لماذا "ندمن" السكرَيات والموالح؟

في حين يميل البعض لتناول السكريات وخصوصاً الشوكولاته بشكل كبير، "يدمن" البعض الآخر رقائق البطاطس والأطعمة المالحة. فما سرَ هذا التفضيل ، وما هو سر اختلاف درجة الميل للمذاق الحلو أو المالح؟
 
إختلاف الأذواق في الطعم مسألةٌ مثيرة للاهتمام وهو ما دفع بعض الباحثين لإجراء دراسة لمعرفة الصلة الوثيقة بين حاسة التذوق والجينات. وبحسب تقرير نشرته صحيفة "فيلت" الألمانية، شملت الدراسة توائم متطابقة وغير متطابقة وأشخاص ليس لهم توائم.
 
والسبب في اختيار التوائم المتشابهة يرجع إلى تماثل التركيب الجيني لهم، أما بالنسبة للتوائم غير المتطابقة فيتشابه لديهما نصف التركيب الجيني تقريباً، ما يعطي للدراسة مساحة أكبر لرصد التأثير الجيني على تفضيل نوع معين من الطعام دون غيره.
 
وخلصت الدراسة التي أجراها مركز Monell Chemical Senses في فيلادلفيا بالولايات المتحدة، إلى تأثير العوامل الجينية والوراثية على حاسة التذوق بنسبة تصل إلى 30 بالمئة. أما كمية الحلوى أو الأطعمة المالحة التي نتناولها في طفولتنا فلا تؤثر كثيراً على ذوقنا في الطعام فيما بعد. وتتناقض هذه النتيجة مع النظرية المعروفة بأن الأطفال الذين يتناولون كميات كبيرة من الحلوى في طفولتهم، يتراجع إحساسهم بحلاوة السكر وبالتالي يحتاجون لكميات أكبر من السكر لاحقاً.
 
لاختبار حاسة التذوق، إستخدم الباحثون السكر الطبيعي ومواد صناعية للتحلية، وكانت النتيجة أن المشاركين في الدراسة لم ينجحوا في التفرقة بين السكر الطبيعي والمواد الصناعية. وتكمن أهمية هذه الدراسة في أنها تكشف عن معايير اختيار الطعام وأسباب اختلاف العادات الغذائية، فاتحةً الطريق أمام المزيد من الأبحاث حول إمكانية التأثير على حاسة التذوق.
 
الكمية المناسبة الواجب استهلاكها
عموماً، لا يستطيع الكثيرون التخلي عن السكر والملح، لكن من المهم معرفة الحدود المسموح بها من هاتين المادتين المعروفتين بـ"السمين الأبيضين". ووفقاً لأحدث تقارير منظمة الصحة العالمية، لا ينبغي أن يغطي السكر أكثر من عشرة بالمئة من احتياجات الإنسان اليومية من السعرات الحرارية. كما لا يجب أن يزيد مقدار السكر الذي نحصل عليه يومياً على 25 غراماً (ما يعادل ست ملاعق).
 
أما بالنسبة للملح فتنصح الجمعية الألمانية للتغذية البالغين والمراهقين بتناول ست غرامات من ملح الطعام يومياً بحد أقصى (ما يعادل ملعقة واحدة تقريبا).