دراسة: الأرامل والمطلقات تمثلن 61% من "محدودات الدخل"

مطلقات وأرامل وطاعنات في العمر، حفرت التجاعيد والآلام وجوههن برسم قصة حياتهن من معاناة وألم ووحدة، وتبقى المشكلة الأعظم التي تعاني منها معظم الأرامل والمطلقات مشكلة "الفقر ومحدودية الدخل"، حيث كشفت دراسة سعودية جديدة بعنوان "فقر المرأة في المجتمع السعودي من المنظور النوعي" أنّ 61 % من محدودات الدخل هنّ أرامل ومطلقات.
 
أجرت الدراسة الدكتورة مجيدة الناجم أستاذ مساعد قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود، وشملت 400 سيدة من محدودات الدخل في المنطقة الشرقية من المستفيدات من الجمعيات الخيرية، وتبين من الدراسة أنّ أغلب محدودات الدخل تراوحت أعمارهنّ بين 20 و50 عامًا، ووصلت نسبة المطلقات بينهنّ إلى نحو 31 في المئة، تليهنّ الأرامل بنسبة 29.9 في المئة بإجمالي يصل إلى نحو 61 في المئة، مشيرة إلى أنّ المرأة الفقيرة في المجتمع السعودي في الأغلب إما مطلقة وإما أرملة وهذا يدل على أنّ غياب الرجل عن حياة المرأة يجعلها ضحية للعوز والحاجة لأنها تعيش في الأغلب معالة.
 
ولفتت الدراسة إلى أنّ 90 % من المشاركات في البحث أكدن أنهنّ لا يعملن، رغم أنّ نحو 89 % منهنّ يتمتعن بصحة جيدة ولا يوجد ما يعوقهنّ صحيًّا عن العمل والاعتماد على النفس، ونحو 61 % لديهنّ أطفال، كما بينت الدراسة أنّ 74 % ليس لديهنّ مصدر دخل شهري، أما اللاتي لديهنّ دخل شهري فأغلبهنّ يحصلن على معاش يقل عن 1500 ريال بنسبة 45 %، ونحو 31 % دخلهنّ أقل من 3 آلاف ريال، في حين رأت 46 % من المشاركات أنّ خروج المرأة للعمل خارج المنزل مخالف للشرع، وأكدن أنّ المرأة يجب أن تكون خاضعة لرجل في جميع أحوالها، وهي نظرة سلبية وخاطئة تحتاج إلى تصحيح لأنها السبيل الأمثل لمعالجة الفقر على حد قول الدكتورة الناجم.
 
يُذكر بأن الدراسة قد تطرقت أيضاً إلى المستوى التعليمي، وأظهرت وجود انخفاض ملحوظ في المستوى التعليمي لدى محدودات الدخل، حيث إنّ أعلى النسب كانت لمصلحة التعليم الابتدائي بنحو 30 %، في حين تحمل الشهادة الجامعية نحو 4 %، بينما تحمل الدبلوم والثانوية نحو 6 %، كما أوضحت الدراسة إنّ نحو 29 % من المشاركات في البحث يجدن القراءة والكتابة في حين وصلت نسبة الأمية بينهنّ إلى نحو 15%. وأكدت 42 % من المشمولات في البحث أنّ أسرهنّ سبب منعهنّ من التعليم.
 
وأشارت الباحثة إلى أنّ المرأة ما زالت لا تتحكم في حياتها، وأنها رهينة قرارات أسرية حتى لو كانت في غير مصلحتها لذلك تكون ضحية الحاجة والعوز مستقبلًا.