المدير الإبداعي لدار "كوتش" لـ "هي": نيويورك ملهمتي الأولى 


بمناسبة الذكرى الـ 75 لتأسيس دار "كوتش" Coach، التقت مجلة "هي" بالمدير الإبداعي للدار "ستيوارت فيفرس" Stuart Vevers الذي كشف لنا في هذا الحوار المميز عن الإرث القيّم للدار الأمريكية التي تعكس في تصاميمها نبض الشارع النيويوركي. "فيفرس" Vevers الذي انضمّ إلى الدار في العام 2013، بعد أن تبوّأ منصب المدير الإبداعي لدار لويفي على مدى 6 أعوام، صرّح لنا بأنه يثق بحدسه حول كيفية المضي بالعلامة لمواكبة الواقع المعاصر، ساعيا إلى التطلع نحو المستقبل ونحو ما سيجتذب الجيل الجديد.

-  ما استراتيجيتكم من منظور التصميم، للمضي بعلامة Coach نحو المستقبل مع الحفاظ على أصالتها؟
أعتقد أن الأجيال المقبلة هي التي تحدد الرموز الجديدة للرفاهية، فهم يفتشون عما يعكس إيقاع حياتهم ويجسد شخصياتهم العاشقة للموضة. تبحث الأجيال الجديدة عن قطع استثنائية ومتفردة تتلاءم في الوقت نفسه مع تفاصيل حياتهم اليومية، مثل الحقائب المعاصرة وقمصان تيشيرت والأحذية الرياضية الجميلة عوضا عن الحقائب الرسمية وفساتين السهرة وأمتعة السفر الثقيلة. وأعتقد أن Coach هي أفضل من يمزج هذا المنظور الجديد مع الرفاهية، حيث يتمحور مفهومها للأناقة حول الراحة والعملية والمرح. 

 صرّح فيكتور لويس المدير التنفيذي لعلامة Coach بأن مهمة العلامة تتمثل في نشر "الرفاهية الأمريكية" حول العالم، ما الذي يعنيه ذلك برأيك؟
تتميز Coach بطابعها الخاص، ويعود الفضل في تميزها إلى دار المنتجات الجلدية الأمريكية الأيقونية. وتسهم جذور Coach المتأصلة في صميم مدينة نيويورك في توجيه أسلوب شبابنا وفتياتنا الذين يتمتعون بروح حرة وعفوية ومفعمة بالحماس. هذه الروح هي التي تحدد الأسلوب الذي نقارب به تشكيلاتنا الجديدة. ندرك أن تصاميمنا يجب أن تعكس ملامح الحرية وتنبض بالحيوية، وهذا هو جوهر علامة Coach، تقديم الابتكارات الأصيلة بلمساتٍ معاصرة وأسلوب عملي. 

متى كانت المرة الأولى التي تعرّفتَ فيها إلى منتجات Coach؟ 
كانت قطع Coach موجودة في الأرشيف الذي تستوحي منه جميع العلامات التي عملتُ معها. وهكذا بدأت علاقتي الأساسية بالعلامة. 

ما شعورك إزاء تحمل مسؤولية الحفاظ على الهوية التاريخية للعلامة؟ وكيف تؤثر هذه المسؤولية في سير العمليات الإبداعية التي تديرها؟
لا شك أن هذه المسؤولية تسبب نوعا من الضغوط، لكنها في الوقت نفسه ما يدفعني للنهوض كل صباح! ومن ناحية أخرى، تعمدتُ عدم تقييد نفسي بموروث Coach، بل أثق بحدسي حول كيفية المضي بالعلامة لمواكبة الواقع المعاصر. لا يزال موروث العلامة موجودا، لكنه جزء من الماضي، ونركز حاليا على كل ما يتناسب مع الوقت الراهن، وليس على مفهوم الزمن القديم للرفاهية؛ لنتمكن من التطلع نحو المستقبل ونحو ما سيجتذب الجيل الجديد. 

- ما القطع أو الصور التي استوقفتك عندما كنت تستعرض أرشيف Coach للمرة الأولى؟ 
من المؤكد أن أسلوب فتاة Coach هو أول ما استوقفني، ودفعني لاستكشاف هذه الفتاة بالكامل لأتمتع برؤية شاملة تمكنني من رواية قصتها. نقبت كثيرا في الأرشيف ثم تابعت طريقي. ومن أكثر اللحظات التي أفضلها أثناء استكشافي للأرشيف المراحل التي خاطرت فيها العلامة باتخاذ خطوات جريئة لتنتقل بالجماليات نحو أبعاد جديدة. أسهمت هذه اللحظات في منحي الجرأة، وساعدتني في التركيز على المستقبل. وقد عملت على إدخال بعض بصمات العلامة ضمن أول تشكيلة. مثل الأقفال القابلة للاستدارة والبطاقات المعلقة والحصان والعربة، لكنني أردتُ تقديم هذه الرموز ضمن إطار جديد كليا. 

ما الشعور الذي تريد للمرأة أن تشعر به عندما تحمل حقيبة Coach؟
أريد لها أن تشعر بأنها امرأة عصرية، تتحلى بالأصالة وبشخصية متفردة.

ما أهمية حرص Coach على منح عملائها فرصة الوصول الفوري إلى القطع الجديدة من المجموعات التي يجري إطلاقها للمرة الأولى على منصات العرض؟
بعد العرضين الأخيرين لتشكيلة السيدات، سعدت جدا ببيع الحقيبتين المفضلتين بالنسبة لي في كل من التشكيلتين مباشرة بعد العرض، وهو ما جعلني أفضل فكرة التواصل المباشر. أما في العرض الأخير الخاص بتشكيلة الرجال، فقد ابتكرنا قطعا محدودة الإصدار لتتوفر للبيع مباشرة بعد العرض عوضا عن أسلوب البيع الفوري.
يتميز عرض قطع محدودة للبيع بعد العرض بطابع أكثر مرحا من وضع خطة عمل استراتيجية. ويحمل التشويق الناجم عن ترقب وصول قطعة ما من منصة العرض إلى المتجر الكثير من الحماس، ويعتبر جزءا مهما من سحر الموضة، برأيي على الأقل. 

كيف يمكنك استحضار لمسات أمريكية ضمن تصاميمك؟ وما الدور الذي تلعبه أجواء مدينة نيويورك في ابتكار هذه التصاميم؟
أعتقد أن الناس يعشقون الطابع الأمريكي الذي تتحلى به Coach، وكل ما تتميز به أمريكا. وبصفتي غريبا عن أمريكا، أحمل إحساسا رومانسيا تجاهها، ما يدفعني لرواية قصة فتاة Coach من منظور حالمٍ أمريكي.
وأرى أنه من المفيد أحيانا أن يكون المصمم من بلد مختلف عن البلد الذي نشأت فيه العلامة. بحيث تتاح له الفرصة لاستكشاف المراجع التي قد تبدو مُسلّما بها لأهل البلد. 
تعدّ مدينة نيويورك مرجعا مهما لعملي في Coach، ليس فقط بالنسبة للمجموعات، بل عندما يتعلق الأمر باستلهام القصص للدار. من النادر أن تجد دار تصميم انطلقت من مدينة نيويورك في مطلع الأربعينيات، وأعتقد أن هذا ما يُشكل جزءا كبيرا من تميز علامة Coach. فمدينة نيويورك بالنسبة لي هي المكان النابض دوما بالحياة والمواكب للعصر، وأريد لذلك أن ينعكس في رؤيتي لعلامة Coach.

ما عناصر الثقافة الأمريكية التي تمدكَ بالإلهام أو تمتلك تأثيرا واضحا في إبداعاتك؟
مدينة نيويورك هي ملهمتي الأولى بكل ما تنبض به من طاقة وحضارة وتنوع ثقافي. كما تتمتع السينما بتأثير كبير في عملي أيضا. وبحكم نشأتي في يوركشاير، أحمل شغفا كبيرا بالأفلام الأمريكية واستمد منها الكثير من الإلهام. وكثيرا ما أعود لمتابعة تلك الأفلام التي كنتُ أتابعها هناك.

ما أكبر ميزة تنافسية تتحلى بها Coach برأيك فيما يتعلق بعمليات الإنتاج؟
الدمج بين الجودة والأداء العملي لتقديم قيمة جيدة. تتحلى Coach بطابع أصيل، بمعنى أنها شيء فريد يمكن الحصول عليه، وليست شيئا فريدا تتمنى الحصول عليه لمجرد أنه بعيد المنال. ويعتبر هذا من وجهة نظري أحد أهم أسباب التجدد.

تهانينا لعلامة Coach بمناسبة الاحتفال بالذكرى السنوية الـ 75. ما أكثر المراحل تشويقا في التاريخ العريق لعلامة Coach بالنسبة لك وبعيدا عن منصبك بصفتك مديرا إبداعيا؟ ولماذا؟ 
أعتقد أن الستينيات كانت فترة مميزة جدا. حيث شغلت بوني كاشين منصب المديرة الإبداعية لتشكّل الأفكار التي ابتكرتها جوهر علامة Coach كما نعرفها اليوم.