كيف تدللين نفسكِ مع مسؤوليات الأمومة بعد الولادة؟.. ترف صغير أثر كبير
بعد الإنجاب والفوز بلقب "أم"، تتغير حياتكِ تدريجيًا. تصبحين مسؤولة ليس فقط عن نفسك أو شريك حياتك، بل عن طفل صغير جاء إلى الدنيا من خلالكِ؛ عاش في رحمكِ، وتغذّى من جسدكِ، واعتاد سماع نبضات قلبكِ وصوتكِ. وبعد ولادته يصبح تركيزك كله عليه، وهذا أمر طبيعي تمامًا، فهي مشاعر الأمومة في أجمل صورها.
لكن مهلًا عزيزتي الأم الجميلة؛ عليكِ أن تعرفي كيف تدللين نفسكِ وسط مسؤوليات الأمومة، وألا تتمادي في الاهتمام بكل صغيرة وكبيرة في الأسرة بينما تضعين نفسكِ جانبًا. فالأمومة الناجحة لا تتحقق بنكران الذات أو إهمال النفس؛ لأنك ببساطة بحاجة إلى العناية بذاتك، احتوائها، والإنصات لها حتى يمكنكِ أن تكوني أمًا عظيمة.
لقد أصبحتِ مشغولة عن نفسكِ بما يكفي، والآن حان وقت اليقظة، والإصغاء لذاتك والإيمان بحقوقها عليكِ. ولا تنسي يا غاليتي: الأم السعيدة تربي أطفالًا سعداء.
بالطبع، رعاية الأطفال ليست مهمة سهلة، خصوصًا في سنة الأمومة الأولى، تلك السنة التي يمكن وصفها بسنة "الاكتشاف والتعلم". نصيحتي لكِ أن تمنحي نفسك بضع دقائق يوميًا للعناية بذاتك، وتذكري دائمًا أن الاهتمام بالنفس ليس أنانية.
تابعي معي السطور التالية، واكتشفي كيف توازنين بين مسؤوليات الأمومة ومسؤوليتك تجاه نفسك؟

كيف تدللين نفسك بعد الولادة مع العناية بمولودك؟
يمكنك تحقيق التوازن بين الأمرين باتباع النصائح التالية من دكتورة أميرة داوود، دكتوراة صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا.
-
مارسي التأمل
التأمل أحد أكثر طرق إعادة شحن الطاقة فعالية. وله فوائد صحية أيضًا، فقد أكدت الدراسات العلمية التي تناولت فوائده أنه يخفف من القلق والتوتر، ويحارب الاكتئاب. وبحسب د. أميرة يمكنكِ ممارسة التأمل بمفردك في المنزل أو مع مجموعة قريبة من منزلك.
-
اقرأي
ضعي هاتفك جانبًا، وابتعدي عن جميع المشتتات، وغذي عقلك، وامنحي نفسك راحة بالقراءة. إذ إن لها فوائد جمة قبل النوم؛ فهي تساعدك على الاسترخاء، وسيؤدي ذلك إلى تحفيزك على القيام بما عليك من أعباء.

-
دللي نفسك في صالون التجميل
بعد الولادة، أنت بحاجة إلى الاهتمام بمظهرك من جديد. ولا أعني هنا تخفيف وزنك، فذلك الوزن المكتسب خلال الحمل والولادة هو وسام على صدر كل أم. يمكن تأجيل هذه الخطوة إلى ما بعد التعافي من الولادة واستقرار هرموناتك ونمو المولود.
إن ما أعنيه هو زيارة قصيرة لصالون التجميل للحصول على الخدمات الأساسية التي تضيف إلى مظهرك أناقة كبيرة. قلّمي أظافرك، وغيّري تسريحة شعرك، وجربي ماسكات البشرة التي تعزز نضارتها.
لا تقلقي على مولودك؛ اطلبي المساعدة من والدتك أو أختك، واطمئني عليه في ظل رعاية إحداهما له طوال فترة وجودك بالخارج.
-
لا تهملي التواصل مع صديقة الطفولة
اتصلي هاتفيًا بصديقتك المفضلة كبداية للاستعداد للقائها في منزلك أو في مكان آخر. تواصلك معها سيخفف عنكِ وطأة ما أنت فيه. مقابلة صديقة الطفولة لها فوائد كثيرة، ليس فقط لأنها ستمنحك سعادة كبيرة، بل أيضًا لأنها ستعيد إليك طاقة تفاؤل كبيرة تجاه حياتك الحالية كأم.
-
امشي يوميًا
إن تخصيص وقت للمشي يُحدث فرقًا كبيرًا في صحتك النفسية. فالهواء النقي، وتغيير الأجواء، والنشاط البدني، كلها تُتيح لك فرصةً لإعادة ضبط نفسك، والتخلص من أي تراكمات تحول بينك وبين سلامك النفسي الداخلي.
لا تقلقي، 10 دقائق أو 15 دقيقة يوميًا لن تؤثر على مهام الأمومة، ولكنها ستؤهلك للقيام بها على أكمل وجه.

-
واجهي مخاوفك بالكتابة
تؤكد د. أميرة داوود أهمية الكتابة في مساعدتك على تخطي مخاوفك من مسؤوليات الأمومة الجديدة بعد الولادة. لذا دوّني كل ما تشعرين به تجاه مولودك، واصفي مشاعرك الحالية بدقة. يمكن لذلك أن يساعدك على مراجعة نفسك ومعالجة مخاوفك بصورة صحية تساهم في تحسين صحتك النفسية.
-
سجلي لحظاتك الدافئة مع مولودك
سجلي كل لحظاتك الدافئة مع مولودك، وخصصي لها ألبومًا جميلًا مثلها. ستكون هذه الذكريات بمثابة تحفيز لك على استكمال رحلة الأمومة بأمل وتفاؤل، بخاصة عندما تسجلينها في كل مرحلة عمرية يمر بها طفلك الجميل.
-
ابتعدي عن وسائل التواصل الاجتماعي
هل تعلمين غاليتي الأم، أن الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي يعزز صحتك النفسية، ويحسن مزاجك، ويزيد من طاقتك الإيجابية؟ كل هذه الأمور تساعدك على التوفيق بين مسؤوليات الأمومة وبين الاعتناء بذاتك بعد الولادة.
لذلك، توصي د. أميرة بضرورة انقطاعك عن الإنترنت ولو ليوم واحد في البداية، للاستفادة من طاقتك الجميلة في تدليل نفسك كامرأة وكأم أيضًا.
والآن عزيزتي:
هل تعلمين لماذا تحتاج الأم إلى لحظات رفاهية يومية؟
كثير من الأمهات يتخطين احتياجاتهن اليومية دون وعي. لكن الدراسات والأبحاث العلمية تؤكد أن الأم التي تمنح نفسها لحظات راحة، وتهتم بتدليل نفسها، تصبح في حالة نفسية أفضل، والنتيجة أنها تصبح:
- أكثر هدوءًا في التعامل مع أطفالها
- أكثر قدرة على التحكم بانفعالاتها
- أفضل في إدارة الوقت والمهام
- أقل عرضة للضغط النفسي والإجهاد
- أقل عرضة للاحتراق النفسي
ولذلك، تؤكد د. أميرة أن رفاهية الأم لبعض الوقت مع مسؤوليات الأمومة هي جزء من روتين الصحة النفسية. وجزء لا يتجزأ من قدرتها على رعاية مولودها بشكل أفضل.

خلاصة القول:
تدليل النفس احتياج أساسي لكل أم، فمن حقها أن تحظى بلحظة سعادة تمنحها الراحة والتوازن، ومن حقها أن تشعر بتجدد طاقتها في الحديث إلى ذاتها، والاهتمام بإشباع احتياجاتها، وتحقيق الرضا.
تذكري عزيزتي الأم
- الأمومة ليست فقط مسؤولية، بل رحلة تستحق أن تتخللها لحظات رفاهية تمنحك نفسًا طويلًا.
- حب كبير لنفسك يعني حبًا أكبر لأطفالك.
مع تمنياتي لكِ بأمومة سعيدة وهادئة،،،