
الدكتورة لمى عارف لـ"هي": المكملات الغذائية حليفك السري ولكن حسب احتياجات جسمك
كيف يمكن أن أضمن حصول جسدي على كل ما يحتاجه من الفيتامينات والمعادن ليبقى متألقًا نابضًا بالحياة، وقويًا؟. سؤال يراود الكثيرات، ورغم أن احتياجاتنا الفسيولوجية الفريدة "من تعزيز الخصوبة ودعم الحمل إلى حماية العظام وتهدئة أعراض انقطاع الطمث" نسعى دومًا إلى تلبيتها بالأطعمة الصحية؛ إلا أن المكملات الغذائية باتت بمثابة وقاية حقيقية واستثمارًا واعيًا في أغلى ما نملك وهي "صحتنا".
وبما أنها ليست مجرد أقراص، بل بمثابة أدوات غذائية حديثة تكمل النظام الغذائي، تسدّ الفجوات الخفية، وتوفر دعمًا دقيقًا مصممًا لتعزيز قوة أجسامنا باستمرار.
لذا، استعدي عبر موقع "هي" لاكتشاف كيف يمكن للمكملات الغذائية أن تكون حليفكِ السري في رحلتك نحو صحة أكثر إشراقًا وتوازنًا ؛ بناءً على توصيات استشارية التغذية العلاجية الدكتورة لمى عارف من القاهرة.
ما هي أهم المكملات الغذائية التي يحتاجها الجسم باستمرار؟

ووفقًا للدكتورة لمى، لا تعتبر المكملات الغذائية بديلًا عن نظام غذائي متوازن. وبالتالي يجب أن يكون الهدف الأول لكل امرأة أو فتاة هو الحصول على العناصر الغذائية من الطعام، كذلك استشارة طبيب التغذية قبل البدء في تناول أي مكملات، خاصة إذا كانت تُعاني من أي حالات مرضية أو تتناول أدوية أخرى، وذلك للحصول على الجرعة المناسبة ولتجنب أي تفاعلات دوائية. أما عن المكملات الغذائية التي يحتاجها الجسم باستمرار، أو التي يصعب الحصول عليها بكميات كافية من الطعام وحده، فهي كالتالي:
فيتامين D
رغم أن الجسم يصنعه عند التعرض لأشعة الشمس، وهو ضروري لامتصاص الكالسيوم، صحة العظام، وظيفة الجهاز المناعي، والمزاج؛ إلا أن نقصه شائع جدًا خاصة في المناطق ذات الشمس القليلة أو مع استخدام الواقي الشمسي. فضلًا عن ذلك، نجد أن المعرضون لنقصه، هم الأشخاص الذين يعيشون في مناطق لا تتعرض للشمس بكثرة، كبار السن، أصحاب البشرة الداكنة، ومن لا يخرجون كثيرًا. لذا ننصح بضرورة استشارة الطبيب المختص لمعرفة الجرعة المناسبة لكل امرأة أو فتاة على حدا وليس غير ذلك.
فيتامين B12
هو ضروري لوظيفة الأعصاب، إنتاج خلايا الدم الحمراء، وتصنيع الحمض النووي. لذا يجب الحصول عليه بشكل طبيعي من المنتجات الحيوانية تحديدًا، واستشارة الطبيب المختص لتناول مكملاته الغذائية في حالة نقصه وليس غير ذلك.
أوميغا-3
هي ضرورية لصحة الدماغ، الوظيفة الإدراكية، صحة القلب، ومكافحة الالتهابات. لذا، ننصح بضرورة تناول مصادره الغذائية الرئيسية باستمرار "3 مرات في الأسبوع"، وهي الأسماك الدهنية مثل ( السلمون، الماكريل، السردين) تحديدًا.
المغنيسيوم
يشارك في أكثر من 300 تفاعل كيميائي في الجسم، لدعم وظيفة العضلات والأعصاب، تنظيم ضغط الدم، صحة العظام، والنوم. وهنا ننصح باستشارة الطبيب المختص لتحديد جرعاته لكل امرأة أو تاة حسب طبيعية الجسم وليس غير ذلك.
البروبيوتيك
هي بكتيريا نافعة تدعم صحة الأمعاء،وتؤثر على الهضم، المناعة، وحتى الصحة العقلية. لذا ينصح تناول الزبادي اليوناني تحديدًا، واستشارة الطبيب في تناول مكملات تحتوي على سلاسلات بكتيرية متنوعة.
لماذا المكملات الغذائية مهمة لصحة المرأة؟

وأضافت دكتورة لمى،لأنها تلعب دورًا حاسمًا في دعم صحة المرأة عبر مختلف مراحل حياتها، حيث تختلف احتياجاتها الغذائية عن الرجل بسبب التالي:
سدّ الفجوات الغذائية
تساعد المكملات الغذائية على تعويض النقص في العناصر الغذائية التي قد لا تحصل عليها المرأة بكميات كافية من نظامها الغذائي اليومي، خاصة مع نمط الحياة المشغول أو اتباع أنظمة غذائية محددة مثل ( النظام النباتي).
دعم الصحة الإنجابية والهرمونية
تحتاج المرأة إلى مغذيات محددة لدورة طمث منتظمة وصحية، وللتحضير للحمل، وخلال فترة انقطاع الطمث.
دعم صحة الحمل والجنين
تزداد الاحتياجات الغذائية للمرأة خلال الحمل والرضاعة بشكل كبير، مما يجعل المكملات الغذائية ضرورية لضمان نمو صحي للجنين وحماية صحة الأم.
تقوية العظام
بما أن النساء أكثر عرضة لخطر هشاشة العظام بعد انقطاع الطمث بسبب انخفاض هرمون الإستروجين؛ فإن المكملات الغذائية قد تساعد في بناء كثافة عظمية قوية والحفاظ عليها.
تعزيز الطاقة والمزاج
يُمكن أن تؤثر التقلبات الهرمونية خلال الدورة الشهرية وفترة انقطاع الطمث على مستويات الطاقة والحالة المزاجية للمرأة تحديدًا، وبالتالي تناول بعض المكملات الغذائية قد يساعد في تنظيم كل هذه الأعراض.
ماذا عن أهم المكملات الغذائية المهمة لصحة المرأة؟
أكدت دكتورة لمى، أن المكملات الغذائية ليست بديلًا عن الأنظمة الغذائية الصحية لجميع المراحل العمرية، كذلك يجب استشارة الطبيب المختص قبل تناولها لتحديد جرعاتها حسب طبيعة جسم المرأة واحتياجاته؛ أما عن أبرز المكملات الغذائية المفيدة لصحة المرأة، فيتم تناول ما تم ذكره سابقًا، وإضافة التالي:
للمرأة في سن الإنجاب
- حمض الفوليك (Folic Acid): ضروري جدًا لأي امرأة خلال مرحلة الخصوبة؛ لأنه يُقلل بشكل كبير من خطر إصابة الجنين بعيوب الأنبوب العصبي مثل (الشق الشوكي).
- الحديد (Iron): لتعويض الدم المفقود خلال الدورة الشهرية، مما يمنع فقر الدم الذي يسبب التعب، الشحوب، وضعف التركيز.
للمرأة الحامل والمرضعة
فيتامينات ما قبل الولادة (Prenatal Vitamins): هي المجموعة الأكثر شمولًا، وتحتوي على جرعات معدة خصيصًا من (حمض الفوليك، الحديد، الكالسيوم، فيتامين D، أوميغا-3) لدعم نمو دماغ الجنين وعظامه وصحة الأم، ويصفها الطبيب عادةً بمجرد التخطيط للحمل.
للنساء في سن انقطاع الطمث وما بعده
يسرع انخفاض الإستروجين من فقدان كثافة العظام. لذا تحتاج المرأة في هذه المرحلة باستمرار إلى "الكالسيوم" وفيتامين D الذي يُحسن امتصاص الكالسيوم بشكل كبير.
على الهامش.. نصائح للاستفادة من المكملات الغذائية خلالمراحل أعمارك المتقدمة
- لا تبدئي بالمكملات إلا بعد تحسين نظامك الغذائي.
- إذا كنتِ تشكّين في وجود نقص، فقومي بإجراء فحص دم لتأكيد ذلك وتحديد الجرعة المناسبة تحت إشراف طبي.
- اختاري ماركات ذات سمعة جيدة تخضع لاختبارات الطرف الثالث مثل USP, NSF)) لضمان جودة ونقاء المكملات الغذائية.
- أخبّري طبيبكِ المتخص عن جميع المكملات التي تتناوليها لتجنب التفاعلات مع الأدوية.

وأخيرًا، تذكّري دومًا أن احتياجات جسمكِ فريدة، وما يناسب صديقتكِ قد لا يناسبكِ. لذا، تحدثي مع طبيبكِ أو أخصائي التغذية لتحديد المكملات الغذائية والجرعات المناسبة لمرحلتكِ العمرية وصحتك الشخصية.