عادات خاطئة تُرهقكِ في رمضان عليكِ تجنبها.. وأخرى صحية ينبغي الالتزام بها
مع اقتراب حلول شهر رمضان المبارك، لا شك في أن الحماس النفسي والتمنيات بين الناس بصيامٍ مقبول هي أكثر ما يتداوله المسلمون بين بعضهم البعض هذه الأيام. هذا فضلًا عن التحضَر والتحضير لمستلزمات الصيام وموائد الإفطار والسحور، وغيرها من الأمور المتعلقة بالشهر الفضيل والذي ينتظره الكثيرون بفارغ الصبر من عامٍ لآخر.
للصيام فوائد صحية عدة، لا ينكرها أي إنسان؛ فهو شهر التعبَد والتقرب لله تعالى، وشهر التراحم وصلة الأرحام والتواصل مع الناس وحب الخير. كما له فوائد صحية ونفسية عدة، لا يُنغصَها سوى جملةٌ من الممارسات الخاطئة التي يقع فيها بعض الصائمون، وتكون لها تداعياتٌ سلبية على صحتهم وعدم استفادتهم من مزايا الصيام الصحيحة.
لكن وبالمقابل؛ هناك دومًا عاداتٌ "صحية" يمكن للالتزام بها، تحسين وتعزيز فائدة الصيام على نحوٍ كبير. في موضوعنا اليوم؛ نتطرق للعادات الخاطئة، كي يتسنى لكِ عزيزتي معرفتها والتنبه لها، واستعراض أفضل العادات التي تجعلكِ تؤدين هذه الفريضة بيسرٍ وسلامة.
عادات خاطئة في رمضان عليك تجنبها
نقل موقع "الكونسلتو" عن Times of India؛ وهو الموقع الهندي المختص بالشؤون الصحية، بعض العادات الخاطئة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة الصائمين في رمضان وتحرمهم الاستفادة من فوائد الصيام.
وأبرز هذه العادات التي يقع العديد من الناس في براثنها:
-
تناول الطعام بشكلٍ مُفرط
صحيح أن الكثير منا يشعر بالجوع المتفاوت بين المتوسط والشديد، خلال ساعات الصيام الطويلة التي قد تمتد لحوالي 14 يوميًا؛ لكن هذا لا يعني التهافت على الأكل بطريقةٍ هستيرية فور حلول موعد الإفطار. ويُعدَ الإفراط في تناول الطعام في رمضان من أكثر العادات الخاطئة شيوعًا بين شريحةٍ كبيرة من الناس، خاصةَ لجهة تناول المأكولات الدسمة والدهنية والغنية بالسكريات بصورةٍ مفرطة؛ وهو ما قد يتسبب في مشاكل عدة منها زيادة الوزن وعسر الهضم والارتجاع المعدي والنعاس.
لذا من الأفضل دومًا تناول كمياتٍ قليلة من الطعام عند الإفطار ، ويُفضَل تقسيم وجبة الإفطار إلى قسمين تفاديًا لتلك المشاكل وتسهيل عملية الهضم بعد يوم صيامٍ طويل.
-
قلة شرب الماء
مشكلةٌ أخرى يعانيها معظم الصائمون، الذين ينسون أهمية شرب الماء بكمياتٍ كافية بين وجبتي الإفطار والسحور. فالجفاف الذي يصيب الحلق أثناء ساعات الصيام، يؤثر كذلك الأمر على عمل وظائف وأجهزة الجسم؛ وفي حال لم يعمد الصائمون إلى ترطيب أجسامهم بكميةٍ مناسبة من الماء والسوائل الصحية بين ساعات الإفطار والإمساك، فإنهم يُعرَضون أنفسهم للكثير من المشاكل الصحية.
لا تنسي عزيزتي أن الماء عنصرٌ مهم من أساسيات الصحة المستدامة، خصوصًا في الأجواء الحارة أو عند القيام بنشاطٍ بدني شديد أو ممارسة الرياضة قبل وبعد الإفطار.
-
قلة النوم
ما أن يحلَ شهر رمضان، حتى يبدأ السهر والسمر لساعاتٍ متأخرة من الليل كل يوم ؛ سواء لحضور المسلسلات الرمضانية التي تزدحم بها شاشات التلفزة، أو الخروج مع الأهل والأصدقاء إلى سهراتٍ رمضانية تمتد حتى وقت متأخر. وهو ما يجعل الصائمين يعانون من قلة النوم، خاصةً الطلبة والموظفين ممن يحتاجون للاستيقاظ باكرًا في اليوم التالي.
قد يبدو النوم القليل غير مضرًا في حال اقتصر على يومين أو ثلاث؛ لكن امتداده لما فوق الأسبوع، وحتى طوال شهر رمضان للبعض، قد يحمل معه تبعاتٍ صحية خطيرة. فقلة النوم بحسب العلماء تضر بالصحة الجسدية والفكرية؛ إذ يُصاب المرء بالنعاس والخمول وقلة القدرة على القيام بأية أعمال، فضلًا عن ضعف التركيز والعصبية.
لهذا من نام باكرًا واستيقظ باكرًا في اليوم التالي، سيجني فوائد صحية عدة كما يقول المثل الشعبي: نام بكير وقوم بكير، شوف الصحة كيف بتصير..
-
تناول الحلويات بكثرة
لا يمكننا أبدًا تفويت الحديث عن هذه النقطة المهمة، والتي ترتبط للأسف ارتباطًا وثيقًا بشهر رمضان؛ الذي يتحول عند الكثيرين كشهرٍ للتهافت على الأكل والتلذذ بالحلويات دون حسبان.
وكلنا يعلم ما تأثير الإفراط في تناول الحلويات الرمضانية، المشبعة بالدهون والسكريات والسعرات الحرارية؛ بدايةً من زيادة الوزن المفرطة، مرورًا بارتفاع مستويات السكر في الدم وزيادة خطر الإصابة بداء السكري، وانتهاءً بارتفاع مستويات الكوليسترول الضار والشحوم التي تتراكم على الأوعية الدموية والشرايين، ما يُهدَد صحة القلب.
فإن كنتِ عزيزتي لا ترغبين بدخول متاهة هذه الأمراض، ننصحكِ بتناول الحلويات بشكلٍ معتدل وعدم الإفراط في استهلاكها، خصوصًا قبل الخلود للنوم لأنها تزيد من الآثار الجانبية بصورةٍ مضاعفة.
-
تفويت وجبة السحور
أذكرُ دومًا نُصحي لقريبتيَ وأختي بضرورة تناول وجبة السحور في رمضان وعدم تفويتها، لأنهنَ يعانينَ كل عام خلال شهر الصيام من الصداع والتعب. وهذه السنة، سأكررُ على مسامعهنَ النصيحة ذاتها.
لماذا؟ لأن وجبة السحور ضروريةٌ للغاية، وقد أوصانا الرسول (عليه أفضل الصلاة والسلام) بتناول وجبة السحور بقوله: تسحروا ولو بشق تمر، فإن في السحور بركة. يحلَ السحور مكان وجبة الفطور، التي تُعدَ مهمةً للكثيرين ممن يُجهدهم الصيام، فيحتاجون للتزود بكمية كافية من الطعام للحفاظ على نشاطهم وصحتهم طوال اليوم.
احرصي عزيزتي على تناول وجبة السحور الصحية والمتوازنة كل يوم، ويُفضَل أن تكون قبل النوم بساعةٍ أو ساعتين على الأقل.
عاداتٌ صحية ينبغي الالتزام بها في رمضان
من ناحيةٍ أخرى، نجدُ أن العديد من العادات الصحية المناسبة والمفيدة، يمكن لها أن تكون عونًا لنا في إتمام فريضة الصيام دون أية مشاكل أو مُنغَصات.
وهذه العادات كما أوردها موقع منظمة الصحة العالمية، تتلخص في النقاط التالية:
- اتباع نظامٍ غذائي صحي ومتوازن.
- شرب كمياتٍ كافية من الماء، بين وجبتي الإفطار والسحور.
- المواظبة على الحركة والنشاط البدني.
- ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة والمعتدلة حسب القدرة.
- الابتعاد عن التدخين بكافة أشكاله وأنواعه.
- الحرص على النوم لساعاتٍ كافية كل ليلة، وتجنب السهر.
- العناية بصحتكِ الجسدية والنفسية والقيام بالفحوصات الدورية عند الحاجة لها.
- العناية بالآخرين والقيام بالأعمال الخيرية التي تعود بالنفع على الصحة النفسية والفكرية.
ختام القول، أن الإعداد لشهر رمضان شهر الخير والبركات، يجب أن لا ينحصر فقط في تحضير الطعام وتزيين المنزل؛ بل يجب الإعداد الصحي والنفسي، من خلال اتباع عاداتٍ صحية تضمن لنا الصحة والسلامة، وتُجنبَنا أية مضاعفات خطيرة، كي يكون لنا متسعٌ من الوقت والجهد للتركيز على الطاعات خلال هذا الشهر الزاخر بالمغفرة والرحمة.