الشمس: سلاح ذو حدين احترسوا منه

إن التعرض لأشعة الشمس من العناصر الأساسية للتمتع بالصحة والسعادة، فهي تزود الجسم بالجرعات اللازمة من فيتامين د الذي يعد من أهم العوامل الوقائية لصحة الإنسان. وتشير المئات من الدراسات حالياً إلى أن سبب ارتفاع معدلات أمراض السرطان والقلب وهشاشة العظام والتصلب المتعدد والعديد من الحالات والأمراض الأخرى يرجع إلى نقص فيتامين د الضروري للجسم. من حسن حظنا أننا في منطقة الشرق الأوسط نستمتع بأشعة الشمس المشرقة على مدار العام، ولكن ينبغي علينا الانتباه لمخاطر التعرض المفرط لأشعة الشمس واتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنفسنا أيضاً. ولا يتعين عليكم تفادي التعرض لأشعة الشمس كلياً، كما لا ننصحكم بالحد من نشاطكم الحركي عن طريق تفادي الخروج إلى الأماكن الخارجية، لأن النشاط الجسدي مهم للصحة، لكن الإفراط في التعرض للشمس قد يكون مؤذياً لكم. إليكم بعض الخطوات الإرشادية التي يمكنكم اتباعها للتقليل من تعرضكم للأشعة فوق البنفسجية في فصل الصيف: الجأوا إلى الظل من الوسائل المعروفة والمهمة جداً للحد من التعرض لضوء الأشعة فوق البنفسجية، تجنب التواجد لفترة طويلة في الأماكن المكشوفة التي تكون عرضة لأشعة الشمس المباشرة، لا سيما خلال الفترة من الساعة 10 صباحاً إلى 4 مساءً، عندما تكون الأشعة فوق البنفسجية أكثر حدة. تصل الأشعة فوق البنفسجية إلى سطح الأرض على مدار العام، حتى في الأيام التي يكون فيها الجو غائماً، ولكن قوة الأشعة فوق البنفسجية قد تتباين وفقاً لكل فترة من السنة وعوامل أخرى. تصبح الأشعة فوق البنفسجية أكثر كثافة في فصل الربيع، حتى قبل أن تبدأ درجات الحرارة بالارتفاع تدريجياً. وقد يصاب أشخاص في بعض المناطق بحروق الشمس بينما لايزال الطقس معتدلاً، نتيجة لعدم التفكير بوقاية أنفسهم من حرارة الشمس في حال لم تكن أشعتها حادة جداً. ننصحكم بتوخي الحذر الشديد وخصوصاً على الشاطئ أو في المناطق التي يغطيها الثلج، لأن الرمل والماء والثلج تعكس أشعة الشمس، وبالتالي تزيد كمية الأشعة فوق البنفسجية التي تتعرض لها أجسامكم. من الممكن أيضاً للأشعة فوق البنفسجية أن تخترق سطح الماء، الأمر الذي يجعلكم عرضة للإصابة بحروق الشمس حتى لو كنتم تسبحون في الماء وتشعرون بالبرودة. ارتدوا الملابس لوقاية جلدكم عند تواجدكم في الأماكن المكشوفة المعرضة لأشعة الشمس، ارتدوا ملابس لوقاية بشرتكم قدر الإمكان. توفر الملابس مستويات مختلفة من الحماية من الأشعة فوق البنفسجية، وذلك اعتماداً على عوامل كثيرة. إن القمصان ذات الأكمام الطويلة أو السراويل الطويلة أو التنانير الطويلة تغطي معظم الجلد وتتيح قدراً أكبر من الحماية. والألوان الداكنة عموماً تتفوق من حيث مزايا الوقاية من الشمس على الألوان الفاتحة. والقماش المحاك بقطب متلاصقة يوفر حماية أفضل من تلك المحاكة بقطب متباعدة، فضلاً عن أن الأقمشة الجافة تمنح خصائص حماية أكثر من نظيرتها المبللة. استخدموا كريمات الوقاية من الشمس إن واقي الشمس هو منتج يحتوي على كريم تضعونه على جلدكم لحمايتكم من أشعة الشمس فوق البنفسجية. ولكن من المهم أن نعرف بأن كريمات الوقاية من الشمس لا تحصّنكم كلياً من كافة الإشعاعات فوق البنفسجية. ولذلك، ينبغي عليكم عدم استخدام تلك المنتجات كوسيلة لتواجدكم لفترة أطول تحت أشعة الشمس. على الرغم من استخدام كريمات الوقاية من الشمس الملائمة، إلا أنها لا تمنع تسرب بعض الإشعاعات من خلالها إلى بشرتكم، وهو ما يجعل اللجوء إلى أشكال أخرى من الوقاية من الشمس أمراً مهماً وضرورياً أيضاً. لذا نوصي باستخدام كريمات الوقاية من الشمس التي تتمتع بطيف واسع من الحماية ضد الأشعة فوق البنفسجية من الفئة أ والأشعة فوق البنفسجية من الفئة ب والمزودة بعامل الحماية "اس بي اف" ذو القيمة 30 أو الأعلى. ارتدوا النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية إن النظارات الشمسية التي تحجب الأشعة فوق البنفسجية تعتبر مهمة لحماية البشرة المحيطة بالعينين، بالإضافة إلى العيون أنفسها. أشارت الأبحاث إلى أن البقاء تحت الشمس لساعات طويلة دون حماية أعينكم يزيد من احتمالات إصابتكم بأمراض العين. النظارات ذات التظليل الأغمق ليست هي حل الوقاية الأفضل بالضرورة، لأن الحماية من الأشعة فوق البنفسجية تأتي من مادة كيميائية غير مرئية تكون مدمجة في العدسات، وليس من اللون أو التظليل الغامق للعدسات. ابحثوا عن شعار المعهد الوطني الأمريكي للمعايير "ANSI". وفي الواقع، النظارات الشمسية ذات الإطارات الكبيرة والملتفة الزوايا هي التي تحمي أعينكم على الأرجح من الضوء القادم من زوايا مختلفة. أما الأطفال فيحتاجون إلى نماذج أصغر من النظارات الشمسية الفعلية الواقية التي لها نفس خصائص نظارات الأشخاص البالغين، وليس النظارات الشمسية التي تندرج ضمن فئة الألعاب. احرصوا على حماية أطفالكم من الشمس يحتاج الأطفال إلى عناية خاصة، ونظراً لأنهم أكثر ميلاً لقضاء معظم وقتهم في الأماكن المكشوفة، فمن الممكن أن يصابوا بحروق الشمس بسهولة أكبر وقد لا ينتبهون لأخطارها. يتعين على الآباء وغيرهم من مقدمي خدمات الرعاية حماية الأطفال من التعرض المفرط لأشعة الشمس، وذلك عن طريق اتباع الخطوات المذكورة أعلاه. ينبغي أن يكون الأطفال الأكبر سنا حذرين من التعرض لأشعة الشمس باعتبار أنهم يصبحون أكثر استقلالية. من المهم لكم، وخصوصاً في هذا الجزء من العالم الذي تشرق فيه الشمس على مدار العام تقريباً، الحرص على تغطية كامل أجسام أطفالكم وعلى نحو معقول. ويتعين عليكم أيضاً تنمية عادة استخدام كريم الوقاية من الشمس فوق الأماكن المعرضة للشمس من أجسامكم وأجسام أطفالكم عند تواجدكم في الأماكن المكشوفة، إذ إنها قد تتعرض لقدر كبير من أشعة الشمس. وفي حال أصبتم أنتم أو أحد أطفالكم بحروق الشمس على نحو مفاجئ، فننصحكم بتوخي مزيد من الحيطة والحذر عن طريق تغطية أجسامكم والتقليل من التعرض لأشعة الشمس واستخدام كريم الوقاية المناسب. يُنصح بإبقاء الأطفال الرضع الذين تقل أعمارهم عن 6 أشهر بعيدا عن أشعة الشمس المباشرة وحمايتهم من أشعة الشمس باستخدام القبعات والملابس الواقية. يسمح باستخدام كريمات الوقاية من الشمس في الأماكن المعرضة لأشعة الشمس فقط وعندما يتعذر توفر الظل والملابس الملائمة. الدكتور/ أمروتا بانجيرا عيادات آي كير [email protected]