ريادة الأعمال النسائية: مسألة تعليم

بقلم دانييل هينكل، مديرة ومؤسسة  Daniele Henkel Inc.

ربما مثلكِ، أنا أجمع بين عدّة نساء. شقيّت طريقي في عالم الأعمال النسائية، لكنني أولاً وأخيراً، والدة وجدّة فخورة. مُخطئ من يظّن أن الأمر كان دائماً سهل، فحتى اليوم، كانت مسيرتي مليئة بالتحديات. 

في بداياتي، تخطيّت الحدود، بالمعنى المجازي والحرفي للكلمة. بما أنني مهاجرة، وابنة مهاجر، أصبحت قدرتي على التكيّف طبيعية. بهدف تطوير نفسي وحسّ القيم لديّ، اعتمدت على قوّة والدتي وشجاعتها ومثاليتها التي يحتذى بها. كانت أوّل معلّم لي في الحياة.
أؤمن أن الركن الأساسي للتعليم هو في المنزل. بدورها، تُعتبر المدرسة ركاناً أساسياً في المجتمع، لكن يجب أن نتعلّم القيم مثل الحبّ والأصالة والتعاطف من عائلاتنا. 

كآباء نُعتبر قدوة لأطفالنا، ومرآة لهم. لذلك، من المهم أن نغرس قيم العدالة والمساواة لدى بناتنا وأبنائنا في سنّ مبكرّة. وفي حال لم تتلقى الفتيات كما الفتيان التعليم ذاته، سيخلق ذلك لديهم التمييز بين الجنسين حتماً. لذا، أحثّ الأهل ليكونوا قدوة في المنزل. دعونا نشجّع الشباب والشابات على تجاوز توقعات المجتمع التي تحدّ من طموحاتهم. 

سيسمح لنا ذلك بإلغاء التمييز بين الجنسين، وبالتالي سنجذب المزيد من المواهب النسائية في مجالات العلوم، والذكاء الاصطناعي، والسياسة وعالم الأعمال.

كنساء علينا دخوال عالم الأعمال بثقة وفخر، لم نعد بحاجة لإقناع أنفسنا بأننا قادرات لأن هذا الأمر أصبح واقعاً. أنه وقت العمل.

وباعتباري سيدة أعمال، يمكنني أن أشهد بكلّ أمانة أن الريادة في عالم الأعمال لن تكون نهراً هادئاً، فكل تجربة نمّر بها وكل عقبة تواجهنا، ستساعدنا في اكتشاف قدراتنا الكاملة لنكون جاهزات للتألّق كرائدات في عالم الأعمال. لكننا، يجب أن نتقبّل المساعدة من الآخرين أحياناً، كما يفعل زملاؤنا الرجال. 

في حال أسستي عملاً أو ترغبين بذلك، أُهنئكي! لكن دعيني أقترح عليكِ مهمّة أخرى: مررّي الشعلة المقدسّة للأجيال الصاعدة اذ يجب أن ننقل قيمة مهنتنا الى جيل الشباب. 

لم تبقى سوى نساء قليلات في عالم الأعمال. يجب أن نقوم بدور فاعل في عمليّة التغيير. وفي هذا المجال أشجّع على تطوير التوجيه. 

قُدن من سيخلفنا وعبدّن لهم الطريق. برهنّ لهنّ أن ريادة المرأة في مجال الأعمال أمر طبيعيّ. أظهرن لهن أنهنّ يملكون الجرأة والروعة تماماً مثل زملائهم الرجال. هذا ما أحبّ أن أسميّه "مثال يحتذى به". 

أخيراَ، أود أن أضيف أنه على المجتمع بأكمله أن يربي بناتنا. وكما سبق وقلت إن التعليم يبدأ في المنزل، لكنّه يستمّر خارجه. 

دعونا ندعم الدور الذي يقوم به الأساتذة لأنهم أوّل من سيوجّه أبناءنا. إذا قمنا بجهود متضافرة الآن، ستتمكنّ النساء من اخذ مكانهنّ في البرلمان وشغر مراكز سياسية متقدّمة في المستقبل القريب. ولما لا المزيد من النساء في المهن التي يسيطر عليها الرجال وعدد أكبر من الرجال في المهن التي تهيمن عليها النساء؟ 

أثق أن الغدّ سيحمل فرصاً متكافئة لأبنائنا وأحفادنا وأن التمييز بين الجنسين سيصبح من الماضي.