Organic مصطلح يتردد كثيراً

تعرفي معنا على أهم مصطلحات الموضة المستدامة.. معلومات قيّمة سترافقنا في السنوات القادمة لا تفوتيها

ملاك صولي
4 فبراير 2024

اليوم أكثر من قبل، بات يتردد على مسامعنا كثيراً، الموضة المستدامة، الموضة الصديقة للبيئة، أو الموضة الأخلاقية، تتعدد الأسماء، ولكن المضمون واحد، الموضة التي تراعي الأرض وقاتنيها. اليوم في هذا النص، سوف نتعرف أكثر على معاني الموضة المستدامة، الإتجاه الجديد لمجال الموضة اليوم، من ناحية الصناعة طبعاً، ونشر أسلوب الإستهلاك الأخلاقي، والرقابة الذاتية، من أجل تحسين ظروف البيئة التي تتدهور يوم بعد يوم. لكل مجال مصطلحات خاصة، وفي البداية، تكون جميع المصطلحات أو المفردات المستخدمة، جديدة على السمع، ثقيلة أحياناً، ومبهمةً أحياناً أخرى. مصطلحات الموضة المستدامة اليوم تستهلك كثيراً، ولكن قد تكون مجهولة المعنى عند الكثير من الناس، الذين هم بأمس الحاجة لفهمها، وبالتالي لإعتماد هذا التوجه عن قناعة تامة. اليوم في هذا النص، سوف نطلع سوياً على أبرز المفردات أو المصطلحات المعقدة، والتي تتردد كثيراً في مجال الموضة المستدامة، لنشرحها ونفهم ما تعنيه، لتكون الصورة بالمجمل واضحة وبارزة، وبالتالي تبقى لكل شخص حرية الإختيار، والتوجه إلى الموضة السريعة، أو الموضة المستدامة!

الموضة المستدامة
الموضة المستدامة خيارنا لمستقبل بيئي أفضل

الموضة المستدامة.. المستقبل القريب

ما هي الموضة المستدامة؟ وهل هي بديل فعلي اليوم عن الموضة السريعة؟! لطالما شرحنا معنى الموضة السريعة، وهي الموضة التي نعيشها اليوم، من صناعة، إستهلاك، وتصريف، وهي الصناعة التي تتسبب بضرر بيئي كبير، في ظل عمل في ظروف سيئة. اليوم يمكننا القول، أو الموضة المستدامة هي البديل الأولي، والتي يمكننا الإعتماد عليها، من أجل مستقبل أفضل. 

الموضة المستدامة، هي الموضة التي تراعي البيئة، الأرض وكل من يعيش عليها، إنسان، حيوان، ونبات. هي توجه أو أسلوب مناهض لكل ما يضر بالبيئة، بالطبيعة الإنسانية والحيوانية، وهي خيار مفروض اليوم علينا، ومن الذكاء والحنكة إعتماده، من أجل مستقبل أفضل لنا وللأجيال القادمة. هذا التوجه، يضبط المجال الصناعي في عالم الموضة والأزياء، إذ يتم الإبتعاد عن إستخدام المواد الأولية المضرة للبيئة، وإستبدالها بمواد صديقة للبيئة. لا يقتصر الأمر على إختيار المواد الأولية، بل يتم أيضاً تحديد ظروف إنسانية عادلة لكل البد العاملة، وهنا نقصد دوام العمل، ظروفه، عمر اليد العاملة، والمردود المالي المنصف والعادل. وطبعاً لا يمكننا أن ننسى، الإبتعاد عن إستخدام الجلود الحيوانية، التي يتم الحصول عليها بطرق غير مشروعة في الكثير من الأحيان. بالإضافة إلى كل ما ذكر، إعادة التدوير، وطريقة الإستهلاك، وعدم رمي الملابس في النفايات، من أساسيات هذا التوجه، لذا الرقابة الذاتية، والقرار الأخلاقي في طريقة الإستهلاك من شراء، إستبدال، إعادة التدوير، أو الإستغناء، مسؤولية فردية دقيقة جداً، وعليه من الضروري إنقاذ البيئة والأرض، وتحديد الأوليات.

الموضة المستدامة
إنقاذ الأرض والتوجه نحو البيئة المستدامة خيار ضروري 

مصطلحات ومفردات.. دونيها جيداً

في كل مجال، نتعرف دائماً على مصطلحات خاصة، جديدة، قد نعلم ما تعنيه بالكامل، أو نجهله، لذا اليوم، سوف نتعرف سوياً على أبرز المصطلحات المعتمد في مجال الموضة المستدامة، والتي قد تكون مبهمة، ضخمة، لا نفهمها أو ندرك معنيها بالتحديد. لذا، لكي نتقرب أكثر من هذا التوجه، ونرغب إعتماده، علينا فهمه جيداً، وذلك يتحق طبعاً، من خلال فهم المصطلحات الخاصة به. نستعرض سوياً بعض المصطلحات المهمة، فالنتعرف عليها سوياً.

التغيير المناخي

التغير في المناخ، النظام البيئي غير المتزن، الإنبعاثات الحرارية، الإحتباس الحراري، مصطلحات كثيرة، تحت عنوان كبير وهو التغير في المناخ. نحن اليوم بالتأكيد نعاني من تغير المناخ، وطبعاً نحو الأسوأ، وهذا ليس وليد اليوم، بل هو تراكم لأسباب عديدة على مدار الزمن، أبرزها مجال صناعة الموضة، وهذا ما هو مدهش. هذا المجال الصناعي الكبير والواسع، له ضرر بيئي كبير وضخ، من حيث إعتماد أو إختيار المواد الأولية المعتمدة في هذه الصناعة، ومن حيث تصريف وحرق الملابس التي تكون بالأطنان. لهذا الغير البئي، عواقب وخيمة علينا اليوم، وعلى المستقبل، لنشرح أكثر، هذا التغير في المناخ، من برودة شديدة، وحرارة مرتفعة قد يتسبب بذوبان قارة بكاملها، وإرتفاع محصول المياه، لتغرق دول وتزول عن خارطة المرة الأرضية. نعم، هذا الأمر اليوم، هو بنقاش جدي ومستمر، لذا الحلول من المفروض أن تكون سريعة، وجدية، في مجال صناعة الموضة والأزياء وغيرها طبعاً من المجالات.

النظام البيئي، مصطلح نسمعه أيضاً، يُقصد به إلتفاف وتأقلم جميع الكائنات الحية في منطقة أو بيئة معينة، مع بعضها البعض، لتتفاعل بأسلوب طبيعي، تلقائي، دون التأثر بالنشاط البشري المضر في كثير من الأحيان. النظام البيئي، هو الدائرة التي علينا أن نعيشها مع مختلف الكائنات الحية، والتأثر معها بأسلوب طبيعي، لتجري الأمور على ما يرام. 

الإحتباس الحراري، ظاهرة نسمع بها اليوم، تعني إرتفاع درجات الحرارة مقارنة بمستوياتها سابقلً. المتوسط العالمي لحرارة سطح الأرض، يُحسب كل 30 عاماً، وهو اليوم وفق دراسات مهمة، بمعدل خطر علينا أن نتحرك سريعاً من أجل تغييره. وفقًا للجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعةلمنظمة الأمم المتحدة، يجب علينا بحلول عام 2030، تجنب زيادة درجات الحرارة في العالم حتىنتفادى الوصول إلى ما لا نرغب به. 

الموضة المستدامة
الموضة المستدامة تحمي البيئة

الوقود الأحفوري

يتولد الوقود الأحفوري من رواسب هيدروكربونية، مثل رواسب النباتات والكائنات الحية الأخرى على سطح الأرض. وطبعاً يشمل الفحم، النفط الخام، والغاز الطبيعي. تحتوي جميع هذه المواد، بسبب مصادرها، على نسبة عالية من الكربون الذي يعد مضر جداً للبيئة. يؤدي استخراج الوقود الأحفوري، ونقله، وحرقه إلى ارتفاع نسب انبعاثات الغازات الدفيئة الملوثة إلى مستويات ضارة للأرض والأنسان.

الغازات الدفيئة

الغازات الدفيئة الرئيسية هي بخار الماء، ثاني أكسيد الكربون، وأوكسيد النيتروس، الميثان، والأوزون. هذه الغازات الموجودة في الغلاف الجوي تمتص الحرارة من الشمس وتؤمِّن لنا مناخاً ممتازاً صالحاً للحياة السليمة الطبيعية،  إذا كانت تركيزاتها جيدة التوازن، ومعاييرها مظبوطة مئة بالمئة. وطبعاً هذا ما لا نشهده اليوم، مع التدخل البشري في هذا العالم، خصوصاً من خلال حرق الوقود، خصوصاً الوقود الأحفوري، والنفايات، وغيرها من المواد، مستمر ولا يتوقف. إنبعاثات المواد المضرة، من الحرائق المفتعلة، أدّى إلى تكوّن تركيزات عالية غير متوازنة من الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، مما تسبب في حدوث ظاهرة الدفيئة، والتي تعني أو تؤدي إلى إحتباس الحرارة بالقرب من سطح الأرض، وتغيّز المناخ. 

Greenhouse gases
نفايات الملابس التي قد تحرق وتسبب إنبعاث لمواد سامة وغازات دفيئة

التجارة الأخلاقية

هذا المصطلح يعني، أنظمة وبنود التجارة المعتمدة بين الشركات واليد العاملة. وهنا نقصد الإجراءات التي تتخذها الشركات لضمان الوفاء بحقوق العمال، بما في ذلك طبعاُ تحديد ساعات العمل، ضمان الصحة والسلامة أي العمل في ظروف أو مكان سليم وآمن، بالإضافة إلى تأمين هذا العامل، من خلال توفير له متطلباته العامة، والمردود المالي المحق.

أعمال السخرة

العمل بالسخرة، هو العمل تحت التهديد، الإبتزاز، والذي يرافقه أيضاً عدم توفر الأجور بشكل كلي، أو يكون المردود لا يذكر، ومهين في كثير من الأحيان. للأيف مجال الصناعة يشهد الكثير من هذه الحالات، وهذا ما نجهله، نحن كمتابعين، أو كيد مستهلكة، لا تعلم جيداً ما يدور خلف الكواليس.

إعادة التدوير

هذا المصطلح يتسهلك كثيراً في كثير من المجالات الصناعية، وهنا نقصد تحويل المواد المستهلكة إلى نتجات جديدة، دون الحاجة إلى رميها في النفايات وحرقها. في مجال الموضة والأزياء، إعادة التدوير مفهوم لا يطبق بتاتاً، وهو وفق التقديرات، لا يتجاوز حد الـ2% من المواد أو الملابس المرمية، الباقي يتم حرقه أو دفنه بطرق غير شرعية، مضرة بالبيئة طبعاً. حتى اليوم، لا تزال إعادة تدوير المنسوجات والملابس، وتحويلها إلى منتجات جديدة تشكل عائقاً وتحديّاً صعباً من الناحية التكنولوجية وحتى من ناحية المسؤولية الشخصية الفريدة.

الموضة المستدامة
إعادة التدوير من أساسيات الموضة المستدامة 

الألياف الدقيقة

الألياف الدقيقة هي الألياف التي يقل حجمها عن 5 ملم، وهي التي نحصل عليها من الملابس خلال صناعتها بجميع مراحلها حتى تصل إلى يد المستهل، ومن بعدها إلى مكب النفايات. مصادر الألياف الدقيقة طبعاً هي المواد الطبيعية بعض الأحيان، أو المواد الإصطناعية أحياناً أخرى، مثل البوليستر، النايلون والأكريليك. تشير التقديرات إلى أن ما يتراوح بين 20% و40% من الجسيمات البلاستيكية في المحيطات والبحار، مصدرها الرئيسي الأزياء المنسوجة من الخامات الاصطناعية ولكِ أن تتخيلي ضررها على البيئة البحرية.

عمالة الأطفال

جميعنا يعلم أن هنالك قواعد وأسس، وإتفاقيات عالمية، تحترم حقوق الطفل، وتعطيهم حقهم في ممارسة حياتهم الطبيعية، بعيداً عن ظروف العمل القاسية. القاعدرة العامة أو المتعارف عليها، تنص على أن لا يكون عمر العامل أقل من 15 عاماً، طبعاً بإستثناء بعض أنواع الأعمال الخفيفة غير المتعبة، والمنهكة، حيث يسمح بعمل من هو فوق الـ12 عاماً. ولكن في مجال صناعة الموضة، أو أي صناعة أخرى، تتطلب مجهوداً كبيراً، وفيها نوعاً من الخطورة، والإلتزام بدوام عمل طويل ومنتظم، من الواجب أن يكون عمر العامل يتجاوز الـ18 عاماً. بالمختصر عمالة الأطفال في مجال صناعة الموضة والأزياء، أمر مرفوض وغير قانوني.

الرفق بالحيوان

في مجال الموضة المستدامة، يتم إستخدام هذا المصطلح كثيراً، وهو للدفاع عن عالم الحيوانات، الذي إستنزف كثيراً في مجال صناعة الأزياء. طبعاً هنا نقصد إستخدتم الجلود الحيوانية، من الفراء، الجلود، الريش، الموهير، الحرير، والصوف. طبعاً، إستخام هذه المواد، قد تكون بطريقة غير شرعية، وهي من خلال سرقة بعض الحيوانات، تعذيبها وقتلها، وهذا ما يهدد البيئة الحيوانية، ويشكل ضرر كبير على النظام البيئي الطبيعي الذي تحدثنا عنه في أول النص. 

الموضة المستدامة
من الشعارات المؤثرة والمناهضة لإستخدام الجلود الحيوانية في مجال صناعة الموضة

مواد عضوية Organic

يُزرع القطن العضوي، دون استخدام أي من المبيدات الحشرية الإصطناعية، والأسمدة الكيماوية الضارة بالتربة والنظام البيئي بشكلٍ عام. هذا طبعاً يقلل من تعرض المزارعين للضرر، والمجتمعات المحلية والمستهلك بشكل خاص، للمواد السامة، بالغضافة إلى الحد من تلوث المياه والتربة. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر القطن العضوي أيضًا أفضل لصحةالمستهلك في مجال الموضة والأزياء، حيث لا تترك أي بقايا كيميائية في الألياف المعتمدة الطبيعية والتي تكون بالمجمل غير مضرة بالصحة، وليس لها أثر سلبي على الجلد، لذا ينصح إعتمادها كثيراً لحديثي الولادة، والأطفال الذين يعانون من حساسية الجلد.

الموضة المستدامة
الملابس المصنعة من مواد عضوية من أساسيات الموضة المستدامة 

كثيرة هي المصطلحات في هذا المجال وغيره، ولكن رويداً رويداً، سنتعرف على مصطلحات أكثر، تعتمد وتتكرر على مسامعنا، لنكون على إطلاع واسع وشامل، حول هذا التوجه الأخلاقي الجديد في عالم الموضة والأزياء. الموضة المستدامة هي الحل المبدئي اليوم، والبديل الأساسي للموضة السريعة، التي تتسبب في مشاكل كثيرة، على صعيد البيئة، الإستهلاك واليد العاملة. في كل التوجهات في هذه الحياة، للفرد المسؤولية الأولى في تحديدها، ومن خلال هذا القرار، وإنتشاره في مجتمع معين، أو في بيئة معينة، يتحدد مفهوم معين، لذا الموضة المستدامة تسمى أيضاً الموضة المسؤولة، وهنا علينا أن نكون جميعاً، في موقع المسؤولية من أجل حياة ومستقبل أفضل لنا ولأولادنا.