العارضة الشهيرة آمبر فاليتا

العارضة الشهيرة آمبر فاليتا ضمن "هي هَب": ما يحدث في عالم الأزياء يستنزف كوكبنا ويكلفنا غالياً

12 يوليو 2023

من الصعب إعطاء رأي في شيء لازلت طرفا فيه، لكي لا يقال عني منافقة، لكنني سأعطي لنفسي هذا الحق بما أنني مازلت طرفا فيه" تقول آمبر فاليتا، عارضة الأزياء الأميركية الشهيرة، معتبرةً: "إن ما يحدث في عالم الأزياء هو استنزاف لكوكبنا ويكلفنا غاليا".  هذه الآراء أطلقتها العارضة الشهيرة خلال جلسة نقاش وحوار ضمن فعاليات النسخة الثانية من "هي هَب" مؤتمر الموضة والثقافة والفن والذي أقيم في الدرعية، الرياض حيث تحدثت مع الصحافية جميلة حلفيشي عن أهمية الاستدامة والممارسات الأخلاقية كطريقة تفكير.

تعتبر آمبر فاليتا إحدى أيقونات الجمال وواحدة من بين أشهرعارضات الأزياء في العالم. إذ كانت الوجه الإعلاني للعديد من العلامات التجارية المشهورة بما فيها: جورجيو أرماني وشانيل ولويس فويتون وبرادا وفالينتينو وغوتشي وفيرساتشي وغيرها بالإضافة إلى أشهر العلامات الخاصة بالمواد التجميلية. كما ظهرت على غلاف العديد من مجلات الموضة العالمية الشهيرة. من أبرزها مجلة فوغ الإيطالية،  وقد تم اختيار صورتها كواحدة من أكثر الصور الأيقونية لهذه المجلة سنة 2014. هذا بالإضافة إلى تألقها في العديد من الأفلام كممثلة.

بعد توقف عن مشاركاتها لسنوات في أوج سنوات عطائها ونجاحها، بسبب ظروف شخصية وعائلية قررت آمبر العودة لمجال صناعة الأزياء واستثمار اسمها وشهرتها وجمالها للتأثير وإحداث تغيير في المجال. لكن هذه المرة من خلال الدفاع عن فكرة "التنمية المستدامة" في مجال الأزياء، خاصة وأنها استأنفت دراستها الجامعية في مجال السياسة والبيئة في الفترة التي توقفت فيها. ونعني بالتنمية المستدامة "التنمية التي تفي باحتياجات الوقت الحاضر دون المساس بقدرة الأجيال المقبلة على تلبية احتياجاتها الخاصة" حسب تعريف الأمم المتحدة (20 آذار 1987).

العارضة الشهيرة آمبر فاليتا

 

ما هو الثمن الحقيقي؟ 

تقول آمبر، أنه حان الوقت لنسأل أنفسنا ونحن نشتري لباسا... ما هو الثمن الحقيقي الذي ندفعه بالمقابل؟ في إشارة إلى الأضرار التي يسببها إنتاج الازياء على المستوى البيئي. كما دعت الجهات المعنية من شركات خاصة بالأزياء وأيضا الحكومات إلى تحمل مسؤولية ما يحدث بكل شجاعة. من خلال الحديث والتوعية عن الموضوع بشكل أكبر والأهم من ذلك أخذ زمام الأمورمن أجل تغيير الأوضاع نحو الأحسن.

"الحرص على الاستدامة في صناعة الأزياء قد يكون مكلفا للعديد من العلامات التجارية، خاصة وأنه يتعارض مع سياساتها الربحية التي تنبني سواء على وفرة الإنتاج أو طبيعة المواد المستعملة أو حتى في ما يتعلق بمسارات الإنتاج وغيرها. ومن تم فإن تعاملها بعضها مع موضوع الاستدامة قد يكون مجرد "ترند" يمكن أن تتخذ منه عنوانا لمسايرة الرأي العام أو مرحلة معينة." تجيب آمبرعن هذا الاحتمال، بالقول أن موضوع الاستدامة يختلف عن باقي المواضيع التي تشغل الناس وتكون محط نقاش. كون أن واقع التغير المناخي أصبح جديا. وبالتالي وجب التعامل معه بحذر شديد. خاصة وأننا أصبحنا نرى نتائجه السلبية على أرض الواقع كما أن القادم يعد بالمزيد. بالإضافة إلى أن تسليط الضوء عن الموضوع هو في زيادة وليس العكس. مقارنة فترة عودتها إلى المجال التي لم يكن أحد يتكلم عنها بالفترة الحالية التي تغير فيها التعاطي مع الموضوع إلى الأحسن حسب تعبيرها. و"إذا ما تمادينا فما الفائدة اللباس والتأنق في عالم ومجتمع غير صحيين"، تضيف آمبر.

العارضة الشهيرة آمبر فاليتا

 

تنوع أكبر 

وجوابا عن سؤال حول الفرق في عروض الأزياء بصفة عامة بين الفترة التي انشهرت فيها والفترة الحالية، تقول آمبر أن فترة الثمانينات عرفت نهضة على أكثر من مستوى سواء الأزياء أوالموسيقى أوالفنون وغيرها. وعلى الرغم من وجود ضغوطات إلا أنها كانت جميعها تصب في منحى الجو التنافسي المساعد على تطوير وإثبات الذات عكس ما تراه حاليا وهو جو يغلب عليه طابع التوتر والإجهاد بسبب ما أضحى يعرف بالموضة السريعة التي تغذيها التكنولوجيا الحديثة وما أصبحت تفرضه وسائط التواصل الاجتماعي من حضور كبير ومستمر. وهو ما يؤثر سلبا ليس فقط على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ولكن أيضا على مستوى الصحة النفسية للعاملين في مجال الأزياء. أما من الناحية الإيجابية، فقد أشارت آمبر إلى وجود تنوع أكبر في عروض الأزياء في الفترة الحالية. وذلك على مستويات عدة بما فيها تنوع لون البشرة والعرق والأحجام والعمر كذلك. خاصة وأنه لم تكن تعطى الفرصة للعارضات الأكبر سنا بالظهور بشكل كبير. والدليل هو عودتها لمجال عروض الأزياء على الرغم من تقدمها في السن دون أي عراقيل.

العارضة الشهيرة آمبر فاليتا

 

وفي الختام، تؤكد فاليتا أن مجال الأزياء يجب أن يكون مجالا ممتعا. ومن المؤسف أن نرى كيف أن الموضة التي لطالما منحتنا شعورا جميلا تتحول لتصبح الأكثر ضررًا على البيئة. ومع ذلك، لايزال الوقت لتدارك الأمر. "هذا ليس مستحيلا" تقول آمبر :"ونحن مبدعون! فلماذا نحد من أنفسنا في مجال غني وجميل وقوي ويخلق فرصا كبيرة للعمل؟"