خاص "هي": "توين شيفز".. تمثيل للهوية الإماراتية وتجربة طهوية تعبّر عن جيل جديد
في مشهدٍ طهويّ إماراتي يتقدّم بثقة نحو العالمية، لم يعد المطبخ مساحة للطهي فحسب، بل منصة تعبّر عن الهوية، وتحكي قصص الانتماء، وتعيد تعريف النكهات بروح معاصرة. ضمن هذا الإطار، تبرز مبادرة "مائدة الشيف الإماراتي" التي أطلقتها مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة كإحدى المحطات المفصلية الداعمة للمواهب الوطنية الشابة، والرافعة لحضورها على خارطة الطهي الإقليمي والعالمي.
من بين هذه الأسماء اللامعة، يلفت الشيفان التوأم عبد الرحمن وميثاء الهاشمي Twin Chefs الأنظار برؤية متفرّدة تجمع بين جذور المطبخ الإماراتي وجرأة الابتكار العالمي. منذ طفولتهما، تحوّل المطبخ إلى لغة مشتركة، ومنها انطلقت رحلة شغفٍ تحوّلت إلى مشاريع تحمل توقيعاً إماراتياً معاصراً، وتعيد تقديم النكهات المحلية بأسلوب يواكب ذائقة اليوم دون أن يفقدها أصالتها.
في هذا اللقاء الخاص مع "هي"، نغوص مع "توين شيفز" في تفاصيل رحلتهما المبكرة، ونتعرّف إلى فلسفتهما في الطهي، ومصادر إلهامهما، ودورهما كشيفين شابين في تمثيل الهوية الإماراتية، وصناعة تجربة طهوية تعبّر عن جيل جديد يؤمن بأن الإبداع يولد من الجذور… ويحلّق نحو العالم.

أخبرانا أكثر عن انطلاقتكما كـ "توين شيفز" وكيف بدأ شغفكما المشترك بالطهي. متى قررتما أن تحوّلا هذا الشغف إلى مشروع حقيقي يضيف بصمة جديدة في المشهد الغذائي المحلي؟
بدأ شغفنا بالطهي منذ طفولتنا، حيث كان المطبخ مساحة نجتمع فيها مع العائلة ونعبّر من خلالها عن شغفنا بالتجربة والإبداع. وبدأنا الطبخ باستقلاليه تامه في عمر الثماني سنوات. ومع مرور الوقت، اكتشفنا أن الطعام ليس مجرد مهنة بل لغة عالمية تحمل في طيّاتها الهوية والثقافة والمشاعر.
في سن الثالثة عشرة، قررنا تحويل هذا الشغف الى مهنه نفتخر بها وحصلنا على شهادة الدبلوم في فنون الطهي من ICCA دبي، لنصبح بذلك أصغر شيفين مؤهلين في دولة الإمارات والمنطقة. ومن هنا، تولّد الإحساس بأن مسؤوليتنا تتجاوز مجرد إعداد الأطباق، بل تقديم بصمة إبداعيه تمثل وطننا الغالي. انطلقت مشاريعنا الأولى على شكل فعاليات موسميه وكيترينج للجهات الحكوميه، ثم تطوّرت تدريجياً إلى علامات تجارية متخصّصة تهدف إلى إعادة تقديم النكهات المحلّية الإماراتية بأسلوب معاصر وحديث. وتم انشاء علامة تجاريه للبتزا الايطاليه بنكهات إماراتيه أصيله باسم Napoli By Twins وعلامه أخرى للجيلاتو الايطالي بنكهات إماراتيه مميزه واستخدام مكونات محليه عضويه باسم Savor By Twins.
من أين تستمدّان الإلهام لإعداد وصفات مبتكرة مثل بيتزا السلامينو بالعسل الساخن وبيتزا الكمأة السوداء؟
مصادر الإلهام لدينا متنوعة، تبدأ من المطبخ الإماراتي التقليدي وخاصة مطبخ أمي وجدتنا الغاليه وتنطلق نحو المطابخ العالمية. نحن نبحث دائمًا عن طرق لدمج التقنيات الحديثة مع نكهات الطفولة، لنبتكر تجارب جديدة تجمع بين المذاق الأصيل والأسلوب العصري. كما تلعب رحلاتنا في السفر وتجاربنا اليومية دورًا مهمًا في اكتشاف مكوّنات ونكهات جديدة ندمجها بطابع محلي بسيط.
كيف تصفان مشاركتكما في مبادرة "مائدة الشيف الإماراتي"، وما القيمة التي أضافتها لكم كشيفين شابين يمثّلان الهوية المحلية؟
مشاركتنا في مبادرة "مائدة الشيف الإماراتي" كانت تجربة مميزة ومُثرية. فقد أتاحت لنا الفرصة لتمثيل الهوية الإماراتية من خلال أطباق معاصرة، وإيصال صوت الشيف الإماراتي الشاب لجمهور أوسع.. كما أن هذه المبادرة عزّزت ثقتنا برسالتنا، وساعدتنا على بناء شبكة علاقات مع شيفات محليين وعالميين، ما أتاح لنا تبادل الخبرات وتطوير منظور أعمق تجاه الطهي كأداة لتعريف العالم بتراثنا. وهنا لابدّ لنا من التطرّق إلى الدعم بل اللامحدود من أكثر من ذلك وهو تعاوننا مع مؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، والذي كان حافزاً جعلنا نشعر ودعمهم اللامحدود لنا يبمسؤولية أكبر جعلنا نحس بالمسووليه ويحفزنا لتقديم المزيد والأافضل دائماًا لرفعة لتعزيز مكانةه الإامارات في هذا القطاع الذي يعد من أحد أقوى القطاعات في الدولةه.
كيف تصفان أسلوبكما في الطهي، خصوصًا وأنكما تقدّمان مزيجًا يجمع بين الطابع العصري والنكهات المحلية؟
أسلوبنا يقوم على الدمج بين المكونات والنكهات الإماراتية الأصيله وطرق الطهي الحديثه ووصفات من الثقافات العالميه المختلفه والتي تتناول أيضا مبدأ الاستدامه. نستلهم نكهات المطبخ المحلي ونقدّمها بأسلوب حديث من حيث العرض والتقنية.
نحرص دائمًا على احترام المكوّنات المحلية وإبرازها وتعريف الشباب بها لما تحتويه من قيم غذائيه عاليه وذكريات أجدادنا الجميله، مع إضافة لمسات عالمية تمنحها بعدًا جديدًا يناسب الذوق الحالي و تنوع الثقافات المتواجده في أنحاء الدوله. وبذلك يشجع الثقافات الأخرى على تجربته لما يحتويه من مكونات يعرفونها.
ما هي الأدوات الأساسية للشيف الناجح برأيكما؟
الشغف والانضباط، الرغبة المستمرة في التعلم، اسخدام أجود المكونات، احترام المكوّنات وفهمها، القدرة على الابتكار، مهارات القيادة والعمل الجماعي..
ما هو الشيء الذي لا يمكنكما الاستغناء عنه في المطبخ؟
الأنواع المختلفه من السكاكين الجيدة، إضافة إلى ذلك، لا يمكننا الاستغناء عن المكوّنات الطازجة المحليه ذات الجوده العاليه ، فهي أساس أي طبق ناجح.
كيف تديران الصراع والمنافسة بين طاقم المطبخ؟
نؤمن بأن المطبخ بيئة فريق واحد، ونجاحها يعتمد على التواصل والاحترام.
نشجع دائمًا الحوار المفتوح والشفافية، ونسعى إلى تحويل المنافسة إلى طاقة إيجابية تُحفّز الجميع للإبداع.
أصبحت التكنولوجيا سمة أساسية في كل مجال اليوم. برأيكما، هل تؤثر إيجابًا أم سلبًا على الطبخ؟
نرى أن التكنولوجيا تلعب دورًا إيجابيًا إذا استُخدمت بالشكل الصحيح. فهي تُسهّل عمليات البحث والتطوير، كما تساعد في رفع معايير الجودة وتطوير تقنيات جديدة. لكنها لا تُغني أبدًا عن اللمسة الإنسانية التي تميّز كل شيف. وكما يقال.."صنع بحب وشغف"
ما أهم العناصر أو الأدوات التي لا يمكن الاستغناء عنها في مطبخكما؟
-مكوّنات عالية الجودة
-أدوات دقيقة للتزيين
-فريق متحاب ومتعاون
-بيئة إبداعية تسمح بالتجربة
ما الرسالة أو النصيحة التي تقدّمانها للشباب الطموحين الذين يرغبون بإطلاق مفاهيم طهي جديدة في الإمارات؟
نقول لهم: آمنوا بشغفكم وابدأوا من جذوركم. الإبداع يولد من الهوية، ابحثوا عن نكهاتكم الخاصة، وامنحوا تجاربكم طابعًا محليًا متفرّدًا. وحتى تنجحوا، يجب أن تجمعوا بين التعلم المستمر، والمثابرة، والعمل الجاد وعدم اليأس من المحاولات غير الناجحة. دولتنا العزيزه اليوم..مكان خصب للأفكار والابتكارات الجديدة، والفرص متاحة لكل من يمتلك رؤية حقيقية ورغبة في الابتكار والتميز. وكما قال الشيخ محمد بن راشد ال مكتوم حفظه الله ورعاه في كتابه علمتني الحياه:" تعلمت الكثير من الحياه, ولعل أكبر درس تعلمته أنني لست كاملاًو بل إنساناً يتعلم ويتطور, وينمو ويكبر, ويحب ويكره, ويقوى ويضعف, ويتغير باستمرار"..