
بروح الماضي ولغة الحاضر فصل جديد من قصّة Bee de Chaumet يرويه لـ"هي" تشارلز ليونغ
حوار: Mai Badr
تحت قيادة "تشارلز ليونغ" Charles Leung الرئيس التنفيذي لدار "شوميه" Chaumet، تواصل الدار الباريسية العريقة تجديد رموزها التاريخية بأسلوب معاصر يعــكــس عمـــق هُـــويتـها. وفي طليعة هذا ، تبرز مجموعة "بي دو شوميه" Bee de Chaumet لعام 2025، فتعيد ترجمة رمزية النحلة وقرص العسل بتصاميم تنبض بالحركة والحياة. من خلال هذه المجموعة، لا تكتفي الدار بإحياء رمز رافقها منذ عهد "نابليون"، بل تضفي عليه بعدا إنسانيا معاصرا يتجاوز الجمال الخارجي ليلامس مشاعر الاتّحاد والانتماء. كل قطعة من الذهب المصقول والماس المتألّق تحمل رسالة عن القوة في التآزر، وعن الفخامة الهادئة التي تنبع من الرقي غير المرتبط بزمن. مع "ليونغ"، نغوص في عالم "بي دو شوميه" الذي يفتح آفاقه اليوم أمام مجوهرات راقية وباهرة وقطع رفيعة عصرية، متمسّكا بمعانيه العميقة وحرفيته المتفوقة.

لطالما عُرفت دار "شوميه" بتصاميمها المستوحاة من الطبيعة، ووجود رمزية النحلة وقرص العسل في صميم إرثها. ما الذي يبقي هذه الرموز ثابتة وصامدة؟ وكيف تطوّرت لتعكس قيم الدار ورؤيتها المعاصرة؟
منذ بداياتها، استمدت "شوميه" إلهامها من رمزية النحلة، بعــدمــــا اختـــــارهـــــا "نابليون" الأول شعارا إمبراطوريا. ومن هنا، أصبح رسم النحلة جزءا لا يتجزأ من هويتنا البصرية ومعجمنا الأسلوبي.
لكن النحلة أيضا رمز عالمي، وقد تناولتها دور مجوهرات أخرى بطرقها الخاصة، وانطلاقا من تاريخها وجمالياتها. ومع أننا لا نشعر بأن علينا أن نبرر هذا الاختيار، وجدنا من المهم أن نثبت خصوصية نحلة "شوميه"، ونؤكد تفردها. نحلتنا، الحرّة والمليئة بالحياة، تجسّد فكرة الطبيعة المتحركة التي نقدّرها ونسعى إلى الحفاظ عليها.
منذ الإمبراطورية الأولى، كانت النحلة رمزا لدار "شوميه"، ممثلة الطبيعة والقوة في الوقت نفسه. كيف تطوّر هذا الرمز على مر العقود؟ ولماذا ما زال يحمل معاني عميقة اليوم؟
في عالم اليوم، يشعر الكثيرون منّا بالوحدة والعزلة، ونزداد انفصالا بعضنا عن بعض. إذا نظرنا إلى النحلة، يلفتنا أنها تعمل طبعا بشكل فردي، ولكنها تعود في نهاية المطاف إلى عائلتها. ويحافظ النحل معا على الحسّ الجماعي والوحدة، وهذه الروح المشتركة هي مصدر قوّته. على الرغم من صغر حجمها، لدى النحلة قدرة على مواجهة خصوم مفترسين أقوى وأضخم بكثير. أحبّ أن يشعر من يضع قطعة من "بي دو شوميه" بأنه ليس بمفرده، بل ينتمي إلى مجتمع مترابط.
انتقلت نحلتكم من مجموعة "بي ماي لوف" Bee My Love إلى "بي دو شوميه"، واقفة بين مجموعات الدار الأكثر أيقونية. ما الذي يرمز إليه هذا التحوّل بالنسبة إلى رؤية "شوميه" للمجوهرات الراقية المعاصرة، مع بقائها وفية لإرثها؟
هذه السنة مهمّة للغاية بالنسبة للدار، إذ نسلط الضوء على القوة الإبداعية التي تمثلها مجموعة "بي دو شوميه"، لكونها مجموعة أيقونية لدار "شوميه" بقدر ما هي أيقونية في عالم المجوهرات عموما. إنها فرصة لنعبّر عن إبداعنا بشكل أقوى ومع رؤية دائمة التجدد. وهنا يتبادر إلى ذهني قول في رواية "الفهد" للكاتب الإيطالي "جوزيبي توماسي دي لامبيدوزا": "يجب أن يتغير كل شيء لكيلا يتغير شيء".
أعدتم تصوّر مجموعة "بي دو شوميه" لعام 2025 مع إبداعات جريئة جديدة. ما الرؤية وراء هذا التطوّر؟ وكيف تعزّز السرد الإبداعي للدار؟
منذ انطلاقتها عام 2011، والمجموعة في تطوّر دائم. أضفنا تصاميم ووظائف جديدة في المواسم المتعاقبة، مع الحفاظ على جوهر "بي دو شوميه" وما يجعلها متفرّدة: المزج بين الـــذهب المــصـقــــول والــمـــاس المتــلألئ، والطابع الغرافيكي، إضافة إلى رمزَي النحلة وقرص العسل اللذين يزدادان بروزا وأهمية.
انضمت قطع أكثر فخامة مثل العقد العريض، وقطع أكثر عصرية مثل الأقراط المطوّقة للأذن إلى تشكيلة الخواتم والأساور الأصلية، مع الحفاظ على استمرارية في التصميم.
صُمّمت "بي دو شوميه" لتكون متعددة الاستخدامات وفي الوقت نفسه شخصية جدا. كيف تأملون أن يتفاعل العملاء مع هذه القطع على الصعيد العاطفي، وفي تعبيرهم الذاتي؟
تظلّ النحلة وخلية العسل هي العناصر الجوهرية، ليس من حيث الشكل فقط، بل من حيث المعنى الذي تحملانه أيضا، والذي يتجلّى في مشهد خلية تُبنى بمرور الوقت، حيث تتآلف الأقراص والنحل في انسجام وتتّحد، وهو ما يلمّح إلى الرغبة في التواصل والانتماء إلى كيان جماعي. هذا هو الانطباع الذي يحمله عملاؤنا من المجموعة، وهو ما يبحثون عنه فيها.
لكل مجموعة مجوهرات راقية قطعة نجمة تلخّص جوهرها. هل هناك قطعة من المجوهرات الراقية ضمن عالم "بي دو شوميه" تشعرون بأنها تُعبّر بأفضل شكل عن رؤيتكم لهذا التطوّر؟
قطع المجوهرات الراقية ضمن "بي دو شوميه" هي عقد البلاسترون العريض، والأقراط الجديدة، والسوار المطوّق للمعصم. سأختار البلاسترون الذي يتميز باحتوائه على 400 ماسة، منها 10 ماسات مقـطــوعــــة بقصّة سداسية حصرية لدار "شوميه"، وبوزن إجمالي يتخطّى 43 قيراطا.
تُعرف "شوميه" بدمجها بين الإبداع الفني والابتكار التقني. هل واجهتم تحدّيات إبداعية أو تقنية خاصة خلال تنفيذ مجموعة "بي دو شوميه"؟
قطع "بي دو شوميه" هي تحف حقيقية للحرفية العالية، وتطلّبت ساعات طويلة من التصميم الدقيق قبل أن تُجمّع وتُلمّع يدويا بعناية. الذهب العاكس بلمعانه والماس المتألّق بقطع بريليانت يبنيان معا تدرّجا ناعما بين الذهب والنور. إن قطع هذه المجموعة الغرافيكية والحسّية في آن معا تتميز بمرونة استثنائية لتكون أشبه ببشرة ثانية خارقة السطوع.
أصبحت منطقة الخليج، ولا سيما السعودية، سوقا مهمّة جدا للمجوهرات الراقية. كيف ترى تطوّر حضور "شوميه" في هذه السوق؟ وأين تكمن فرص النمو في المملكة والخليج؟
شهـدت الدار نموا هائلا في المنطقة خلال السنوات الماضية، وخصوصا في السعودية. ثقافيا، المجوهرات والمجوهرات الراقية حاضرة بقوة في المجتمع الخليجي، وغالبا ما تكون موضوعا مشوّقا للنقاش في المجالس.
وقد أسعدتنا رؤية عملائنا يكتشفون من جديد مجموعاتنا الأيقونية مثل "بي دو شوميه" و"جوزفين"، ويتعرّفون أكثر إلى تاريخ "شوميه" ومكانتها وخبرتها الفريدة في المجوهرات الراقية.
مع 4 بوتيكات في السعودية، حققنا نموا قويا ومتينا، واحتفلنا حديثا بافتتاح بوتيكنا في "سوليتير"، أكبر متجر رئيس لنا في المنـطـــقــــة. ومع ازديــــاد جـــاذبــيــــة المملكة في استقطاب الزوّار من حول العالم لاكتشاف تراثها، نتطلّع إلى استقبال السعوديين والسيّاح على حدّ سواء في بوتيكاتنا خلال السنوات الآتية.
بصفتك الرئيس التنفيذي لدار "شوميه"، ما الجانب الأكثر تشويقا وحماسا في قيادة علامة ذات ارتباط عميق بالثقافة والتراث الفرنسيين؟
لدى "شوميه" تاريخ طويل وأصيل. هي معروفة عالميا بتيجانها، وهذا بحدّ ذاته يعكس التزامنا الثابت بالحرفية الراقـــيــــة. اليوم، يبــــحث الكثــيـــــر من العملاء عن "الفخامة الهادئة"، أي عن قطع عابرة للزمن، وأنيقة، وذات جودة عالية. وهذه فرصة عظيمة بالنسبة لنا لنخدم هؤلاء العملاء بحرفيتنا المتقنة. كما نرغب أيضا في التوجّه إلى جيل أكثر شبابا، ومن أولوياتنا في العقدين المقبلين أن نجذب ونوظّف المواهب الشابة، سواء للعمل في صياغة المجوهرات أو في الجوانب الإدارية والتجارية المتصلة بها.