راكان عبد الواحد بطل "ولد ملكًا" لـ"هي":قلة المصادر هي أصعب ما واجهني ولم أتلق توجيهات من المخرج!

ساعات قليلة تفصلنا عن العرض الأول للفيلم السعودي "ولد ملكًا" الذي من المقرر أن يبدأ عرضه، الخميس الموافق 26 سبتمبر بصالات السينما في المملكة العربية السعودية ودول الخليج، وسط حالة من الترقب والانتظار من الجمهور العربي بشكل عام والجمهور السعودي بشكل خاص.

 يتناول الفيلم حياة الملك فيصل بن عبد العزيز منذ ولادته وحتى زيارته إلى لندن عام 1919، بالإضافة إلى أول رحلة دبلوماسية مهمة للأمير إلى الديوان الملكي البريطاني ولقائه حين كان عمره 13 عامًا مع شخصيات بارزة مثل لقائه مع الملك جورج الخامس ملك إنجلترا، ووينستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا.

والفيلم إنتاج سعودي إسباني بريطاني مشترك، تحت إشراف المنتج الإسباني أندريس جوميز، الحائز على جائزة الأوسكار، وصاحب فكرة الفيلم، وحرص صناعه على الاستعانة بوجه جديد ليجسد شخصية الملك عبد العزيز، وهو الفنان راكان عبد الواحد.

فيلم ولد ملكا

راكان الفنان البالغ من العمر 32 عامًا قد لفت أنظار المتابعين خاصة بسبب التشابه في سمات الملامح بينه وبين شخصية الملك، كما أن بعض ممن شاهدوا العمل الفني قبل عرضه الرسمي، أثنوا على أدائه وتقمصه للدور، وعن الفيلم والإشادات وكيفية ترشيحه لأولى أعماله السينمائية، حاورت "هي" الفنان الشاب، وإلى نص الحوار:

في البداية حدثنا عن دراستك وكيف بدأت العمل في مجال الفن؟

أنا درست هندسة صناعية وحصلت على ماجيستير بالهندسة، وبالرغم من أن دراستي كانت علمية جدًا لفترة طويلة، إلا أنني طيلة عمري لديّ شغف بكل أنواع الفن، سواء رسم أو كتابة نصوص أو تمثيل، حتى الطبخ والرقص أرى أنه نوع من أنواع الفن، وأنا دائمًا معجب بكل ما يمت للفن بصلة، كما أنني كنت أشارك أصدقائي ومتابعيني على انستجرام ببعض لقطات من أغنيات أو معزوفات أقدمها، بالإضافة إلى أنني مثلت في أفلام قصيرة مثل "صديقي إبليس" الذي شاركت في كتابته أيضًا، وفيلم "جابر".

لكن هناك بعض ممن سرقوا أعمالي بسبب عدم انتشاري الكافي على السوشيال ميديا، وهو ما ضايقني، فقررت أن أبدأ الترويج لنفسي بشكل أكبر وأشارك صوري بموقع انستجرام، إلى أن لفتت نظر إحدى الوكالات الشهيرة بأمريكا وطلبوني لأكون موديل.

إذن هل تم ترشيحك لفيلم "ولد ملكًا" عن طريق السوشيال ميديا؟

بالفعل، فبعد أن صار لدي صوراً كثيرة على انستجرام، وازداد عدد متابعيني، بعدها كلمني أحد مشاهير اليوتيوب وطلب مني العمل معه في كتابة النصوص والتمثيل والإخراج والإنتاج، ومنها صار لدي متابعين أكثر، وبسبب تفاعلي الدائم معهم أصبح لديهم فكرة عن طموحاتي وعن امتلاكي شغفا كبيرا بالتمثيل، وكان من بين هؤلاء المتابعين، واحدة تعمل في مجال الكاستنج ووجدت تشابهًا بيني وبين ملامح الملك الراحل، فرشحتني وبالفعل أرسلت لهم عدة فيديوهات ووفقت بالحصول على الدور.

كيف كان شعورك عند التحضير لتلك الشخصية التاريخية الفارقة خاصة وأنها أيضًا أولى بطولاتك السينمائية الحقيقية؟

كل ما كنت أفكر فيه هو أن هذ الدور يتمناه أي ممثل في نهاية مشواره الفني وليس في بداياته، فمن الممكن أن يقدمه ويعتزل بعدها، فالشعور الذي كنت أشعر به، ليس خوفًا أو توترًا، أكثر منه مسؤولية، وشخصية مثل شخصية الملك عبد العزيز، من الممكن أن يقدم فيها المرء كل طاقته ولا تكفي، لكنني بذلت كل جهدي وقرأت كل الكتب الممكنة، وشاهدت جميع الأفلام الوثائقية المتاحة، وفي النهاية وجدت أنني لابد أن أجد كل السمات أو الأشياء المرتبطة بين شخصيتي وشخصية  جلالة الملك الراحل.

ما أبرز الصعوبات التي واجهتك عند التحضير للشخصية؟

أبرز الصعوبات كانت في قلة وجود مصادر وأرشيف عنه، بالإضافة إلى ذلك فإن مخرج الفيلم كان يريد إظهار الشخصية بطريقته الخاصة، أما المؤرخ الموجود معنا كان يريد هو الآخر إظهار الشخصية بطريقة تاريخية، ومن هنا كانت الأزمة بالنسبة لي، وبعدها تركوني والمؤرخ قال لي إذا أخطأت فأنت من ستتحمل المسؤولية، ومن الناحية الأخرى يقول لي المخرج لو أخطأت ستظهر ممثلًا فاشلًا ونراك يوم التصوير، وقطعًا الأمر لم يكن سهلًا على الإطلاق، خاصة وأن هذه المرة الأولى التي أشارك في فيلم بهذا الحجم.

فهناك أكثر من 200 شخص يشاهدوني وأنا أقوم بالتمثيل، كما أن المخرج لم يعطني أية نصائح أو توجيهات إخراجية، فنصف التمثيل الذي قمت به كان من ارتجالي واجتهادي، حتى أن هناك كلمات في النص غيرتها. 

كيف كانت ردود أفعال العائلة المالكة على أدائك للشخصية؟

كان أهم شيء لدي هو معرفة رأي العائلة المالكة وطبعًا المشاهدين، في أدائي للشخصية، حيث انني قدمت دور أب لأكثر من 7 آلاف شخص وذو مكانة كبيرة، وعندما عرض الفيلم للعائلة المالكة، نال إعجابهم جدًا، وكانت ردود أفعالهم كلها جيدة، وإذا نال الفيلم إعجاب الأحفاد والأبناء، فإن شاء الله ينال إعجاب الجمهور عند عرضه.

هل كان هناك إشادة أو تهنئة غير متوقعة من أحد الأشخاص الذين شاهدوا الفيلم، على أدائك؟

حتى الآن لم يتحدث معي أحد، لكن ما أسعدني ردود فعل المتابعين لي، فجميعهم يقولون لي إنهم متابعين لي منذ فترة طويلة، ويشعرون بالفخر أنهم طوال هذه المدة معي في المغامرة، بالإضافة إلى ثقتهم بأنني سأقدم شيئًا جيدًا وعظيمًا.. وهؤلاء أعتبرهم داعمين أكثر من أهلي وأصدقائي.

هل هناك خطة حاليًا تخص أعمالك المقبلة بعد "ولد ملكًا"؟

أنا حاليًا أعمل على ألبوم موسيقي، وانتهيت من تصوير 5 كليبات من كتابتي وإخراجي وإنتاجي، ومن المقرر عرضهم تباعًا خلال الفترة المقبلة، بالرغم من تزامن الانتهاء من تلك الأغنيات مع عرض الفيلم، إلا أنني لا أريد أن يراني الجمهور في شخصية الملك، وبعدها يروني كمغني راب، أو العكس، وأحاول حاليًا دراسة الأمر جيدًا لأنني لا أريد ألا يختلط الأمر على الجمهور، بالإضافة إلى أنني أريد تقديم أعمالًا تحترم الشخصية الهامة التي قدمتها بـ"ولد ملكًا".

جمعت بين الغناء والتمثيل والإخراج والكتابة.. هل تريد في الفترة المقبلة التركيز على مجال واحد منهم؟

أنا لست مركزًا في مجال معين، لكن أشعر بأن جميع الأبواب مفتوحة لي، وكلما أنوي شيء وأبذل جهدي فيه يتحقق، وحاليًا أنا "عايش اللحظة" ولا أريد التفكير بكثرة في المستقبل البعيد ، لكنني أركز على ان أكون فنانًا فقط، سواء بالغناء أو الرقص أو التمثيل أو الإخراج أو الكتابة.. فعالم الفن كبير، ومنذ أيام وصفتني احدى المقالات بأنني "سفير الفن السعودي"، وهذا اللقب أثر بي جدًا، وقررت أنني لابد أن أستكمل مشواري الفني بأي  طريقة وان أكون سفير الفن السعودي بكل ما في الكلمة من معنى.