جيل جديد يرسم معالم صناعة الموضة ضمن "هي هَب"

جيل جديد يرسم معالم صناعة الموضة ضمن "هي هَب".. إعادة تعريف عصر الحداثة الشاملة

12 يوليو 2023

غالبا ما يوحي لنا الحديث عن عالم الموضة والأزياء بالراحة والرفاهية والجمال وقد يبدو لنا أن العاملين في هذا المجال من أكثر الناس حظا في هذا العالم. كيف لا ونحن نرى كل هذا التألق في أسابيع الموضة وعروض الأزياء ونحن نحس بتلك السعادة الكبيرة التي تغمر وجوه من يرتدون أحلى الفساتين وأرقى الأزياء على السجادة الحمراء في إطلالات خلابة وفاتنة تأخذنا إلى عالم جميل مليء بالأحلام. هكذا هي الأمور تبدو جميلة وبسيطة من الخارج لكن قد يكون للعاملين في مجال صناعة الموضة رأي آخر.  

 

 

ولذلك، ضمن فعاليات مؤتمر "هي هب" للفن والموضة والثقافة في نسخته الثانية الذي تم تنظيمه في حي جاكس في الدرعية، في مدينة الرياض، بالمملكة العربية السعودية كان لنا موعد مع خمسة 5 لامعة في المجال، من بلدان وثقافات مختلفة لنتعرف معهم على كواليس هذه الصناعة ضمن جلسة حوارية شبابية ونقترب أكثر من مساهماتهم وبصماتهم الخاصة في تغيير واقع صناعة الأزياء أو بالأحرى تشكيل واقع جديد يستوعب الأجيال الجديدة وطموحها في الاشتغال في المجال وسط محيط أكثر انفتاحا وتقبلا للاخر والاختلاف بصفة عامة.

جيل جديد يرسم معالم صناعة الموضة ضمن "هي هَب"

 

أدارت جلسة النقاش التي حملت اسم "أصوات جيلٍ جديد تبلور مستقبل قطاع الموضة" السعودية نور طاهر، الشريكة المؤسسة لشركة good intentions. وهي عبارة عن حراك إبداعي عالمي أنشأته مع المنتج سويز بيتز الحاصل على جائزة غرامي. وسبق لنور أن عملت مع جورجيو أرماني ونايكي وذا لوفر بالإضافة إلى وكالات متعددة الجنسيات مثل JWT  و TBWA. وقد سعت نور إلى نقل مفهومها الخاص لتبادل الثقافات إلى بلدها السعودية وهو ما تم عن طريق إقامة مشاريع مثل جدة آرت بروميناد وحدث women to women  مع النجمة العالمية أليشيا كيز والأميرة ريما بن بندر وتطبيق أمازون أليكسا بالإضافة إلى حدث AIUIa on wheels الذي يعتبر أحدث مشروع لها. كما تساهم نور في العديد من المبادرات الخيرية في المملكة.

جيل جديد يرسم معالم صناعة الموضة ضمن "هي هَب"

 

في هذا اللقاء، تعرفنا على مفهوم "الحصول على ملكية الثقافة" مع غريس لادوغا، ذات الأصول النيجيرية والمعروفة باشتغالها على إدراج تاريخ الأسلوب الإفريقي الغني في الموضة. شاركت غريس في تأسيس شركة إدارية واستوديو للثقافة العالميةMetallic Inc . والتي تساعد من خلالها المبدعين والمصممين ذوي البشرة الداكنة بإتاحة فرص أفضل للنجاح عن طريق المساعدة على تسليط الضوء على هذه المواهب الطموحة وتقديم المنح والبرامج والتوجيهات لها من أجل المضي قدما في المجال. كما أطلقت حدث Homecoming Festival للتبادل الثقافي. والذي تحرص من خلاله على تقديم المواهب الإفريقية إلى العالم من خلال مجموعة من الأنشطة الثقافية والعروض الحية في لاغوس، نيجيريا.Homecoming Festival

جيل جديد يرسم معالم صناعة الموضة ضمن "هي هَب"

 

 كما تحدث الضيوف عن أهم الصعوبات التي واجهتهم في بداية مشاوارهم في مجال الموضة والأزياء في ظل اختلافاتهم الثقافية والعرقية وعن فرق الاشتغال في المجال بين الماضي والحاضر. وعن الإنجازات التي استطاعوا تحقيقها برغم كل التحديات. ونذكر هنا ضيفنا منسق الأزياء كارلوس نازاريو، الذي نجح في أن يكون أول منسق من ذوي البشرة الداكنة من أمريكا اللاثينية، يصمم غلاف مجلة فوغ الأمريكية. وقد اعتبره مجلس مصممي الأزياء الأمريكي كواحد من المصممين الذين يشكلون مستقبل الموضة. عمل كارلوس مع أكبر الأسماء في عالم الموضة والجمال. بمن فيهم ريهانا وزوي كرافيتز وبيلا حديد ونعومي كامبل وغيرهن. و«لا يبدو أن صناعة الأزياء تكتفي من كارلوس نازاريو» كما ورد في عبارة على مجلة نيويورك. ويشغل كارلوس حاليا مناصب عدة من بينها محرر مساهم في مجلة فوغ الأمريكية. ومدير قسم الموضة في دار Hood by Air.

جيل جديد يرسم معالم صناعة الموضة ضمن "هي هَب"

الاستلهام من الخلفية الثقافية لمصمم الأزياء قد تكون موضع انتقاد في بعض الأحيان ولا يتم تقبلها بسهولة. إلا أنه بالنسبة لإدفين طومسون، القادم من جامايكا. فهويته الثقافية جزء لا يتجزأ من شخصيته ورؤيته العامة. وبالتالي فهي تنعكس في عمق تصاميمه. ويعتبر إدفين المؤسس والمصمم لدار الأزياء المعاصرة theophilio التي يقع مقرها في بروكلين، بنيويورك.والتي تمجد أزياؤها أصوله وهويته الثقافية. كما تدمج بين حنينه إلى سنوات شبابه في جمايكا والثقافة الحديثة لمدينة نيويورك. ومن خلال الألوان والأشكال التي يعتمدها، فهو يجسد معنى الاحتفال بالحياة بعد التغلب على العقبات. مما يجعل "ثيو فيليو"، ليس فقط دار أزياء، بل سيرة حياة واقعية قابلة للارتداء.

جيل جديد يرسم معالم صناعة الموضة ضمن "هي هَب"

 

وعلى الرغم من كل الصعوبات والتحديات التي واجهتها فاني بورديت دونون وأمثالها من أصحاب البشرة الداكنة أو القادمين من بلدان نامية. تؤكد فاني أنها متفائلة بالتغيرات التي شهدها المجال خاصة في ظل وجود جيل طموح من الشباب يعمل بجد ويسعى إلى إثبات وجوده وإحداث التغيير. والدليل هو ما وصلت إليه اليوم بصفتها مديرة العلاقات العامة الدولية ومديرة المشاريع الخاصة لديور بيوتي. كما تعمل عن كثب مع سفراء الدار. بمن فيهم بيلا حديد. ويذكر أن فاني بورديت دونون ترعرت في افريقيا على الرغم من ازديادها بفرنسا. إلا أنها عادت إليها لتلتحق بالجامعة في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين من أجل دراسة القانون. لكنها سرعان ما اكتشفت أن العمل في مجال الموضة هو الأحب إلى قلبها. فانتقلت إلى لوس أنجلس لمتابعة حلمها. ثم سافرت إلى نيويورك للعمل. هناك التقت بجيروم بوليس مدير قسم الاتصالات الدولية في ديور خلال مأدبة عشاء ليعرض عليها المنصب الذي تشغله حاليا.