لماذا يرتدي الأمير تشارلز التنورة عند زيارته إلى اسكتلندا؟

تعتبر التنورة الاسكتلندية، ذات الكسرات والمربعات البليسيه الكاروهات، زيا ذكوريا بامتياز، إذ يؤكد الاسكتلنديون إنها تضفي على الرجال جاذبية ووسامة في بعض الأحيان، ولا يتردد الأمير تشارلز في ارتدائها عندما يكون في اسكتلندا، ولكن لماذا يرتدي ولي عهد بريطانيا التنورة أثناء الزيارات الرسمية هناك؟.

يلقب الأمير تشارلز ولي عهد بريطانيا، في المملكة المتحدة بأمير ويلز ودوق كورنوال، ولكن باسكتلندا، يُعرف باسم دوق روثساي، وهو لقب يُمنح تلقائيا للوريث الاسكتلندي.

وعند إقامة الأمير تشارلز في قلعة بالمورال، منزل العائلة الاسكتلندي، يرتدي التنورة الاسكتلندية أثناء زيارته الرسمية، احتراما للزي التقليدي للبلاد.

ويٌقال إن خلال فترة حكم الملكة فيكتوريا، إن العائلة المالكة البريطانية تبنت العديد من التقاليد الاسكتلندية، واليوم يقضون معظم عطلاتهم الصيفية في الدولة الواقعة في شمال المملكة المتحدة، لكن زياراتهم ليست الطريقة الوحيدة التي تظهر بها العائلة ارتباطها الوثيق بالمنطقة، فبالإضافة إلى المشاركة في الفعاليات الهامة، تمارس العائلة العديد من التقاليد بما في ذلك اللباس الاسكتلندي لإظهار احترامها للبلد.

تاريخ نشأة التنورة الاسكتلندية

نشأت التنورة الاسكتلندية ضمن اللباس التقليدي للرجال والأولاد في المرتفعات الاسكتلندية في القرن السادس عشر، وهي غالبا ما تصنع من قماش صوفي بنقشة الترتان أو الكاروهات.

 ويرتدي الرجال الزي الاسكتلندي عادة في المناسبات الرسمية، كدورة ألعاب الرياضية هايلاند، والتي تقام في مجموعة من الجزر والقرى والمدن في جميع أنحاء البلاد، في نهاية كل أسبوع في الصيف.

وتٌعرف التنورات التي تمثل الزي الوطني الاسكتلندي في جميع أنحاء العالم، كرمز للهوية الوطنية والثقافية وتاريخية عميقة الجذور، ويفخر الاسكتلنديون حاليا بارتدائها كتقدير لتراثهم.

 وتعتبر الأعراس هي أكثر المناسبات التي يرتدي فيها الاسكتلنديون هذه التنورة، وهي تصنع من الصوف النقي 100%، وتحاك يدويا بالكامل، ويستغرق صنع الواحدة منها نحو ثمانية عشرة ساعة، ولهذا فسعرها مرتفع للغاية.

خضعت التنورة الاسكتلندية مثل معظم قطع الملابس، لعملية تطوير على مر القرون، فعندما ظهرت في القرن السادس عشر، كانت طوية جدا يمكن استخدامها كثوب كامل سواء كعباءة ملفوفة على الكتف أو كغطاء للرأس نظرا للطقس البارد.

وبحلول عام 1746، أصبحت التنورة الترتان التي تأتي بطول الركبة التي نعرفها اليوم شائعة في المرتفعات الاسكتلندية.

ويذهب الفضل في الشعبية الواسعة لانتشار التراث الاسكتلندي، وخاصة الترتان إلى الملكة فيكتوريا وزوجها الأمير ألبرت، اللذين بنوا قلعة بالمورال في منتصف أربعينيات القرن التاسع عشر.

وصمم الأمير ألبرت قماش ترتان بالمورال " Balmoral tartan" لاستخدامه في القلعة، وهو يتميز بألوان الرمادي والأحمر والأسود وظهر بأشكال متنوعة من السجاد إلى الفرش والستائر، حتى إنه أصبح الزي الرسمي لموظفي القلعة.