
"هي" في رحلة مع فيليب ديلوتال المدير الإبداعي لساعات HERMÈS.. حيث تتحول الساعة إلى مساحة للتأمل والدهشة
في لقاء مع "فيليب ديلوتال" المدير الإبداعي لساعات "هيرمس" HERMÈS، نكتشف كيف تتحول الساعة إلى مساحة للتأمل والدهشة. من جناح صمم ليكون تجربة حسّية في معرض "الساعات والعجائب"، كشفت الدار عن رؤيتها الفريدة لزمن يُعلّق ليُحتفل باللحظة.

في أبريل الماضي، وخلال فعاليات معرض "الساعات والعجائب" WATCHES & WONDERS قدمت دار "هيرمس" HERMÈS تجربة حسّية استثنائية داخل جناحها المصمم بعناية. وإلى جانب ساعات MÉTIERS D’ART المزينة بالحرف اليدوية، جرى الكشف عن ثلاثة إبداعات جديدة تندرج تحت عنوان LE TEMPS SUSPENDU، هي ARCEAU LE TEMPS SUSPENDU و HERMÈS CUT LE TEMPS SUSPENDU و MAILLON LIBRE. هذه الساعات تمنح مرتديها لحظة من التوقف، وفسحة يتلاشى فيها الإحساس بالزمن، ويعاد تشكيله من جديد.
كـلــفـــت الــدار الفــنـــانــــة البـــصـــريـــــة "سارة أنــــاييس ديزبنوا" لابتكار ديكور جناحها، فابتكرت مشهدا سينمائيا غامرا يدمج الزائرين في إيقاع متناغم من الضوء والصوت. ومن نوافذ دائرية كتلك التي نراها في القطارات، عرضت صور مدن وسواحل، وتــــسلل منـــها ضوء النــــهــــار والـــغـــــروب كما يراها المــسافــر. أعاد المشهد تشكيل الزمن من خلال تســلـــسل بـصـــري تتــــخلله أصوات عابرة كحفيف المطر ورنين الإشارات الضوئية وهمسات تتسرب من وراء الأبواب.
ويدعو المشهد إلى التفكير في الأماكن الانتقالية، وتلك اللحظات التي يكون فيها الزمن في حالة عبور، أو توقف.


تتجلّى، في صميم هذه التجربة، فكرة التعقيد الساعاتي "لو تان سسباندو" أي "الوقت المعلّق"، التي تتخطى ضغط الزمن. فهي آلية ميكانيكية تتيح لصاحبها أن يعلّق الزمن بضغطة زر، ويتنّحى عن صخب الحياة اليومية للحظات من السكينة. فتنسحب عقارب الساعة برشاقة لتُشكل رمزا بصريا للحظة خارج الزمن، بينما تظل آلية الساعة تعمل في الخلفية، في إشارة رمزية إلى الاستمرارية رغم التوقف.
جلست مع "فيليب ديلوتال"، المدير الإبداعي لساعات "هيرمس"، لنناقش كيف تجسّدت هذه الفكرة في ابتكارات الدار الجديدة، وتحديدا في ساعة HERMÈS CUT LE TEMPS SUSPENDU، التي أعيد تقديمها هذا العام بشكل مفاجئ ومفعم بالتأمل. قال لي: "عندما صممنا هذه الساعة، أردنا أن تكون ساعة تعتمر يوميا، وشيئا عمليا ومريحا، ولكن يحمل معنى أيضا". أطلقت هذه المجموعة في العام الماضي، وتميزت بخطوطها الهندسية الواضحة، وتاجها غير المتناظر، وطابعها المناسب للمرأة والرجل. وقد انطلقت منذ بدايتها بعدد كبير من الإصدارات، في تعبير عن التزام الدار بلغة تصميم معاصرة تستجيب لتطلعات الجيل الجديد من عشاق الساعات. أما في إصدار هذا العام، فتلتقي هذه اللغة الجمالية بالبعد الشاعري. ففي HERMÈS CUT LE TEMPS SUSPENDU يمكن للمستخدم أن يضغط على الزر، فتنسحب العقارب لتشكل حرف V (عند موقع الساعة 12)، مجسدة لحظة من الزمن المعلّق. هذه اللحظة هي مساحة للتأمل، والتنفس والخروج من الإيقاع المتسارع للحياة. يقول "ديلوتال": "تخيلي امرأة منشغلة طوال النهار، هذه الساعة تتيح لها أن تنفصل عن الخارج، وتدخل في فقاعة، يمكنها أن تخصص هذا الوقت لنفسها، أو تشاركه مع الآخرين لتكون لحظة جماعية خارج ضغوط الزمن".



للحفاظ على نقاء التصميم، أُجريت تعديلات دقيقة على البنية الداخلية. فأُزيلت وظيفة التاريخ الموجودة في إصدار ARCEAU، واستُبدلت بعقرب صغير يدور باتجاه معاكس لحركة الساعة، ويكمل دورة كل 24 ثانية، وهو رقم يرمز إلى عنوان الدار الرئيسي في 24 شارع "فوبورغ سانت أونوريه" في باريس. ويشير "ديلوتال" إلى أن هذا العقرب"لا يقيس الثواني، بل هو إشارة إلى نبض الساعة".
تعمل الساعة بحركة H1912، وتأتي ضمن علبة من الذهب الوردي بقطر 39 مم، أعيد تصميمها لتحتضن هذا التعقيد الساعاتي الشاعري. تتوفر بعدة نسخ أنيقة، من بينها إصدار بقرص أحمر غني يلفت الأنظار. يقول: "أحب الأحمر بشكل خاص. أردناه اختيارا حاسما، لافتا يعكس شخصية مختلفة".


ومن هنا، يتوسع عالم "هيرمس" HERMÈS ليشمل المزيد من الساعات ذات الطابع السردي. في ساعة ARCEAU ROCABAR DE RIRE، المحدودة الكمية، تَجسّدَ مشهد من وشاح صممه "ديميتري ريبالتشنكو"، يظهر فيها حصان مشاغب على قرص الساعة مجسدا بتقنيات دقيقة من شعر الخيل المعشّق، والنقش، والرسم المصغّر. عند الضغط على الزر عند موضع الساعة 9، يخرج الحصان لسانه في حركة مرحة. يعلق "ديلوتال" قائلا: "الدهشة، الخفة، الضحك، الإحساس بالراحة. أريد أن أشعر بالسعادة. وعندما نقدم ساعات MÉTIERS D’ART التي تتزين بالحرف اليدوية، نحاول إدخال لمسة من الخيال والمرح. لأننا بحاجة إلى لذلك".
ولعل أكثر الساعات جرأة من حيث الشكل هي MAILLON LIBRE، التي تعيد تفسير سلسلة المرساة الشهيرة من "هيرمس"، مقدمة كسوار أو بروش بلمسة نحتية. تمزج هذه القطعة بين الذهب والتورمالين بلون التيراكوتا والماس، وتتميز ساعة اليد بعرض زمني مُدمج في تصميم السوار. تعبر هذه الساعة عن الزمن بأسلوب جديد ومختلف، ففيها يتحول الوقت إلى تفصيل فني داخل قطعة مجوهرات ثمينة.


وعلى الرغم من اختلاف المواد والتقنيات، تظل جميع هذه الابتكارات مرتبطة بخيط رفيع من المعنى ينطلق من الرغبة في استعادة الزمن كمساحة للراحة والدهشة، لا كمجرد أداة لقياس الوقت. يقول "ديلوتال": "بالنسبة لي الوقت الذي يُحتسب هو الوقت الذي لا يُحسب. عندما لا تنظر إلى ساعتك، عندما تكون مع أصدقائك وأحبائك.. هذا هو الوقت الحقيقي".
ومع اقتراب نهاية اللقاء، سألته عن الانطباع الذي يأمل أن يأخذه حضور هذا المعرض عند مغادرته، فأجاب بابتسامة صافية: "أتمنى أن يغادر الناس وهم يشعرون بأنهم أمضوا وقتا جميلا. هذا المعرض هو احتفال، احتفال بالأفكار والحرف والعلاقات الانسانية. وهذا ما يهم فعلا".
في عالم "هيرمس"، توقيف الوقت هو دعوة إلى التفرغ والتأمل، سواء كان للحظة صفاء أو للقاء الأحبة.