أول سعودية معتمدة للتدريب في الاتحاد السعودي للملاكمة رشا الخميس لـ"هي": الملاكمة تجعلك تواجهين صعوبات الحياة بابتسامة

المرأة السعودية لا تعرف معنى المستحيل، لم تعد لعقبات ومنهجية المجتمع الفكرية التقليدية تقف عائقا أمام أي شخصية طموحة تسعى للوصول إلى أعلى مقامات النجاح، وتحقيق أهداف وإنجازت سامية من أجل مجتمعها ووطنها. لم تقتصر قصة نجاح رشا الخميس على مجال واحد فحسب، بل استطاعت إثبات كيانها وقدرتها بصفتها مرأة سعودية جادة ومجتهدة في مجالات مختلفة. تمتلك رشا قصة نجاح ملهمة وخبرات علمية وعملية و إنجاز ت باهرة صنعت منها مثالا ونموذجا يحتذى بِه نحو متقبل مشرق وجديد في السعودية. حققت رشا نجاحات وإنجازت باهرة وجديدة على المرأة السعودية، ابتداء من رحلتها مع الملاكمة وقصة ارتدئها القفاز ت الحمر ء، مرور بدخولها موسوعة غينيس مرتين على التولي. حاصلة على ماجستير في السياسة العامة و الإدارة الدولية من جامعة جنوب كاليفورنيا، وبكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الملك سعود. تمتلك رشا خبرة أكثر من 4 سنوات في مجال استشارات الأعمال، التطوير العقاري و الرياضة والترفيه لدى كبريات الشركات المتخصصة العالمية، وتعد أول سعودية معتمدة للتدريب في الاتحاد الشعودي للملاكمة.

تصوير: علي المتروك

بداية عرفينا عن نفسك، من تكون رشا في سطور؟

أنا عضو في مجلس إدارة لجنة المرأة تحت رئاسة اللجنة الأولمبية العربية السعودية، ومجلس اتحاد الملاكمة، حيث تستخدم أدوارها لتمهيد الطريق لنساء رياضيات مستقبليا للتنافس على الصعيد الدولي، ولتمكين الإناث والتأثير في حياتهن تأثيرا إيجابيا. كما إنني أول امرأة معتمدة في الملاكمة من اتحاد الملاكمة السعودي. أعطيت دروس ملاكمة في جامعة الملك سعود، ودربت 215 طالبة بهدف تفعيل برامج اتحاد الملاكمة في الجامعات، وأيضا للتطوع للمجتمع عن طريق تدريب المرأة السعودية، وتعليمها الدفاع عن النفس. كما حققت رقما قياسيا مرتين في موسوعة جينيس بالمشاركة في مباراة كرة القدم الأكثر ارتفاعا على ارتفاع 5,791 مترا في جبل كليمنجارو، وبالمشاركة في مباراة كرة القدم الأدنى ارتفاعا في العالم على ارتفاع 1,412 قدما في غور الصافي بالأردن مع مجموعة من النساء في منظمة تسمى "المساواة في اللعب".

كيف وجدتِ نفسك في مجال يختلف عن عائلتك التي عرفت بالأدب والثقافة؟

وبين الثقافة والرياضة، كيف انحازت رشا إلى الرياضة و لم يشدّها الحنين إلى اعتلاء القلم؟ لا يزال السياق الثقافي ساكنا في أعماقي، وأطّلع على ما استطعت من ثقافات في شتى المجالات الفكرية والأدبية والغذائية والرياضية أينما رحلت وحيثما حللت، لكن يبقى السياق الرياضي هو الأقوى في حياتي. الثقافة لا تتوقف عند اعتلاء القلم، وأكثر ما يشدّني هو السفر والدخول في السياق الجغرافي والاطلاع على ثقافات متعددة ومتنوعة، وعلى فولكلور الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم، بكل ما تحمل تلك الثقافة من معنى جميل.

حدثينا عن مشوارك المهني ورحلة التحديات، وكيف تشاركين روايتك أو قصة نجاحك لكل امرأة تبحث عن شغفها في مجال الرياضة والملاكمة تحديدا؟

قصتي مع الملاكمة بدأت حين كنت أتابع دراساتي العليا في كاليفورنيا، وبحثت في ذاك المنفى عمّن يمدّني بالطاقة الإيجابية ويملأ حياتي حيوية ونشاطا، ويُبعد عني الضغوط الثقيلة كي أركّز أكثر في دراستي وحياتي اليومية. وبعد رحلة بحث طويلة، اكتشفت أن رياضة الملاكمة تعزّز الثقة بالنفس، وتقوّي الشخصية، فمارستها لمدة سنتين وكان لها تأثير رائع في حياتي. بعد عودتي إلى الوطن، أحببت أن أضطلع بدور فعال وأخدم بنات وطني، فعملت مع الشركة التسويقية العالمية والمتخصصة في الاستشارات التسويقية الرياضية، في قسم الرياضة المجتمعية آنذاك في الهيئة العامة للرياضة. تلعب الشركة دورا مهما في تنظيم الفعاليات الرياضية في المملكة العربية السعودية، وإحدى تلك الفعاليات كانت بعنوان "اليوم الرياضي العائلي"، لتفعيل رياضيات الاتحادات وزيادة نسبة ممارسيالرياضة إلى 40 في المئة، بناء على منهجية ورؤية 2030 م. وبعد التواصل مع 17 اتحادا رياضيا، كان هناك اتحاد الملاكمة، حيث تواصلت مع رئيس اتحاد الملاكمة، وعرف قصتي مع ارتداء القفازات الحمراء، وكيف أثّرت إيجابا في نفسي، فطلب مني تحضير العنصر النسائي للدخول إلى الميدان، فأبديت استعدادي الكامل، والتحقت بمعسكر رياضي للملاكمة لمدة ثلاثة أشهر، وأصبحت أول سعودية معتمدة للتدريب في الاتحاد السعودي للملاكمة، وبعدها انطلقت لتفعيل البرامج الرياضية في جامعة الملك سعود التي حصلت منها على البكالوريوس. أنا أؤكد لك أن الرياضة تقوّي ثقتك بنفسك، وتمدّك بالطاقة الإيجابية، وتجعلك تواجهين كل صعوبات الحياة بابتسامة، وتودعين الضغوط الحياتية إلى غير رجعة، لذا مارسي سيدتي الرياضة التي تحبين لتزدادي جمالاً وتألقاً وحضوراً.

رسالة توجهينها لكل امرأة تخوض رحلة البحث عن الذات، وكيف تنصحينها بالتغلب على مخاوفها.

المعوقات والعقبات التي تواجهك، تسكن في فكرك وعقلك حين تكونين على أرض الواقع، وإذا كنت شغوفة بمجال ما، سواء كان رياضة أو تصميم أزياء أو ثقافة وفنون. ابذلي أقصى جهدك لتنجحي في العمل الذي تعشقينه من دون أن تيأسي أو تتوقفي، لأنه سيأتي يوم تضعين فيه بصمة مميزة، تلقى أصداء إيجابية.

أخبرينا عن اُسلوب حياتك بشكل عام، وكيف أثرت القيادة في نمط حياتك والروتين اليومي؟

لدي أسلوب ونمط حياة سريع جدا ويتطلب الدقة لإنجاز الأمور بنجاح والالتزام بالوقت. أنا أؤمن بأن القيادة وسيلة توصلك من نقطة "أ" إلى "ب"، ومن نقطة "ب" إلى "ج" بكل راحة وسلاسة وبالسرعة اللازمة!

القيادة مكنتني من مواكبة نمط حياتي السريع والوصول إلى الأهداف المرجوة.

متى وأين تعلمتِ قيادة السيارة؟ وكيف تقارنين تجربتك الأولى بقيادتك للسيارة في السعودية؟

القيادة ثقافة. فلا يمكن القول: إن ثقافة القيادة وقوانينها في أمريكا مشابهة لبريطانيا أو لأستراليا أو كندا. وهذا لا يعني أن أي أحد من هذه البلاد أحسن من الأخرى من جانب الثقافة القيادية. نرجع إلى سؤالك من ناحية المقارنة بين تجربتي الأولى التي كانت في كاليفورنيا من عام 2016 - 2011 ، فهي مختلفة تماما عن السعودية بسبب الثقافة القيادية. وهذا لا يعني أنني واجهت صعوبات وعقبات، بل بالعكس كانت القيادة بالسعودية مرنة جدا، والطرق مهيأة، ووجدت حسن المعاملة من جميع الأطراف.

في نظرك، كيف تسهم قيادة المرأة السعودية في تطوير المجتمع بشكل عام؟

أنا أؤمن بأن القيادة تمكين، وهي ليست مجرد تمكين المرأة أو تمكين الرجل، بل هي تمكين المجتمع بأكمله. حتى يكون مجتمعا فعالا، وينطلق إلى الأمام فلا بد أن تكون هناك وسيلة توصلك من نقطة "أ" إلى نقطة "ب". ومن نقطة "ب" إلى نقطة "ج" بكل راحة، وبكل سلاسة، وفي السرعة اللازمة.

وللمرأة بشكل خاص؟

أسهمت قيادة المرأة السعودية بشكل خاص في ثلاثة جوانب. فقد أصبحت المرأة مستقلة ذاتيا، حيث لديها الخيار بقيادة السيارة، وقيادة المرأة مكنتها بأن تمتلك وقتها، حيث يتاح لها التطيط المسبق لجدولها اليومي والأسبوعي. ثالثا، أصبحت المرأة أكثر ثقةبنفسها، حيث تمتلك كثيرا من القرارات المهمة بين يديها، وتستطيع إنجازها بالسرعة اللازمة.

كيف تصفين ردود الأفعال التي واجهتِها أثناء قيادتك للمرة الأولى في شوارع المملكة؟

عند صدور القرار غمرتني مشاعر عدة، ومنها تهويل قيادتي للسيارة في شوارع المملكة، ولكن فور قيادتي للسيارة التمست بعض البوادر التشجيعية من الناس، مثل تقديم الورود للسائقات، وأيضا التصفيق والتشجيع بكل الأساليب من كلا الجنسين، وهذا الأمر أسعدني جدا، وشجعني لأن أكون امرأة مستقلة واثقة بنفسي خلف عجلة القيادة.

ما أهم المواصفات التي تبحثين عنها عند اختيار سيارتك المثالية؟

أبحث عن سيارة تعمل باستخدام الطاقة الكهربائية، وهنالك العديد من التطبيقات لتصميمها.

سيارة تحلمين باقتنائها؟

BMW i8 roadsterهي السيارة التي أحلم باقتنائها لعدة أسباب، فهي صديقة للبيئة لا تنبعث منها الغازات الضارة، كما أنها سهلة التشغيل، ولا تصدر أصواتا مزعجة. حكومات العديد من الدول تشجع مواطنيهاعلى التحول لقيادة السيارة الكهربائية التي تضرب عصفورين بحجر واحد؛ فهي من ناحية تساعد على تحقيق أهداف الدول بتقليل الانبعاثات الغازية، كما أنها تقلل من معدلات التلوث في المدن.

ما الطقوس التي تمارسينها أثناء القيادة؟

أبدأ بتصفية ذهني من كل ما يدور بداخله حتى أجذب الانتباه الكامل لعجلة السيارة، والانتباه للطريق. ثم أرفع المكيف لدرجة حرارة 19C *، وأضع قائمة تشغيل الأغاني في هاتفي، وأشبكها بالسيارة. أفضل دائما  أن أسمع الموسيقى من غير كلمات كالجاز والأغاني الكلاسيكية، وأحيانا أسمع البود كاسات والكتب المسموعة، ثم أبدأ بالقيادة.

ما التطورات التي تودين رؤيتها لتحسين تجربة قيادة المرأة في السعودية؟

أود أن أرى عدة أمور،ولكن الأهم تتمحور حول ثلاثة أمور رئيسة، وهي تطوير مركز

التدريب، أتمتة النظام والمدربات / السيارات:

-1 زيادة عدد مراكز تدريب قيادة المرأة بدلا من مركز تدريب موحد حتى يستقبل الأعداد المهولة لتدريبهن.

-2 أتمتة النظام والحصول على التدريبات من خلال رابط الإنترنت، ويكون الاختبار فقط عند مراكز إصدار الرخصة.

-3 زيادة عدد المدربات والسيارات لتلبية طلب السوق، لأن قائمة الانتظار طويلة جدا، وقد تصل مدة الانتظار إلى ثلاثة أشهر.

ما أكبر تحدٍّ واجهتِه أثناء القيادة في السعودية؟

لا أعتبرها تحديات، ولكن أعتبرها أكبر المغامرات التي واجهتها، وهي قطع مسافة بنحو 975.24 كم من دبي إلى الرياض، حيث كانت مدة الرحلة تقريبا 12 ساعة. سبق لي أن خضت رحلات على طرق كاليفورنيا Road Trips)) إلى حدائق وغابات عامة تبلغ فيها مسافة الرحلة نحو 500 كم، أي تقريبا 6 ساعات. أعتبر رحلات الطرق فريدة من نوعها، لأني تعرفت إلى طبيعة المملكة العربية السعودية، وشاهدتها عن قرب. قد تكون الصعوبة الوحيدة التي واجهتها هي خوف من انقطاع الوقود، فكلما مررنا من محطة توقفنا فيها لتعبئة الوقود تفاديا لذلك.