نصائح للتأقلم مع المشاعر العاطفية وسط أزمة كورونا الراهنة

من منا لا يشعر بالحنين إلى تفاصيل صغيرة كنا نقوم بها بحب وأمل وتفاؤل، بداية من الخروج بحرية من المنزل دون خوف أو قلق وحتى الإستمتاع بتبادل العلاقات الإجتماعية الدافئة سواء كان ذلك على مستوى الأهل والأقارب والأصدقاء، من منا لا يشتاق إلى الزيارات العائلية، وزيارات الأصدقاء وتجمعاتهم التي تضفي الكثير والكثير إلى حياتنا، فجميعنا يعيش تلك الحالة التي تجعلنا نشعر بالحزن، لأنها أصبحت مجرد ذكريات بعد إنتشار فيروس كورونا المستجد وفرض الحجر الصحي المنزلي.

التأقلم مع المشاعر العاطفية وسط أزمة كورونا الراهنة

  • رأي الخبراء في التأقلم مع المشاعر العاطفية
  • نصائح للتأقلم مع المشاعر العاطفية أثناء أزمة كورونا الراهنة

رأي الخبراء في التأقلم مع المشاعر العاطفية

أكدت خبيرة في الصحة النفسية من مركز ميلن التابع لمستشفى كليفلاند كلينك في الولايات المتحدة أن الشعور بالحزن أمر "مقبول تمامًا" تجاه الحالة المعيشية الراهنة في العالم، بعد أن استطاع انتشار مرض فيروس كورونا المستجد أن يقلِب حياة البشر رأسا على عقب بعد أن غير الروتين اليومي للحياة، ووضع حدا للنشاط الاجتماعي الإنساني وأحدث هزة شديدة في الإحساس بالسلامة والأمان.

 وقالت الدكتورة إمي سوليفان الطبيبة النفسية الحاصلة على زمالة البورد الأمريكي للصحة النفسية، إن الحزن "رد فعل طبيعي على الخسارة" سواء كانت فقدان الحياة الطبيعية أو حتى فقدان أحد الأحباء بالوفاة نتيجة الإصابة بالمرض، مشيرة إلى أن العالم يشهد في الوقت الراهن إحباطات كبيرة في مختلف جوانب الحياة من شأنها أن تجعل الحزن واقعًا سائدًا لدى الكثيرين، مؤكدة على أنه من المهم التعامل بالطريقة المناسبة مع هذا الأمر والحفاظ على التواصل مع الآخرين بالطرق الآمنة.

نصائح للتأقلم مع المشاعر العاطفية أثناء الحجر الصحي المنزلي

تقدم لنا الدكتورة سوليفان أربع نصائح هامة ستساعد الناس في التعامل مع الأحداث الجارية خلال فترة الحجر الصحي المنزلي

تقبل الحزن وغيره من العواطف

قالت سوليفان إن مراحل الحزن يمكن أن تقدم إطارا مفيدا يساعد في الانتقال بين المشاعر المعقدة. ويعرف الخبراء هذه المراحل بأنها الإنكار والغضب والمساومة واليأس والتقبل. ومع ذلك، يُدرك هؤلاء الخبراء أيضا أن الأشخاص لا يتقدمون دائمًا وبدقة من مرحلة إلى أخرى في هذا الترتيب المحدد، وفق ما أوضحته الخبيرة النفسية التي ترى أن الحزن من الممكن أن يحدث على شكل موجات تتغير بانتظام، كما يمكن أن تتغير مشاعرنا يوميًا أو حتى كل ساعة.

واستكملت سوليفان نصائحها قائلة أنه من الطبيعي أن نجد من ينتقل من الشعور باليأس يومًا إلى الغضب في اليوم التالي، ويتعين علينا إدراك أنه من الطبيعي أن تصيبنا موجات المشاعر هذه بانتظام، والتي ربما تصل إلى الإقرار بالخسارة، سواء أكانت فقدان وظيفة، أو وفاة شخص أصابه المرض من الأصدقاء أو العائلة، وهي مشاعر بالحزن البالغ يصعب كثيرًا تقبلها والتعايش معها، داعية إلى ضرورة تقبل مشاعرنا في الوقت الراهن والتعامل معها قبل أن ننتقل إلى موقف قبول أكثر إيجابية.

محاربة الرغبة في الانسحاب

شددت الخبيرة في الطب النفسي على أن البقاء على اتصال يظل أداة قوية للتأقلم مع المشاعر في الأوقات الصعبة، سواء أكان ذلك على شكل دردشة بالفيديو أو حتى كتابة رسالة جيدة بالطريقة الكلاسيكية القديمة وإرسالها إلى أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء أو الجيران أو زملاء العمل، معتبرة أن هذا قد يساعد الناس في الحفاظ على موقف إيجابي. وأضافت أن العديد من المختصين في الصحة العقلية والسلوكية يفحصون مرضاهم حاليًا عبر الزيارات الافتراضية، التي أكّدت أنها قد تشكّل "حلاً مناسبًا لمن يواجهون مشاكل في التأقلم".

التركيز على ما يمكن السيطرة عليه

وقالت الدكتور سوليفان أن الناس يسهل عليهم أن يتخيلوا أسوأ السيناريوهات عندما يكون هناك قدر كبير من الشكوك التي تحيط بالمستقبل، ومن ذلك القلق حيال إصابتهم أو إصابة أشخاص عزيزين عليهم بفيروس كورونا المستجد، أوالتساؤل عما إذا كانت الأمور ستعود إلى طبيعتها، فتوقع الأحداث السلبية قد يبعث على القلق أو الخوف.

 ونصحت الخبيرة النفسية الناس بأن يكونوا على دِراية بما يمكنهم التحكم فيه بدلاً من التألّم على أشياء لا يمكن معرفتها أو التحكّم فيها، مشيرة إلى أن باستطاعتهم، مثلًا، تقييد أوقات متابعة الأخبار والدخول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، بجانب تحديد ما يتناولونه من طعام. وأوصت بأهمية إدراك هذه الخيارات وتحديدها والتركيز على الحاضر.

الإقبال على البهجة

ونصحت الدكتورة سوليفان الأشخاص بالبحث عن البهجة والامتنان حتى في الأشياء الصغيرة، مثل محادثات الفيديو مع أفراد الأسرة، أو نسمات الهواء العليلة عند فتح نافذة أو الخروج إلى الشرفة أو حديقة المنزل. وأضافت أن الناس إذا كانوا يخضعون لحظر تجول جراء الظروف الراهنة.