معركة الملك ألبرت الثاني مع السرطان مستمرة

للمرة السادسة: معركة الملك ألبرت الثاني مع السرطان مستمرة

عبد الرحمن الحاج
6 يوليو 2025

في عالم يكتنفه الغموض، تظل صحة العائلة المالكة البلجيكية محور اهتمام عالمي، خاصةً عندما يتعلق الأمر بشخصية بحجم الملك السابق ألبرت الثاني، فبعدما تنازل عن العرش في عام 2013، استمرت حياته محط أنظار، وتحديدًا معاركه الصحية المتكررة.

أحدث تطورات صحة الملك السابق

الملك ألبرت الثاني
الملك ألبرت الثاني

شوهد الملك ألبرت الثاني، البالغ من العمر 91 عامًا، مؤخرًا في أول ظهور علني له منذ خمسة أشهر خلال حفل استقبال في بروكسل، لفتت الانتباه ندبة واضحة تمتد من أنفه إلى أعلى شفتيه، في إشارة إلى خضوعه لعملية جراحية، وقد أكد القصر البلجيكي لوكالة الأنباء البلجيكية أن الملك السابق قد خضع بالفعل لعلاج السرطان للمرة السادسة خلال 11 عامًا. تُشير التكهناتإلى أن التعرض المفرط لأشعة الشمس، نظرًا لحبه لقضاء العطلات في البلدان الدافئة، قد يكون عاملًا رئيسيًا في تكرار الإصابات.

سلسلة التحديات الصحية

الملك ألبرت الثاني
الملك ألبرت الثاني

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي يواجه فيها الملك ألبرت تحديات صحية، ففي عام 2023، نُقل إلى المستشفى كإجراء احترازي بعد إصابته بالجفاف، حيث مكث لعدة أيام تحت رعاية طبية، وقد قام ابنه، الملك فيليب، بزيارته في المستشفى، مما دفعه إلى إلغاء مشاركته في جامعة غنت.

في العام التالي، أي في عام 2024، تعرض الملك ألبرت لوعكة صحية أخرى أثناء زيارته لمنزله في فرنسا، مما اضطره للبقاء هناك فترة للتعافي قبل أن يتمكن من العودة إلى بلجيكا للاحتفال بعيد ميلاده التسعين.

هذه المعارك الصحية المتكررة كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت الملك ألبرت إلى التنازل عن العرش في عام 2013، مؤكدًا أن صحته لم تعد تسمح له بالقيام بواجباته الملكية على أكمل وجه.

مستقبل العرش البلجيكي: رؤية الملك فيليب

 الملك ألبرت ابنه الملك فيليب على العرش البلجيكي
الملك ألبرت وابنه الملك فيليب

خلف الملك ألبرت ابنه الملك فيليب على العرش البلجيكي، وقد أثار الملك فيليب مؤخرًا نقاشًا حول مستقبل العرش، متناولًا إمكانية التنازل عن العرش لصالح ابنته، الأميرة إليزابيث دوقة برابانت، ووريثة العرش،وعبّر فيليب عن رؤيته قائلًا: "الملك يتراجع، لكنه ليس متقاعدًا. سأواصل العمل من أجل بلجيكا، ويجب أن أمنح ابنتي وقتًا للاستمتاع بشبابها، وتطوير نفسها، ورؤية العالم، وأنا أدعمها تمامًا في ذلك، وسأبذل قصارى جهدي لمنحها كل الوقت الذي تحتاجه."

هذا التصريح يُظهر رؤية حديثة للملكية، تجمع بين الالتزام بالواجب والحرص على تمكين الجيل القادم، مما يضمن استمرارية واستقرار العرش البلجيكي.

تاريخ السرطان مع أفراد العائلات الملكية

الأميرة فيكتوريا
الأميرة فيكتوريا

من الجدير بالذكر هنا، أنه على الرغم من أن العائلات الملكية تميل إلى الحفاظ على خصوصية معلوماتها الصحية، إلا أن بعض الحالات المهمة للإصابة بالسرطان، تم الإعلان عنها علنًا أو تم الكشف عنها لاحقًا، خصوصا داخل العائلة الملكية البريطانية، ومن أهم أفرادها الذين كشف إصابتهم بالسرطان، الأميرة فيكتوريا (ابنة الملكة فيكتوريا): أصيبت بسرطان الثدي وتوفيت بسببه عام 1901 عن عمر يناهز 60 عامًا.

أيضا الملك إدوارد السابع عانى من نوع من سرطان الجلد بالقرب من أنفه، وتم علاجه بالراديوم في عام 1907،وتوفي عام 1910 عن عمر 68 عامًا.

الملك إدوارد السابع
الملك إدوارد السابع

وكذلك الملك جورج السادس والد الملكة الراحلة إليزابيث الثانية، أُصيب بسرطان الرئة وتم استئصال جزء من رئته اليسرى في عام 1951، وتوفي في عام 1952، عن عمر يناهز 56 عامًا.

أما ابنته الملكة إليزابيث الثانية فلقد عاشت حياة صحية جيدة بشكل عام، لكنها عانت في سنواتها الأخيرة من مشاكل صحية لم يتم الكشف عنها بوضوح، بعض المصادر أشارت إلى أنها خاضت "معركة مؤلمة وصامتة" مع السرطان، ولم يتم تأكيد نوع السرطان،وتوفيت عام 2022 عن عمر يناهز 96 عامًا.

الملكة إليزابيث الثانية
الملكة إليزابيث الثانية

ويبدوا أن الأمر له علاقة بالوراثة إذ أن الأميرة مارغريت شقيقة الملكة إليزابيث الثانية وابنة الملك جورج السادس، عانت بدورها من عدة مشاكل صحية في سنواتها الأخيرة، بما في ذلك جلطات دماغية وحروق شديدة، وعلى الرغم من أنها لم تُعلن عن إصابتها بالسرطان بشكل مباشر، إلا أن تاريخها الطبي أظهر تعرضها لعدة أمراض.

الأميرة مارغريت شقيقة الملكة إليزابيث الثانية
الأميرة مارغريت شقيقة الملكة إليزابيث الثانية

وتواصلا لمعركة العائلة المالكة مع السرطان، أعلن العام الماضي عن إصابة الملك تشارلز الثالث بنوع غير محدد من السرطان– قالت تقارير انه سرطان المستقيم-، تم اكتشافه خلال فحوصات روتينية بعد إجراء عملية لتضخم البروستاتا الحميد،ولم يُفصح عن نوع السرطان، لكن القصر أكد أنه ليس سرطان البروستاتا،ويتلقى الملك حاليًا العلاج، وقد قلل من واجباته العامة بناءً على نصيحة الأطباء.

الملك تشارلز الثالث
الملك تشارلز الثالث

أيضا في نفس العام أعلن عن إصابة أميرة ويلز كيت ميدلتون، بالسرطان، وكشفت الأميرة أنها تخضع للعلاج الكيميائي الوقائي، ولم تُفصح عن نوع السرطان تحديدًا.

أميرة ويلز كيت ميدلتون
أميرة ويلز كيت ميدلتون

ومن ضمن العائلة كذلك تم الإعلان عن إصابة سارة فيرغسون دوقة يورك في عام 2023، بالسرطان، وخضعت لعملية جراحية لعلاج سرطان الثدي، وفي أوائل عام 2024، أُعلن أنها مصابة مرة ثانية بالسرطان، لكنه هذه المرة سرطان الجلد.

سارة فيرغسون دوقة يورك
سارة فيرغسون دوقة يورك