"أوليفييه روستينغ" يغادر بالمان بعد 14 عاماً
أعلن المصمم "أوليفييه روستينغ" Olivier Rousteing عن انتهاء مسيرته كمدير إبداعي لدار الأزياء الفرنسية الراقية "بالمان" Balmain، بعد 14 عامًا قضاها في قيادة الدار وتحقيق نجاحات باهرة. ويُنهي هذا الخبر واحدة من أطول فترات عمل المصممين في عالم الموضة في القرن الحادي والعشرين.

رسالة وداع مؤثرة: "قصة حب، قصة حياة"
عبّر روستينغ عن مشاعره في بيان مؤثر نشره على حسابه الخاص على إنستغرام، وصف فيه علاقته ببالمان بأنها كانت رحلة استثنائية: "اليوم يصادف نهاية حقبة بالمان. قبل ستة عشر عامًا، بدأتُ هذه المغامرة مع بالمان دون أن أعرف ما يخبئه لي المستقبل. يا لها من قصة استثنائية - قصة حب، قصة حياة." وأضاف "ما كان ليتحقق أيٌّ منها لولا عائلتي التي اخترتها، وفريقي، والمجموعة، وكل من آمن بي منذ البداية. ومثل كل قصة، لهذه القصة نهاية أيضًا."
وشكر روستينع الجميع على الدعم والحب، والعيش موسمًا بعد موسم، هذه الرحلة الجميلة مع بالمان معه. وأردف "شكرًا لـMayhoola على دعمها وعلى كل الذكريات التي ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى الأبد. شكرًا لفريقي، الذي لولاه لما كانت هذه المغامرات الرائعة موجودة."
وقال "وصلتُ في الرابعة والعشرين من عمري وعيناي مفتوحتان، وعزمٌ على المثابرة دائمًا. اليوم، أغادر دار بالمان بعينين مفتوحتين على مصراعيهما - مفتوحتين للمستقبل والمغامرات الجميلة التي تنتظرنا، المغامرات التي سيكون لجميعكم فيها مكان."
دفع بالمان إلى آفاق غير مسبوقة
تولى روستينغ منصبه كمدير إبداعي لدار الأزياء في أبريل 2011، وقدّم سلسلة من المجموعات والعروض التي نالت استحسان النقاد على مدار سنوات، حيث "دفعت رؤيته وعبقريته الإبداعية بالمان إلى آفاق غير مسبوقة"، وفقًا لبيان صدر عن الدار.

اشتهر روستينغ بمزجه بين التصاميم الراقية وأسلوب الروك أند رول وأسلوب العرض المسرحي المبتكر، وكان شخصية بارزة في عالم الموضة الباريسية.
لم تُعلن بالمان عن خليفة لروستينغ، لكنها أضافت أنه "سيتم الإعلان عن هيكل إبداعي جديد للدار في الوقت المناسب".
بصمة لا تُمحى في تاريخ الموضة
في البيان الرسمي، قال السيد "رشيد محمد رشيد"، الرئيس التنفيذي لشركة مايهولا ورئيس مجلس إدارة بالمان: "أتقدم بخالص الشكر لأوليفييه روستينج على مساهمته الاستثنائية في بالمان. لم تُعيد قيادته الثاقبة تعريف آفاق الموضة فحسب، بل ألهمت جيلًا بأكمله بإبداعه الجريء وأصالته الراسخة والتزامه بالشمولية. نحن فخورون للغاية بكل ما تحقق تحت قيادته، ونتطلع إلى الفصل التالي من رحلته، التي سيواصلها بنفس الشغف والتميز."
كما قال الرئيس التنفيذي ماتيو سغاربوسا: "أود أن أعرب عن امتناني العميق لأوليفييه لكتابة هذا الفصل المهم في تاريخ الدار. ستترك مساهمته وشغفه على مر السنين بصمة لا تُمحى في تاريخ الموضة."

قصة من الشغف والمثابرة
وُلد روستينج في بوردو لأم صومالية وأب إثيوبي، وتُرك في دار للأيتام في طفولته، ثم تبنّته عائلة برجوازية في بوردو. كان روستينغ طالبًا جادًا، ودرس في كلية Esmod للفنون في بوردو، قبل أن ينتقل إلى فلورنسا، حيث انضم إلى روبرتو كافالي في استوديو التصميم.
في عام 2009، بدأ العمل في بالمان كمدير لاستوديو تصميم أزياء النساء تحت إشراف Christophe Decarnin. وبحلول عام 2011، خلف ديكارنين، مقدمًا أسلوبًا جريئًا مستوحى من موسيقى الروك أند رول والخياطة الأنيقة، لتتألق بتصاميمه نجمات مثل كيم كارداشيان وبيونسيه وريهانا وجينيفر لوبيز. كما صمم أزياءً لدار الأوبرا الوطنية في باريس، وقدّم عرضًا منفردًا للأزياء الراقية للعلامة، وفي عام 2022 قدّم مجموعة أزياء نالت إعجابًا كبيرًا كمصمم ضيف لدار جان بول غوتييه.
إشارة إلى أن دار بالمان تأسست عام 1945 على يد "بيير بالمان"، مُجسّدةً منذ البداية أسلوبًا مبتكرًا، هو "الأسلوب الفرنسي الجديد".