"the son"..عن الأسرة التي تحاول فعل كل شيء صحيح بعد فوات الأوان!

يبدو أن الأسرة والأزمات التي تمر بها والعلاقات المعقدة بين أفرادها، باتت الشغل الشاغل للكاتب والمخرج فلوريان زيلر، الذي أبدع في سرد قصة الأب الذي يعاني من أزمة عقلية ونفسية بعد تقدمه في العمر ضمن أحداث فيلم "The Father" الذي عرض قبل عامين ونال العديد من الجوائز الهامة ومنها جائزة أوسكار أفضل ممثل التي فاز بها النجم أنتوني هوبكنز عن دوره المؤثر بهذا الفيلم.

فلوريان زيلر بعد رائعته السابقة مع النجم أنتوني هوبكنز، وبالتزامن مع الجوائز الكثيرة التي حصدها الفيلم وأبهر من خلالها عشاق السينما على مستوى العالم؛ حرص على التركيز على عمل جديد على خطى الفيلم الأصلي، ويناقش أيضًا الحياة الأسرية المحيطة بأحد المراهقين، وذلك خلال فيلم "the son".

"the son" يرصد أزمات الأبناء بعد انفصال الوالدين

فيلم "the son" عرض خلال العديد من المهرجانات العالمية مثل تورنتو وفينيسيا والقاهرة السينمائي الدولي، لكنه بدأ عرضه في دور العرض بداية من 25 نوفمبر، وحظي بردود أفعال جيدة مع كل عرض له بالمهرجانات المذكورة، حيث دارت الأحداث حول فتى مراهق يعاني من الاكتئاب الشديد بعد انفصال والديه، وهو الأمر الذي يعرضه لأزمة نفسية تجعل والديه يحرصان على تقديم الدعم الكامل له وسط تطورات الأحداث.

الفيلم الذي قام ببطولته كل من هيو جاكمان ولورا ديرن وفانيسا كيربي وزين ماكغراث، نال أداء أبطاله إعجاب الجمهور بسبب تأثرهم بالشخصيات التي يقومون بتجسيدها، حيث أدى زين شخصية الفتى الذي يعاني من الاكتئاب بسبب انفصال والديه، وارتباط الأب بسيدة أخرى واهتمامه بعائلته الجديدة، وعبر عن الحزن الشديد الذي يعيش فيه بكل مشاعره، فظهر في عينيه الحزينة وحركاته المتوترة، وبالرغم من أن الفتى حظي بدعم والديه رغم انفصالهما إلا أن ذلك لم يكن كافيًا له، واعتبر أن الأمر ربما لم يكن حقيقيًا أو ربما دعم واهتمام مؤقت وسوف ينتهي سريعًا وهو ما جعله يتخذ قرارات متهورة وسريعة بسبب حالته النفسية السيئة.

فعل الشيء الصحيح بعد فوات الأوان!

الفيلم سلط الضوء على محاولات الأسرة لتقديم الدعم للابن بكل الطرق الممكنة، سواء عن طريق اجتماع الأب والأم مجددًا وعودة المودة بينهما، وتوفير الاهتمام والرعاية اللازمة، حتى زوجة الأب قررت أن تساهم في حالة الدعم تلك بطريقتها، من أجل زوجها، فالكل قام بفعل الشيء الصحيح لكن يبدو أن الأمر تم بعد فوات الأوان، فلم تنجح محاولات الدعم والاهتمام تلك في علاج الابن من الاكتئاب الشديد الذي عانى منه.

ب
فيلم the son

أخطاء الأسرة بسبب العواطف

الفيلم بالرغم من بساطة فكرته التي تكررت في العديد من الأعمال الفنية، والتي تدور حول عواقب الانفصال على الأبناء وتأثرهم بتفكك الأسرة، إلا أنه ركز كذلك على بعض الصفات التي قد يعاني منها الأبناء خاصة في عمر المراهقة؛ وتدل على تعرضهم للاكتئاب بسبب الظروف المحيطة بهم، ومنها فقدان الشغف وإهمال الدراسة، والكذب في الكثير من الأحيان وإيذاء النفس، وهو ما فعله بطل الفيلم لتكتشف الأسرة أن تلك الأمور ما هي إلا مؤشرات تدل على تدهور حالة الابن.

وبالرغم من أن الأسرة تحرص على فعل الأمور الصحيحة من أجل الأبناء، إلا أن عواطفهم تجاه أطفالهم تجعلهم يرتكبون بعض الأخطاء في حقهم، فسلط الفيلم الضوء على تأثر الوالدين بتوسل واستنجد الابن بهما حتى لا يتركاه في المصحة النفسية بعد إقدامه على الانتحار، وبالفعل قررا ألا يستمعا لنصيحة الطبيب المعالج، وأنصتا للابن ووعوده وقررا أن يخرجاه من المصحة، وهو الخطأ الأكبر الذي قاما بارتكابه وتسبب في تصاعد الأحداث بعدها.

ب
كواليس فيلم the son

ظهور أنتوني هوبكنز وأجواء "The Father" مسيطرة

أجواء الفيلم الجديد ذكرت الجمهور بأجواء فيلم "The Father"، خاصة مع ظهور النجم العالمي أنتوني هوبكنز كضيف شرف في أحد المشاهد، حيث جسد شخصية الجد، ووالد هيو جاكمان، كذلك أحد مشاهد النهاية، كانت عبارة عن مشهد تخيلي في ذهن جاكمان، يتخيل فيه وضع ابنه المراهق إذا سار كل شيء في حياته على ما يرام، وتأثير ذلك على صحته النفسية ونجاحه المهني، وهو الأمر الذي تشابه أيضًا مع ما تم في الفيلم الأصلي حيث سيطرت التخيلات على الأحداث الحقيقية وتداخلت معها في ذهن الأب أو أنتوني هوبكنز.

غ
The Father

الصور من حساب فلوريان زيلر وصناع الفيلم بانستجرام والبرومو المرفق