
خاص: يوسف القرق مؤسس نادي جرافيتي لـ"هي": الحركة علاج نجد فيها أنفسنا.. واللياقة البدنية يجب أن تكون عملية ومُمتعة
التنقَل - سواءً كان حركةً بدنية أو انتقالًا إلى مكانٍ جديد - يُبقي الحياة ديناميكية. فعلى المستوى البدني، تُحافظ الحركة على صحة الجسم، وتُحسّن الدورة الدموية، وتُقوّي العضلات، وتُعزّز الصحة النفسية. كما يُساعد النشاط البدني في الوقاية من العديد من المشاكل الصحية، ويُحافظ على مستويات الطاقة مرتفعة.
وعلى نطاقٍ أوسع، تؤدي الحركة إلى فرصٍ جديدة للنمو، وتحسين الحياة بكافة مرافقها؛ فهي تدفع الناس إلى الخروج من مناطق راحتهم، والسعي لتغيير بنيتهم الجسدية والنفسية للأفضل، كي يتنعموا بالصحة والنشاط والتقدم في الحياة على كافة المستويات.
الحركة ليست مطلبًا فقط، بل هي حاجةٌ ملحة لكل فردٍ يبحث عن جودة الحياة والرفاه والعافية الشاملة. لهذا تُشجع النوادي المختصة، مثل جرافيتي كاليسثينكس جيم مُحبَي الحركة والرياضة على ارتيادها للاستفادة من المزايا والعروض الرياضية المختلفة التي تقدمها. في جرافيتي؛ تجدين مجتمعًا نابضًا بالحياة والمغامرة والصحة، كل تمرينٍ رياضي فيه هو تجربة شيقة بحد ذاتها تُساعدكِ لاستكشاف قدرات جسمكِ الكبيرة واتخاذ الصحة واللياقة البدنية العالية أسلوب حياةٍ مميز لكِ.

"هي" وفي مقابلةٍ حصرية مع مؤسس نادي جرافيتي كاليسثينكس يوسف القرق، تستكشف من هذا الشاب المحب للحركة والحياة، كيفية إدخال الحركة ضمن نظامنا الحياتي اليومي للتنعم بالصحة والرشاقة على الدوام.
مرحبا يوسف وأهلًا وسهلًا بكَ معنا على موقع "هي"؛ بدايةً هل لكَ أن تُخبرنا عن نفسك..
أهلًا بكِ وب "هي"؛ إسمي يوسف، وُلدتُ ونشأتُ في الإمارات العربية المتحدة، وتدربتُ كمهندسٍ معماري. لطالما انجذبتُ إلى الحركة، سواءً كان ذلك لعب كرة القدم الاحترافية في شبابي أو تسلق جبالٍ مثل جبل أكونكاجوا؛ لطالما كانت الحركة جزءًا كبيرًا من هويتي. أسستُ "جرافيتي" عام 2015 وأنا لا أزالُ في الجامعة، ليس بخطة عملٍ كبيرة، بل بفكرةٍ بسيطة - إنشاء مساحةٍ حيث يمكن للناس التحرك والتواصل والنمو معًا. وبمرور الوقت، تحولت هذه الفكرة إلى مجتمعٍ أشبه بالعائلة أكثر من أي شيءٍ آخر.
إذا أردنا أن نستكشف "جرافيتي" أكثر، ماذا تُخبرنا عنها؟
"جرافيتي" هي أول صالة ألعاب رياضية في دبي لرياضة الكاليسثينكس والباركور calisthenics and parkour، ولكن الأهم من ذلك؛ أنها مساحةٌ مُصممة للأشخاص للتحرك بهدف، بدأنا في مستودعٍ صغير مع حلمٍ كبير. دبي، بالنسبة لي، مدينةٌ تزدهر بالطموح والأفكار الجريئة؛ لذلك كان من المنطقي تمامًا إنشاء "جرافيتي" هنا. أردتُ ابتكار شيءٍ حقيقي، شيء محلي، يشعر بالشمولية، والتعبير، والقوة في بساطته.
ما الذي يُميَز "جرافيتي" ليجعلها وجهةً تستحق الزيارة؟
في "جرافيتي"، لا يتعلق الأمر بعدد التكرارات التي تؤديها أو مقدار ما ترفعين؛ بل يتعلق بشعوركِ، وكيف تتحركين وتتواصلين، كيف تدفعين حدودكِ، ليس جسديًا فحسب، بل عقليًا وعاطفيًا أيضًا. لقد حوّلنا القضبان الفولاذية والخرسانية إلى ساحة لعب؛ حيث ستجدين أشخاصًا من جميع مناحي الحياة يتدربون جنبًا إلى جنب - سواء كان ذلك لتمارين الجمباز، أو الباركور، أو القفز، أو لمجرد الشعور بالقوة في حياتهم اليومية. نحن مساحةٌ للحركة، ونفخرُ بتمثيل ثقافة الحركة السرية في مدينةٍ تتطلع دائمًا إلى الأمام.

إذا أردنا أن نشرح لقرائنا ما هو الباركور والجمباز، فكيف تصفون هذه الأنشطة بالكلمات؟
الجمباز هو التدريب بوزن الجسم؛ إنه يتعلقُ بالتحكم، والقوة، والتقدم. يشمل حركاتٍ مثل الوقوف على اليدين، والسحب، ورفع العضلات، بالإضافة إلى حركاتٍ أبسط. يتضمن باستمرار استخدام جسمكِ ككل بدلاً من مجرد عضلةٍ واحدة. لا آلات، ولا مرايا - فقط أنتِ والبيئة الطبيعية.
من ناحيةٍ أخرى، فإن الباركور يُعدَ حركةً إبداعية. فكَري في التدفق والحرية واستخدام بيئتكِ للتحرك بطريقة تبدو طبيعية وغريزية. معًا، لا يتعلقَ الأمر بمظهرٍ لائق بقدر ما يتعلقُ باللياقة؛ يُعلَمك هذين التمرينين أن تثقي بجسمكِ وتتحركي بثقة، سواء كان ذلك تسلق جدار أو مجرد الدخول إلى غرفة ورأسكِ مرفوعًا.
لماذا الحركة مهمةٌ جدًا، في رأيكَ، لرفاهيتنا وعافيتنا؟
الحركة علاج؛ إنها الطريقة الأمثل التي نتخلص بها من التوتر، ونجد توازننا، ونشعر بأننا أنفسنا مرةً أخرى. الأمر لا يتعلق الأمر بالجسم فقط، بل أن الحركة تُصفَي ذهنكِ أيضًا. في مدينةٍ تعج بالنشاط دائمًا، تمنحنا الحركة لحظةً للتباطؤ؛ وعندما نتحركُ معًا، يصبح الأمر أكثر من مجرد تمرين. يصبح اتصالًا وانتماءً ومجتمعًا، وأعتقد أن هذا هو ما نبحث عنه جميعًا حقًا.
كيف يُمكننا دمج المزيد من الحركة في روتيننا اليومي، خاصةً في ظل نمط الحياة السريع والمُرهق الذي نعيشه اليوم؟
لستِ بحاجةٍ إلى القفز فوق الجدران أو القيام بأي شيءٍ مُبالغٍ فيه، لتتحركي بشكلٍ هادف. ما عليكِ سوى البدء بما تشعرين أنه مُمكن - التمدد عند الاستيقاظ، والمشي أثناء التحدث على الهاتف، والتعلق بقضيبٍ إن وُجد. الأمر لا يتعلق بالقيام بكل شيء؛ بل يتعلق بفعل شيءٍ ما. حتى 10 دقائق فقط يوميًا تُضيف الكثير، وعندما تُشعرين بالحركة بشكلٍ مُريح وتكونين مُحاطةً بأشخاصٍ يُشجعونكِ، تُصبح جزءًا من حياتكِ، وليست مجرد مهمةٍ روتينية. هذا ما نسعى إلى بناءه في جرافيتي - مساحةٌ تُشعر فيها الحركة بالطبيعية والمرح والمشاركة.
كيف يُمكن ل"جرافيتي" مساعدة سكان دبي على التحرك بشكلٍ هادف؟
في جرافيتي، نُركَز على الحركة العملية والمُمتعة والمُعبرة. سواءً كان ذلك من خلال حصصٍ مثل هيروكس، أو تمارين المرونة، أو تمارين البهلوان، أو تمارين البار؛ غايتنا مساعدة الناس على عشق الحركة من جديد. لقد أنشأنا مساحةً يشعر فيها الجميع بالترحيب، بغض النظر عن العمر أو مستوى اللياقة البدنية أو الخلفية. والآن، مع إطلاق برنامج الامتياز الخاص بنا، يسعدنا أن ننقل هذه الطاقة نفسها إلى المزيد من المجتمعات - هنا وحول العالم.

تقولُ إن اللياقة البدنية يجب أن تكون ممتعةً وعملية ومناسبة للجميع؛ كيف يمكننا تحقيق هذه المعادلة؟
بإزالة الضغط؛ اللياقة البدنية لا تتعلق بامتلاك عضلات بطنٍ مُقسمة أو التفوق على الشخص المجاور لكِ، إنها تتعلقُ بالشعور بالراحة الجسدية والاستمتاع بالعملية. عندما تبدو التمارين وكأنها متعة، يحضرُ الناس أكثر؛ وعندما تكون الحركة عمليةً، تنتقل إلى الحياة الواقعية. وعندما تكون للجميع - شاملةً، وسهلة الوصول، ويقودها المجتمع؛ فإنها تتوقف عن كونها مُخيفة وتبدأ في أن تكون مُمَكِّنة. هذا ما نؤمن به في جرافيتي.
في الختام؛ ما نصيحتكَ لقارئات "هي" حول أهمية التمرين الرياضي والمواظبة على الحركة؟
تحركنَ أكثر، وقلَلنَ من الأحكام - وخاصةً على أنفسكنَ. الحياة صعبة بما فيه الكفاية دون أن تجعلنَ الحركة أمرًا آخر تلمنَ أنفسكنَ عليه. وسواءً كنتنَ تسعينَ للتوفيق بين العمل والأطفال، أو تحاولنَ فقط الحفاظ على رباطة جأشكنَ، ابدأنَ بخطواتٍ صغيرة وبتأنٍّ. لستنَ بحاجة إلى بذل جهدٍ كبير؛ ما عليكنَ سوى أن تُظهِرنَ ذلك. أجسادكنَ هي المكان الوحيد الذي ستعشنَ فيه طوال حياتكنَ، لذا عاملوهنَ بنفس اللطف الذي تُعاملنَ به صديقاتكنَ؛ وانسينَ ما "يجب" أن يبدو عليه. إذا كان ذلك يُشعركنَ بمزيدٍ من الحيوية، وبأنكنَ أنفسكنَ، فهذا أكثر من كافٍ.