسمه، وظنت في بداية الأمر أنها إصابات بسيطة كالتي تحدث للأطفال عند اللعب مع زملائهم في الشارع أو المدرسة، إلا أن بروز هذه الظاهرة بشكلٍ متكرر على جسد طفلها زاد من قلقها، الأمر قادها إلى إجراء تحاليل مخبرية له في أحد مختبرات العاصمة الرياض، لتكتشف أنه مصابا بمرض "أبلاستك أنيميا" الذي يتطلب علاجه زراعة نخاع عظمي من أي شخص مطابق له في الجينات، وهو ما تعذر وجوده بين إخوته.
 
رحلة العلاج
بعد مشقة في البحث عن متبرع للنخاع العظمي توصلت والدة الطفل الشبيلي إلى السجل السعودي للمتبرعين بالخلايا الجذعية الذي اقترح عليها التواصل مع أقارب طفلها، لفحص إمكانية إيجاد مطابقين له، وطمئنوها بأن احتمال وجود نسيج مطابق أمر ليس بالصعب، ولا النادر – بإذن الله – في المملكة، وهو ما تم حيث وجد تطابق مع أحد أقارب الطفل الذين خضعوا للفحص ولم يمانع من التبرع بخلاياه الجذعية، فتمت عملية زراعة النخاع للطفل ولله الحمد.
 
وعبرت والدة محمد عن سعادتها بانفراج هذه الغمة التي نالت من فرحة العائلة ما نالت، لاسيما وأنهم يرون أثر المرض بدنياً ونفسياً على طفلهم، مؤكدةً أن رحلة المرض التي عاشها الابن كانت تمثل معاناة تتطلب الكثير من الصبر، وعدم إظهار الحزن أمام الطفل عند توجيه أسئلته البريئة لوالدته. 
 
وعن حالة الطفل حالياً، أشارت والدته أن وضعه الصحي حالياً أفضل بكثير من السابق، وبدأت الأدوية والعقاقير التي يتناولها تتناقص، ويعطى بالوقت الحالي أدوية لتثبيط المناعة الداخلية للجسم، حتى لا يهاجم النخاع الجديد أعضاء الجسم الأخرى، مبينةً أن ذلك سيستمر لمدة محددة حتى ينسجم النخاع المزروع مع باقي الأعضاء، ومن ثم يبدأ بالعمل على إنتاج خلايا الدم بنوعيها والصفائح الدموية أيضا.