Sweet Girl.. عضلات "جيسون موموا" تُحاول إنقاذ فيلم أكشن تقليدي!

بعض الأفلام لا تدري كيف تجرأ كاتب السيناريو وعرضها على شركة الإنتاج؟ وماذا كان يدور في عقل مسؤولي شركة الإنتاج وقت الموافقة على إنتاجها؟ ولماذا وافق الممثلون على بطولتها؟ ولماذا توافق منصة مثل "نتفليكس" على توزيعها وبثها عالمياً؟ الأسئلة السابقة تنطبق على فيلم Sweet Girl "فتاة لطيفة"، بطولة "جيسون موموا" وفتاة لطيفة اسمها "إيزابيلا ميركد"، وهو أول عمل يخرجه "بريان أندرو ميندوزا" وعرضته مؤخراً منصة "نتفليكس".

 

حكاية تقليدية وأحداث نمطية

يبدأ الفيلم من منطقة ميلودرامية؛ ويسرد حكاية عائلة صغيرة؛ الأب "راي كوبر-جيسون موموا" يُكافح من أجل علاج زوجته المُصابة بالسرطان "أماندا-أدريا كوبر"، والإبنة المُراهقة "راتشيل-إيزابيلا ميركد" تُرافق الأم في المُستشفى، وكُلها أمل في أن تشفي الأم من المرض. يبدو الأب في الجزء الأول من الفيلم مقهوراً وحزيناً وهو يرى زوجته تذبل أمامه، ويتحول حزنه إلى غضب حينما يعلم أن الدواء الجديد الذي كان ينتظره لعلاج زوجته لن يصل المستشفي؛ بسبب مافيا الدواء، التي أوقفت تصنيع وتوزيع الدواء إلى أجل غير مُسمى، ويطلب مُداخلة في برنامج يستضيف مدير الشركة التي استحوذت على الشركة المُصنعة للدواء ليهدده بالقتل لو ماتت زوجته.

ربما تبدو القصة تقليدية ومُكررة، ويمكن أيضاً توقع مسارها؛ فالزوجة تموت، ويبكي الزوج مفتول العضلات، ويدفعه الغضب إلى رحلة إنتقام من المسئولين عن منع الدواء عن زوجته، وتفلت الأمور من بين يديه، وتتناثر الجثث في كل مكان، والفيلم بالفعل يفعل كل شىء نمطي ومُتوقع في هذا النوع من الأفلام؛ المُطاردات، والمُشاجرات، والقتل، والجثث، والهروب من الشرطة.

رغم كل أكشن الفيلم، هناك بعض الحكايات الدرامية الجيدة التي بدأها الفيلم ثم أهملها؛ ومنها تفاصيل البيزنس الخاص بشركات الأدوية، وهى تفاصيل كان يُمكن أن تمنح الفيلم أبعاداً درامية مُتماسكة؛ تُبرر كل العُنف اللاحق.

 

كلشيهات وأكشن

بعد الفصل الميلودرامي من الفيلم يبدأ الفصل الثاني، وهو الأطول والأكثر حركة والأقل درامية، ونُتابع رحلة الإنتقام التي تبدأ بلقاء مع صحفي يرغب في ضم قصة زوجة "راي" إلى تحقيقه الصحفي عن مافيا الدواء، واللقاء يتم في عربة مترو بترتيبات سرية كأنه لقاء جواسيس، ولسبب ما تتبع "أماندا" والدها، وتراقب اللقاء عن بعد، ويظهر قاتل أجير، ويقتل الصحفي في وضح النار، ويدخل في صراع مع "راي"، وتضطر الفتاة للتدخل، ويدور صراع دامي بين الثلاثة.

بعد هذا المشهد العنيف تنفجر ماسورة العنف في الفيلم، ولا يتوقف "راي" عن الإلقاء بنفسه إلى التهلكة تلو الأخرى، ويتورط في أكثر من حادث قتل، وتبدأ الشرطة في مطاردته، ويبدأ هو رحلة هروب بُصحبة إبنته الصغيرة الغاضبة من المصير القاتم الذي ينتظرهما.

هذا الجزء من الفيلم لا يتميز بشيء أكثر من بعض مشاهد الأكشن الجيدة التنفيذ، ومع غياب الحبكة المُتماسكة، والأحداث المُترابطة، تحول الجزء الثاني من الفيلم إلى مجموعة متتابعة من مشاهد الأكشن والمُطاردات التي تحمل الكثير من المبالغات والصدف.

 

التويست الذي قتل الفيلم

بعد مرور حوالي ثلثي الفيلم رُبما يبدأ المُشاهد في التفكير في جدوى صناعة فيلم لا يحمل أى جديد درامياً، ويعتمد على كلاشيهات أفلام الأكشن المتواضعة، ولا بد أن كاتبا سيناريو الفيلم، وهما "جريج هيرويتز"، و"فيليب إيزنر" شعرا أن سيناريو الفيلم الضعيف يسير إلى طريق مسدود؛ لذا تفتق ذهنهما عن قلب أحداث الفيلم، ومكافأة المُشاهد الذي صبر ما يقرب من ساعة وهو يُشاهد حكاية مكررة ومشاهد أكشن لا جديد فيها، وجثث يُخلفها "راي" خلفه. جاء التويست الذي راهن عليه السيناريو في الجزء الثالث من الفيلم، وكان المُفترض أنه سيعدل دفة الفيلم المائلة في الجزأين السابقين من الحدوتة، وينقذه الفيلم من الغرق.

(الحديث عن التويست في الفقرة اللاحقة سيحرق أحداثاً هامة من الفيلم)

يكتشف المُشاهد أن كل ما يراه من أحداث وأكشن ومُطاردات هو تصرفات "راتشيل" وليس والدها، وأنها من تقوم بكل عمليات الإنتقام بعد وفاة والدها في مشهد المترو إثر مشاجرته مع القاتل المُحترف، وأنها مُصابة بما يُسمى بإضطراب ما بعد الصدمة؛ ولهذا تتخيل أنها والدها، وتُكمل رحلته في الإنتقام.

هذا التويست العجيب الذي حول الفتاة اللطيفة إلى فتاة عنيفة قد يُنقذ ماء وجه السيناريو لو كانت تتخيل أحداث الإنتقام، أو لو كانت ترتيبات القتل تُلائم مُراهقة صغيرة السن وضئيلة الجسد، وتعتمد على ذكائها، وليس عضلاتها؛ فمواجهتها لمجموعة من الحرس الشخصي المُدرب وهزيمتهم وقتل أحدهم، والهروب من قبضة رجال شرطة أشداء أمور لا يُمكن تصديقها أو تبريرها درامياً.

لا أجد إجابة على الأسئلة التي طرحتها في بداية المقال سوى أن الفيلم تم إنجازه لأسباب تُجارية بحتة، وإعتمد في الدعاية على إسم "جيسون موموا"، ولم يكن هناك وقت كاف لتحسين الحبكة أو منحها تفاصيل درامية وإنسانية، وجاء التويست لإنقاذ الدراما الضعيفة، لكنه زادها ضعفاً وركاكة.

الصور من التريلر الرسمي للفيلم