كيف تخططين لتطوير حياتك بعد بلوغ الثلاثين؟

مراحل الحياة العمرية متعددة ومختلفة وكل منها لها متطلباتها التي قد تختلف من شخص لآخر، إلا أنه يكون اختلافًا طفيفًا بالنظر إلى الأساسيات التي تحتوي عليها مرحلة معينة عند غالبية الأشخاص.

وهناك بعض المراحل التي قد تؤثر في نفسية الأفراد وخاصة النساء كمرحلة بلوغ سن الثلاثين حيث أن الوصول إلى تلك المرحلة يجعل المرأة تشعر بأن الكثير من التغيرات سوف تطرأ عليها وعلى شخصيتها ومظهرها أيضًا.

وبالرغم من أن الكثير من النصائح التي توجه إلى النساء في تلك المرحلة تركز على كيفية الحفاظ المظهر الخارجي والظهور بمظهر أصغر وأكثر شبابًا بالإضافة طبعًا إلى النصائح الصحية، إلا أننا فضلنا اليوم التركيز على كيفية تطوير المرأة لذاتها عند بلوغ سن الثلاثين فهذا التطوير يستمر معها عند بلوغ الأربعين وحتى الشيخوخة ولبقية حياتها كاملة فهناك بعض الأمور أو العادات التي تصقل الشخصية وتمنحك الثقة ورجاحة العقل التي تجعل منك قدوة وشخصًا يستطيع الأفراد اللجوء إليه عند الحاجة.

ومن أهم الأمور التي عليك القيام بها عند بلوغ الثلاثين:

1- النوم المنتظم:

النوم المنتظم
النوم المنتظم

بعد سن الثلاثين يحتاج الجسم إلى روتين معين للقيام بالأمور اليومية التي تؤثر في صحته والتي يجب أن تحدث بانتظام قدر المستطاع، وأهم هذه الأمور هو "النوم" حيث ينصح الخبراء بتحديد عدد ساعات معينة للنوم، كما ينصحون بالنوم والاستيقاظ في أوقات ثابتة حتى يستطيع الجسم التعود على دورة نوم واحدة لتجنب اضطرابات النوم والإفراط في النوم أو السهر على حد سواء.

ومن المفضل عدم السماح لأنفسنا بالنوم عدد ساعات أطول أيام العطلات فهذا من شأنه أن يجعل تعود الجسم على دورة نوم واحدة من الأمور الصعبة مما يؤدي إلى حدوث اضطرابات ويسبب الإرهاق.

2- ابدئي في كتابة مذكراتك:

ابدئي في كتابة مذكراتك
ابدئي في كتابة مذكراتك

هناك بعض الأمور التي يمكننا القيام بها بعد بلوغ الثلاثين تساعدنا على الحصول على صحة نفسية جيدة، ومن هذه الأمور "كتابة المذكرات" حيث تساعد هذه الخطوة على تفريغ الطاقة بصورة كبيرة فتدوين الأفكار اليومية والأحداث التي تحدث يوميًا والأمور أو المشاعر التي قد لا نستطيع التحدث عنها مع أحد من الخطوات الجيدة التي تشعرنا بالتحسن.

بالإضافة إلى أهمية كبرى لتدوين المذكرات وهي تحليل الأمور التي حدثت ومعرفة نتائجها والاستفادة منها، بالإضافة إلى معرفة الأمور المتكررة أو الأمور التي تسعدنا بشكل أكبر، وفي النهاية سيكون لدينا الوقت الكافي لقراءة هذه المذكرات والشعور بالسعادة والامتنان لما حدث في الماضي عند تقدمنا في العمر.

3- ممارسة القراءة:

ممارسة القراءة
ممارسة القراءة

القراءة من الأمور الجيدة جدًا والتي يجب المواظبة عليها في جميع المراحل العمرية فهي عالم موازي لعالمنا الذي نعيشه فالإبحار بين صفحات إحدى الكتب والتمعن في ألفاظه ومعانيه والاندماج في محتواه أيًا كان لهو من الأمور الممتعة جدًا التي تجعلنا نعيش حيوات أخرى بجانب حياتنا.

وعند بلوغ الثلاثين بالتحديد نجد أنفسنا بحاجة إلى صقل شخصياتنا ومنحها المزيد من الثقافة والاطلاع على أمور الحياة المختلفة وتوسيع مداركنا حتى نستطيع النجاح في حياتنا العملية، فالأشخاص الناجحين دائمًا على اطلاع بكل ما يدور حولهم أو على الأقل يشغلهم نوع من أنواع الشغف تجاه أمر معين يجعلهم يحاولون البحث والقراءة عنه كلما سنحت لهم الفرصة حتى يشعرون بالتميز.

4- تحديد الأهداف:

تحديد الأهداف
تحديد الأهداف

في مرحلة العشرينيات من العمر يملئونا الشغف والحيوية والحماس تجاه تحقيق أحلامنا وأن هناك الكثير والكثير من الأمور التي نستطيع القيام بها فنركض هنا وهناك لتحقيق هذا الأمر ثم نتركه ونلتفت لمحاولة اللحاق بتلك الأمنية، ومن ثم نبتعد لأن الواقع يحتم علينا الاهتمام بشيء أهم، وهكذا نجد مرحلة عمرية كاملة قد انقضت دون إتمام تحقيق أحد الأهداف التي نسعى لتحقيقها.

أما بعد بلوغ الثلاثين فعلينا أن نكون محددين بشكل أكبر مدركين للأمور التي نحتاجها أكثر من تلك التي نحبها، ولذلك عليك عزيزتي تحديد أهدافك ومعرفة أولوياتك والتخطيط لتحقيقها واحدًا تلو الآخر فالعمر يمر وعلينا عدم إضاعة الوقت أو التكاسل ومحاولة استثمار الوقت بشكل جيد ومثمر لتحقيق أكبر عدد ممكن من الأهداف التي نسعى إليها.

5- التقدير:

التقدير
التقدير

كوني ممتنة للأشياء البسيطة والمتواضعة التي تمتلكينها فهذه المرحلة العمرية تحتاج منك الاستمتاع قدر الإمكان بما هو متاح مهما كان بسيطًا، تعلمي كيف تقدرين أهمية الأشياء وتذكري أن السعي وراء الكمال لا يمنحك السعادة بل يزيد من شعورك بالضيق فالسعادة لا تقاس بمدى الربح والخسارة أو كم يبلغ سعر المكان الذي تعيشين فيه أو الفستان الذي ترتدينه بل بالقدرة على تقدير قيمة الأشياء.

6- تقبل العيوب:

تقبل العيوب
تقبل العيوب

لا يوجد إنسان كامل، فكل منا له عيوبه ومميزاته ومعرفة الإنسان لهذه العيوب والمميزات هو نصف الأمر وتقبلها هو النصف الآخر، حتى تشعرين بالسعادة والسلام النفسي عليك تقبل عيوبك ونقاط ضعفك والتعامل معها بحكمة وعقلانية والتعلم من أخطاء الماضي بدلاً من القسوة على نفسك وجلد ذاتك يوميًا على أمور خارجة عن إرادتك وليس بإمكانك تغييرها.

حاولي استغلال نقاط الضعف هذه والتركيز على توظيفها بشكل أفضل ومحاولة تنمية النقاط الإيجابية التي تتمتعين بها.

7- التوقف عن محاولة إرضاء الجميع:

التوقف عن محاولة إرضاء الجميع
التوقف عن محاولة إرضاء الجميع

البشر ليسوا على وفاق ولا يتمتعون جميعهم بسجية واحدة فما يرضي شخص قد يعمل على سخط آخر، ولذلك، توقفي عن محاولة إرضاء الجميع وبدلاً من ذلك تعلمي كيف تحبين ذاتك وتركزين على إسعادها، تعلمي أن تحيطي نفسك بالأشخاص الذين يقبلونك كما أنت ويمتدحون صفاتك الطيبة ويكونون ممتنين لوجدك في حياتهم، ابتعدي قدر الإمكان عمن لا يقدر وجودك ومن يحاول استنزاف وقتك وطاقتك لإرضاء ذاته.

استثمري وقتك في تكوين صداقات تتمتع بصفات بسيطة ولطيفة حتى لا تهدرين وقتك ومجهودك في محاولة إرضاءهم فالمحاولة المستمرة لإرضاء الغير ليس من الأمور الصحية تمامًا.

8- التوقف عن العادات السيئة:

هناك العديد من العادات والممارسات السيئة التي نقوم بها تجاه أنفسنا والتي تؤثر على حالتنا الصحية على المدى البعيد وبالرغم من أن تلك العادات كانت تشعرنا بالسعادة نوعًا ما في أوقات مضت إلا أننا نشعر بالتدريج كم هي تؤذينا بمجرد تخطينا مرحلة عمرية معينة، لذا توقفي عن ممارسة العادات الصحية الخاطئة حتى تتمتعين بصحة جيدة واستقرار نفسي وجسدي.

فالتوقف عن التدخين مثلاً من الأهم الأشياء التي عليك القيام بها في تلك المرحلة فبالرغم من أن التدخين ضار في كل مراحل العمر إلا أن الدراسات أثبتت أن تلك هي المرحلة الأهم حيث مازالت لديك الفرصة للاستمتاع بحياة صحية أفضل عند التوقف عن التدخين قبل بلوغ الخامسة والثلاثين.

أيضًا تناول الأطعمة السريعة والغير صحية، فبالرغم من أن طعمها لذيذ ولا يقوم إلا أن التوقف عن تناولها أصبح من الضروريات ولم يعد مجرد نصيحة لتناول أكل صحي حيث أن التمثيل الغذائي يتباطأ بمجرد بلوغ الثلاثين من العمر وحتى يمكنك المحافظة على صحة جسدك وعدم الإصابة بالأمراض عليك التوقف فورًا عن الأطعمة السريعة ومحاولة تناول الأطعمة الصحية.

9- مواقع التواصل الاجتماعي:

مواقع التواصل الاجتماعي
مواقع التواصل الاجتماعي

بالرغم من أن مواقع التواصل الاجتماعي تجعلنا على اتصال مباشر ومتواصل مع العالم إلا أنها من الأمور التي تؤثر على الصحة النفسية والجسدية بالإضافة طبعًا لإهدار الكثير من الوقت، لذا عليك عزيزتي التقليل من وقت تواجدك داخل مواقع التواصل الاجتماعي والاستعاضة عن ذلك بالقراءة أو ممارسة التمارين الرياضية أو التواصل المباشر مع الأصدقاء من خلال اللقاءات والتواجد معًا في أماكن مفتوحة.