وضع الحدود مع الأصدقاء .. متى وكيف

دفء الصداقة لا يلغي حاجتك لوضع الحدود مع الأصدقاء ..تابعي كيف؟

ريهام كامل

بعض الأصدقاء كالشمس، يضيئون حياتك مهما ابتعدوا؛ تظل الصداقة من أقوى الروابط التي نعتز بها. لا يمكن أن تدوم الحياة بلا حب الأصدقاء، لكن هل فكرت يومًا في أن الحفاظ على صداقاتك قد يتطلب منكِ أحيانًا أن تقولي "لا"؟ وبخاصة في ظل الوعي المتزايد بالصحة النفسية وتقدير الذات، ومع الأخذ في الاعتبار الضغوط الحياتية التي ترافق سرعة وتيرة الحياة. اليوم، أصبح وضع الحدود في الصداقة ليس فقط ضرورة، بل مهارة نفسية يجب أن تملكينها لأنها سبيلك في تعزيز التوازن وحماية علاقاتك وتعزيز صحتك النفسية.

في هذا المقال المهم الذي ينتظره كثيرون، يُسعدني أن أساعدك غاليتي على وضع حدود في كل صداقة تحرصين عليها، وأن أوجهك في كيفية تكوين جسور قوية من خلالها، لتصبح الصداقة أعمق وأكثر صدقًا، ولتسير العلاقة مع الأصدقاء بشكل مرن ودون حواجز تحول بينك وبين من تحبين بصدق سواء بدافع الصداقة أو الأخوة. من خلال إفادة الدكتورة جيسيكا ريوس-حبيب، الأخصائية النفسية في مركز Thrive Wellbeing.

وضع الحدود مع الأصدقاء قد يحمي الصداقة
وضع الحدود مع الأصدقاء قد يحمي الصداقة

ما أهمية وضع الحدود في الصداقة؟

قد يبدو الحديث عن "وضع الحدود في الصداقة" وكأنه موضوع معقد أو غير مألوف، لكنه في الواقع أنه يمثل تحولًا نفسيًا ضروريًا نحو علاقات صحية تقوم على الوضوح والتوازن العاطفي. فالصداقة، رغم بساطتها الظاهرة، تحتاج إلى قواعد تحفظ خصوصية كل طرف وتحمي مشاعره، وهنا أؤكد على ضرورة حماية المشاعر بين الأصدقاء!

في هذا الصدد الهام، تؤكد الدكتورة جيسيكا ريوس-حبيب، الأخصائية النفسية في مركز Thrive Wellbeing، أن الحدود ليست أدوات للسيطرة أو الإقصاء، بل علامات واضحة تساعد كل فرد على تحديد ما يقبله ويرفضه، وعلى حماية طاقته العاطفية من الاستنزاف أو الهدر.

كيف نفرق بين وضع الحدود مع الأصدقاء والتباعد العاطفي؟

يخلط كثيرون بين "وضع الحدود في الصداقة" والانغلاق أو البرود العاطفي. غير أن الفارق كبير جدًا، كما توضحه الدكتورة ريوس-حبيب؛ فالحواجز تعزل، أما الحدود فترسم مساحات للتفاهم والاحترام. إنها لا تتعلق بإملاء الأوامر، بل بتحديد احتياجاتك ورغباتك، وحمايتها من الاستنزاف والابتزاز العاطفي.

متى تحتاجين إلى وضع حدود في صداقاتك؟

هناك مؤشرات واضحة تدل على أن الوقت قد حان لتعيد تقييم حدودك مع الأصدقاء، منها:

  • عند استهلاكك عاطفيًا بسبب طلبات الدعم المستمرة من صديق.
  • عندما تكونين دائمًا من يبادر بالتواصل والتنظيم، دون أي مبادرة من الطرف الآخر.
  • عندما تشعرين بأنك غير مسموعة أو مهمشة في العلاقة.

إذا راودتكِ هذه المشاعر غاليتي، فهذا يعني أن "وضع الحدود في الصداقة" بات ضرورة للحفاظ على راحتك النفسية.

وضع الحدود مع الأصدقاء لا يعني البرود العاطفي أو العزلة بعيدًا عنهم
وضع الحدود مع الأصدقاء لا يعني البرود العاطفي أو العزلة بعيدًا عنهم

كيف يمكنكِ وضع الحدود مع الأصدقاء؟

غاليتي، اعلمي أنكِ أنتِ لستِ بحاجة إلى إنهاء علاقة صداقة لمجرد أنك تشعرين بالإرهاق منها. بدلاً من ذلك، يمكنك اتباع هذه الخطوات العملية التالية لوضع حدود صحية في الصداقة، والتي أرشدتنا إليها الدكتورة جيسيكا ريوس حبيب، هذه الخطوات هي:

  • ابدأ بالوعي الذاتي، انتبه لمشاعرك. هل تشعر بالذنب عند قول "لا"؟ هل تُلغي احتياجاتك لتجنب الصراع؟
  • وضح قيمك، واسألي نفسكِ، "هل هذه العلاقة تتماشى مع أهدافي وهويتي؟ هل تخدمني نفسيًا؟
  • تخلي عن الشعور بالذنب، لأن وضع الحدود لا يعني الأنانية، بل هو تعبير عن احترام الذات.
  • افهمي الأسباب الجذرية التي تقف وراء الخوف من الرفض أو الصراع، والتي تحول بينك وبين  اتخاذ موقف، لأن إدراك هذه المخاوف يساعدك على النمو.
  • اختاري طريقة التواصل بعناية، استخدم عبارات تبدأ بـ "أنا"، وكوني واضحة ولطيفة في الوقت نفسه. لا بأس من بعض التوتر المؤقت إذا كان هدفك الحفاظ على العلاقة على المدى البعيد.

هل تتغير الحدود مع الوقت؟

نعم. تؤكد الدكتورة ريوس حبيب، أن الحدود ليست قوانين جامدة، بل أدوات مرنة تتطور مع مراحل الحياة المختلفة. فالصداقة ليست علاقة ثابتة، بل كيان حي يتغير مع تغيرنا، ومع كل مرحلة نحتاج إلى تقييم احتياجاتنا وتحديث حدودنا بناءً على ذلك.

متى يكون وضع الحدود مع الأصدقاء ضرورة ملحة؟

في حال كانت علاقتك ببعض الأصدقاء تشكل خطرًا على سلامتك النفسية أو الجسدية، فإن وضع الحدود يجب أن يكون وحاسمًا وعلى الفور، وقد يتطلب ذلك دعمًا من مختصين. أما في العلاقات العادية، فالغرض من الحدود ليس الانفصال، بل الحفاظ على العلاقة بروح من الاحترام والتفاهم.

عبارات جميلة عن الأصدقاء

 إليكِ غاليتي هذه العبارات الجميلة عن الأصدقاء والصداقة:

  • الصداقة ليست عددًا من الأصدقاء، بل قلوب تعانق روحك وتمنحك الأمان.
  • الصديق الحقيقي هو الذي يرى ألمك في صمتك، ويفهمك دون شرح أو كلام.
  • الأصدقاء الأوفياء هم العائلة التي نختارها بأنفسنا.
  • الأصدقاء الحقيقيون باقون لا يذهبون مع الشدائد، ولا يتغيرون مع تغيير الحال.
  • الصداقة لا تُقاس بطول السنين، بل بعمق المواقف وصدق المشاعر
وضع الحدود مع الأصدقاء طوق نجاة لحماية الصداقة
وضع الحدود مع الأصدقاء قد يكون طوق نجاة لحماية الصداقة

خلاصة القول:

إن وضع الحدود في الصداقة لا يعني الابتعاد أو جمود المشاعر أو البرود في التعامل مع الأصدقاء والصديقات ، بل هو خطوة نحو صداقات أكثر عمقًا وصحة. لذا، عليكِ بحماية مشاعرك، وتوضيح احتياجاتك، فأنتِ ببساطة شديدة تستحقين علاقات صحية ودافئة وحقيقية قائمة على التوازن، والاحترام، والرعاية المتبادلة.

مع تمنياتي لك ِبصداقات حقيقية ودافئة بعيدة عن الصدمات والخيبات،،،