هل توجد مخاطر صحية بسبب ارتفاع سن إنجاب الرجال للمرة الأولى

يبدو أن الآباء الجدد قد أصبحوا أكبر عمرا مقارنة بما كانوا عليه في الماضي، وهو ما أكده باحثون في جامعة ستانفورد قاموا بدراسة بيانات عن عدد 168،867،480 ولادة لأطفال أحياء في الولايات المتحدة، خلال الفترة ما بين 1972 إلى 2015، ووجدوا أن متوسط عمر والد الأطفال المولودين حديثا قد أصبح 30.9 عاما  بينما كان في عام 1972 يقدر بمتوسط 27.4 عاما.

ظاهرة الآباء الأكبر سنا

ظاهرة الآباء الأكبر سنا لا تقتصر فقط على الولايات المتحدة، فطبقا لما نشرته صحيفة نيويورك تايمز في تقرير لها، فإن هذه الظاهرة تتواجد في دول أخرى مثل ألمانيا التي ارتفع متوسط عمر الآباء الجدد فيها من 31.3 عام إلى 33.1 عام في التسعينات، وكذلك إنجلترا التي لوحظ فيها ارتفاع متوسط عمر الآباء الجدد نفس الشيء أيضا في عام 2003 حيث وصل عدد الآباء الذين تزيد أعمارهم عن 35 عاما إلى نسبة 40% من إجمالي عدد الآباء لجميع المولودين في البلاد في ذلك العام في مقابل 25% فقط قبل عشر سنوات.

إذا متوسط أعمار الآباء بما في ذلك الآباء للمرة الأولى أصبح مرتفعا مقارنة بالأعوام الماضية، فما الذي يعنيه ذلك بالنسبة للآباء وأطفالهم؟ وهل هناك مخاطر صحية بسبب ارتفاع سن إنجاب الرجال؟

علاقة بين الطفرات الجينية المورثة للأطفال وبين عمر الآباء

في عام 2016، نشرت مجلة " Men’s Health" تقريرا لها ذكرت فيه أن إنجاب الرجال في الثلاثين من عمرهم يزيد من خطر توريثهم لذريتهم متوسط 55 طفرة جينية، وأن عدد الطفرات الجينية التي يورثها الآباء في الثلاثين لأبنائهم يزيد بتقدمهم في العمر، وبالرغم أن هذه الطفرات لا تسبب جميعها مشكلات صحية، إلا أن بعضها قد يسبب صعوبة في الحمل أو الإنجاب أو يقلل من فرصة اكتمال الحمل للنهاية دون إجهاض.

كبر سن الآباء يرفع خطر ولادة طفل مصاب باضطراب الغدد العرقية

وهناك أيضا زيادة خطر مولد طفل مصاب باضطراب في الغدد العرقية للآباء الأكبر عمرا والذي يزيد من خطر إصابة طفل واحد باضطراب في الغدة الدرقية من كل 15 ألف طفل لدى الرجال الأصغر سنا، إلى خطر إصابة طفل واحد باضطراب في الغدة الدرقية من كل 1923 طفل لدى الرجال عند وصولهم لسن الخمسين، كما تحدثت إحدى الدراسات عن زيادة خطر إنجاب طفل يعاني من انفصام الشخصية أكثر من أربعة أضعاف في حالة الآباء الذين تزيد أعمارهم عن 50 عاما. 

ارتفاع مخاطر ولادة أطفال مصابين بالتوحد أو السرطان

الدراسات تحدثت أيضا أنه وبمجرد أن يصل سن الرجل إلى 40 عاما، فإن احتمالية إنجابه لطفل مصاب بالتوحد ترتفع من 1 من كل 1000 إلى 1 من كل 174، ولسوء الحظ، فإن معدلات الإصابة بالسرطان بين الأطفال تميل إلى الارتفاع أيضا مع تقدم آبائهم في العمر.

مخاطر الإنجاب في سن متأخر يمكن تجنبها

الخبر الجيد هنا أن مخاطر الإنجاب في سن متأخر يمكن تجنبها عن طريق قيام الآباء المستقبليين الأكبر سنا في الخضوع لفحص طبي للحيوانات المنوية للكشف عن الطفرات في الحمض النووي أو يمكنهم اللجوء إلى التلقيح الاصطناعي والذي يستخدم فيه تقنية تعرف باسم إعادة التشخيص الجيني للكشف عن وجود الأمراض الوراثية في كل جنين قبل أن يتم زرعه في رحم المرأة.