إنتباه… عوامل جديدة تدفع بالمراهقين نحو الإدمان!

هي – شروق هشام 
 
الحديث عن الإدمان بين المراهقين له شجون، فهو أمر معقد ومتعدد الأوجه، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى وجود عدة عوامل تدفع بالمراهقين نحو الإدمان، وتجلعهم فريسة سهلة للوقوع في براثن الإدمان أكثر  من غيرهم.
 
مصابو "إفتا" 
ومن الدراسات الحديثة عن هذا الموضوع، كشفت استشارية طب الأطفال بمركز أرامكو الصحي بالظهران الدكتورة أمل العوامي، أن نحو17% من المصابين بمرض "إفتا" المتمثل في اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه يتعاطَون الحشيش في سن المراهقة حسب دراسة تم إجراؤها على هذه الفئة، وذلك خلال ورشة عمل عن "مرشد إفتا الطلابي" نظمتها جمعية دعم اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه "إفتا" بالمنطقة الشرقية، مشيرة إلى أن 46 % من المصابين يتم طردهم من الدراسة من كافة المراحل العمرية نتيجة الإشكاليات التي يتسببون بها في البيئة المدرسية وتنعكس سلبيا على زملائهم. 
 
غاز الضحك 
وقدرت نتائج مسح ميداني أجراه الباحث السعودي صالح الغامدي في إحدى مدارس الجبيل الصناعية، أن 25 % من طلاب المرحلة المتوسطة يتعاطون ما يسمى "غاز الضحك" ، وهو مركب كيميائي متعدد الاستخدامات، وليس مخصصا للعب أو التسلية. وأجرى الباحث الغامدي بحثه، بعد أن تبين له أن الغاز موجود في المحلات التجارية ويباع للأطفال والكبار على حد سواء، إلى جانب ظهور أعراض قلة التركيز والانتباه على الطلاب الذين تعاطوه أكثر من مرة. 
 
علماً بأن العديد من وسائل الإعلام تحدثت عن مخاطر غاز الضحك وآثاره السلبية بعد موت طالب تعرض للاختناق إثر تعاطيه لغاز الضحك مع أشقائه. وذكر عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، أن كثرة الحديث عن غاز الضحك، ربما تقود المزيد من الأطفال لتجربته من باب الفضول، وهو أمر خطر علق عليه المختص التربوي عبدالإله عبدالمجيد، بأن كل شيء يزيد على حده، حتى التوعية، ربما يؤدي إلى نتائج عكسية، وكثرة الحديث عن غاز الضحك بنهج المنع، تفضي إلى انتعاش علامات الاستفهام الكامنة داخل الأطفال والمراهقين.
 
مشروبات الطاقة
وأشارت أحدث دراسة إلى أخطار مشروبات الطاقة، ونشرت في مجلة رابطة التعليم الطبي والأبحاث في إدمان المواد المخدرة، شارك فيها باحثون من 6 جامعات من الولايات المتحدة، إلى أن الإفراط في استخدام مشروبات الطاقة من قبل المراهقين في الأغلب يكون مصحوبا باللجوء إلى الأطباء أو المستشفيات للحصول على وصفات طبية لمستحضرات هي عبارة عن محفزات للمخ، بطريقة غير قانونية، علماً بأن الأمر لا يقتصر على إدمان الأدوية المحفزة فقط (على خطورته)، لكن يمكن أن يمتد أيضا إلى أن يدمن المراهق الكحوليات، حيث أن النسبة الكبيرة التي تشرب مشروبات الطاقة من المراهقين يمكن أن تؤدي إلى زيادة مدمني الكحوليات والمخدرات والتدخين بطبيعة الحال، حيث إن الشعور الذي يحصل عليه المراهق جراء الإفراط في تناول هذه المشروبات يجعله على استعداد لأن يقوم بتجربة مواد أكثر قوة وذات تأثير أكبر مثل الكحوليات أو المواد المخدرة.