من عرض CHANEL لصيف 2025

شانيل تكشف عن Nevold... منصة جديدة لإعادة التدوير

نادين منيّر
11 يونيو 2025

بعيدًا عن مجموعات أزيائها المنتظرة، أعلنت شانيل عن مشروع جديد وغير تقليدي. فقد كشفت العلامة عن إطلاق "نيفولد" (Nevold) وهو اسم يدمج بين كلمتي "never old" أي "لا تشيخ أبداً"، وهو مشروع مستقل يركز على تطوير حلول للمنتجات في نهاية عمرها الافتراضي، مثل قصاصات المنسوجات، والأقمشة غير المستخدمة، والمنتجات غير المباعة أو القديمة.

شانيل تدخل مجال إعادة التدوير

تقود "صوفي بروكارت" Sophie Brocart، الرئيسة التنفيذية السابقة لشركة "باتو"، هذا المشروع، والتي انضمت إلى فريق شانيل في يناير. تحت قيادتها، ستصبح "نيفولد" منصة مفتوحة بين الشركات تُعالج مشكلة ندرة الموارد، حيث تُواجه العديد من المنسوجات الفاخرة، بما في ذلك الكشمير والحرير والجلد، تهديدات تغير المناخ، وفقًا لمجلة Business of Fashion.

من عرض شانيل Resort 2026
من عرض شانيل Resort 2026

تأتي هذه الخطوة وسط مخاوف متزايدة بشأن حجم النفايات التي تخلفها صناعة الأزياء. ورغم أن المشكلة غالباً ما تُصوَّر على أنها مقتصرة على "الموضة السريعة"، إلا أن السلع الفاخرة التي يتم إنتاجها بكميات ضخمة بالملايين من الوحدات لها تأثيرها أيضاً.

تُولي الجهات التنظيمية اهتمامًا بالغًا. ومن المقرر أن تُحمّل القواعد الجديدة، بقيادة أوروبا، العلامات التجارية مسؤولية أكبر تجاه النفايات الناتجة عن أعمالها، وتُطبّق إجراءات صارمة على الحل المُفضّل تاريخيًا في عالم السلع الفاخرة: إتلاف السلع غير المُباعة.

من جانبها، قالت شانيل إن مصدر قلقها الأكبر هو ندرة الموارد. فالعديد من أثمن ألياف الرفاهية، مثل الكشمير عالي الجودة والحرير والجلود، باتت مهددة بسبب تغير المناخ، مما يجعل المواد الخام الموجودة في مجموعات الأزياء الجاهزة للموسم الماضي سلعة مستقبلية قيّمة.

وقال برونو بافلوفسكي، رئيس قسم الأزياء في شانيل: "لقد أصبح الأمر أكثر أهمية واستراتيجية بالنسبة لنا. إذا أردنا الاستمرار في الوجود ومواصلة ما نفعله، علينا أن نستبق الأمور ونرى كيف يمكننا إعادة التفكير في فكرة المواد والمواد الخام".

تسويق الاقتصاد الدائري

تعمل شانيل على التحضير لإنشاء "نيفولد" منذ سنوات عدة، حيث بدأت الاستثمار في هذا المجال في عام 2019. ولكنها مستعدة الآن لإطلاق المشروع بشكل كامل، مع طموحات لتوسيع هذا القطاع ليصبح مزود خدمات للشركات (B2B) ومركزاً للبحث والتطوير يركز على تطوير حلول دائرية لصناعة الأزياء.

وهذه استراتيجية مألوفة بالنسبة لشانيل. فقد قامت بالفعل ببناء قسم تصنيع يضم أكثر من 50 مصنعاً وورشة عمل متخصصة في مسعى استمر لعقود لتأمين سلسلة التوريد الخاصة بها مستقبلاً. وتشمل الاستثمارات مشاغل تطريز مثل "ليساج" (Lesage)، ومتخصصين في الريش والزهور مثل "لومارييه" (Lemarié)، وصانع القبعات "ميزون ميشيل"" (Maison Michel) هذه الكيانات تصنع منتجات للعلامة التجارية، لكنها تقدم أيضاً خدمات لشركات أزياء أخرى. وقد عينت الشركة المهندسة والمديرة التنفيذية السابقة في LVMH، صوفي بروكار، للإشراف على عمليات القسم الجديد وتوسعه.

على المدى الطويل، تطمح الشركة إلى أن تكون "نيفولد" جزءاً من "عملية تحول عميقة تعيد التفكير في دورة حياة المنتج بأكملها، وتطور خبرات ومهن جديدة... وتساهم في اقتصاد أكثر دائرية"، حسبما ذكرت الشركة في بيان صحفي.

chanel
تطمح الشركة إلى أن تكون "نيفولد" جزءاً من عملية تحول عميقة وتساهم في اقتصاد أكثر دائرية

في جوهر المشروع ثلاث شركات أنشأتها شانيل أو استحوذت عليها خلال السنوات القليلة الماضية: شركة إعادة التدوير "لاتولييه دي ماتيير" (L’Atelier des Matières)، التي تربط العلامات التجارية بنظام بيئي من الحلول المثلى لنفاياتها من المنسوجات والأقمشة غير المستخدمة والمخزون غير المباع؛ ومصنع الغزل "فيلاتور دو بارك" (Filatures du Parc) الذي يبلغ عمره 50 عاماً والمتخصص في الخيوط المصنوعة من مواد معاد تدويرها؛ وشركة "أوثينتيك ماتيريال" (Authentic Material)  المتخصصة في إعادة تدوير الجلود.

تتمثل الفكرة في أن هذه الشركات ستقوم بجمع النفايات الناتجة عن شانيل وعملاء آخرين وتحويلها إلى "مواد جديدة للغد" يمكن أن تستخدمها الدار، ولكن يمكن أيضاً بيعها لعلامات تجارية وصناعات أخرى.

قال بافلوفسكي: "لا يتعلق الأمر بأن تستعيد شانيل نفاياتها لتصنع منها منتجات لشانيل. بل أن تستعيد شانيل النفايات منها ومن أي جهة في السوق مستعدة لبيعنا النفايات لإعادة إنشاء نوع جديد من المواد". وأضاف بافلوفسكي أن "نيفولد" تدرس عمليات استحواذ لتسريع قدراتها الحالية وتستكشف شراكات مع قطاعات أخرى، مثل الرياضة والضيافة، لضمان حياة ثانية للمواد التي لم تعد تفي بمعايير سوق الرفاهية. على سبيل المثال، وجدت الشركة حتى الآن أن إعادة تدوير الجلد وتحويله إلى مادة مناسبة لصنع حقيبة يد راقية أمر غير ممكن، ولكن يمكن استخدام المنتج النهائي ليحل محل البلاستيك الشائع، مثل الكعوب العالية والتعزيزات للأحذية وحقائب اليد.

تزايد المشاريع نحو إعادة التدوير

شانيل ليست عملاقة الرفاهية الوحيدة التي تخوض في هذا المجال. ففي العام الماضي، كشفت LVMH  إنها أنفقت ما يقدر بـ 200 ألف يورو (225 ألف دولار) لدعم تطوير أنظمة إعادة تدوير مغلقة الحلقة قادرة على تحويل المواد القديمة والمخزون غير المستخدم إلى أقمشة وخيوط جديدة لدور الأزياء والسلع الجلدية التابعة لها. وتتوقع زيادة مستوى استثمارها إلى 300 ألف يورو هذا العام. كما استثمرت شركة "كيرينغ"، في شركة إعادة التدوير الفرنسية "ريفالوريم" (Revalorem) وموقع إعادة البيع "فيستيير كولكتيف" (Vestiaire Collective).

من عرض CHANEL لخريف 2025
من عرض CHANEL لخريف 2025

رفض بافلوفسكي الكشف عن حجم استثمار شانيل في "نيفولد" حتى الآن، أو مستوى الإنفاق الذي تتوقع الشركة تخصيصه لهذا العمل في المستقبل. وقال إنه حتى يصبح المشروع أكثر تطوراً، سيكون مركز تكلفة وليس مصدراً للربح.

وأضاف بافلوفسكي: "ما زلنا بحاجة إلى استثمار الأموال. إنه عمل جديد. ليس عملاً كبيراً، ولكنه شيء أعتقد أننا سنتحدث عنه أكثر فأكثر".